
سلطت شبكة سي إن إن الأمريكية، الضوء على سياسية الرئيس الامريكي دونالد ترامب الخارجية المثيرة للجدل خلال هذه الفترة ومن بينها سياسته الخارجية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس الوحيد الذي يمكنه التعرف على صفقة سيئة عندما يراها.
وأفادت الشبكة الأمريكية في تقرير لها، بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض التوقيع على صفقة تمنح ما يقرب من نصف ثروات بلاده من المعادن النادرة مقابل وعود مستقبلية غامضة، ما أثار غضب ترامب تجاه نظيره في كييف.
استغلال الموارد الجغرافية والطاقة الثمينة في بلاده
أكد زيلينسكي أن استغلال الموارد الجغرافية والطاقة الثمينة في بلاده سيكون إحدى الطرق لإعادة بناء الاقتصاد والمدن بعد انتهاء الحرب، ولكن العرض الذي قدمه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والذي وصفه المسئولون الأمريكيون بأنه "فرصة عظيمة لازدهار أوكرانيا"، ليس في الحقيقة "صفقة" عادلة على الإطلاق.
ومع ذلك، فإن هذه الصفقة تلقي الضوء على رؤية ترامب للسياسة الخارجية وكيف ينظر إلى الحرب، خاصة بعد أن تخلى، ولو خطابيًا، عن دعم إدارة بايدن لأوكرانيا وأصبح يميل إلى دعم روسيا.
كما هو الحال مع خطته لنقل جميع الفلسطينيين من غزة لبناء "ريفييرا" من المنتجعات الشاطئية، يبدو أن دوافع ترامب ترتكز بشكل أساسي على تحقيق أكبر مكاسب مالية ممكنة للولايات المتحدة، بدلًا من البحث عن حل عادل للصراع الدموي الذي يهدد العالم.
ويعكس نهج ترامب شكوك قاعدته الانتخابية بشأن عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها إدارة بايدن كمساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا بعد غزوها غير القانوني من قبل القوات الروسية بقيادة فلاديمير بوتين قبل ثلاث سنوات، ولكن منهج ترامب القائم على الصفقات التجارية يُعد تحولًا جذريًا عن القيم التقليدية للسياسة الخارجية الأمريكية، والتي تشمل مبدأ عدم قيام الدول الكبرى بغزو الدول الصغيرة، وهو مبدأ أقرته واشنطن في ميثاق الأمم المتحدة.
ضغوط على أوكرانيا في أصعب أوقاتها
ويمارس ترامب ضغوطًا هائلة على أوكرانيا، التي تعتبر الضحية في هذا النزاع، مستغلًا أزمتها للحصول على جزء كبير من ثروتها المعدنية بأسعار زهيدة، في وقت يقوم فيه بوتين باقتطاع أجزاء كبيرة من أراضيها، هذه الصفقة تشبه محاولة الابتزاز التي مارسها ترامب سابقًا ضد زيلينسكي عندما رهن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بموافقته على فتح تحقيق ضد جو بايدن، ما أدى إلى مساءلته برلمانيًا لأول مرة.
ورغم ذلك، تصرّ البيت الأبيض على أن زيلينسكي ليس أمامه خيار سوى توقيع الاتفاقية لسداد الديون المستحقة للولايات المتحدة، رغم أنها لا تتضمن أي ضمانات لاستمرار المساعدات الأمريكية في المستقبل.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز يوم الخميس: "الرئيس ترامب محبط للغاية من الرئيس زيلينسكي، لأنه لم يأتِ إلى طاولة المفاوضات ولم يُبدِ استعدادًا لاغتنام هذه الفرصة التي قدمناها له، لكني أعتقد أنه في النهاية سيصل إلى هذه النقطة، وآمل أن يكون ذلك قريبًا جدًا".
تغيير جذري في الموقف الأمريكي
وحسب التقرير فقد يأتي الخلاف حول صفقة المعادن وسط تدهور حاد في العلاقات الأمريكية مع زيلينسكي، نتيجة تبني ترامب دعاية الكرملين بشأن الحرب، بما في ذلك الادعاء الزائف بأن زيلينسكي هو من بدأ النزاع وأنه "ديكتاتور".
وأوضح التقرير أن يعمق التغيير المفاجئ في موقف واشنطن يوم الخميس، حيث دخلت إدارة ترامب في نزاع مع دول مجموعة السبع حول بيان مشترك بمناسبة الذكرى الثالثة للغزو الروسي، إذ رفضت الولايات المتحدة الإشارة إلى "العدوان الروسي" في الوثيقة.
وذكرت مصادر لـCNN أن حلفاء واشنطن يخشون أن يكون ذلك بمثابة انتصار آخر لروسيا، بعد أن أبدت الولايات المتحدة بعض التنازلات لمطالب بوتين بشأن تسوية الصراع قبل محادثات السلام المقررة في السعودية هذا الأسبوع.