الأنبا بولس يتحدث عن: “الدليل العملي للأسرة في الصوم الكبير”
26.02.2022 14:06
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
الأنبا بولس يتحدث عن: “الدليل العملي للأسرة في الصوم الكبير”
Font Size
وطني

قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران”، أسقف إيبارشية أوتاو ومونتريال وشرق كندا، خلال اجتماعه مساء أمس الجمعة الموافق 25 فبراير الجاري، مع جميع عائلات وأسر الإيبارشية، من مختلف كنائسها الخمسة عشر، ويعتبر من أهم وأكبر الاجتماع، عبر برنامج زووم، حول موضوع “دليل عملي للأسرة بشأن الصوم الكبير”، خاصة بعد أن مر البعض بمرحلة صعبة، ربما مرحلة فتور روحي، علي مدار عامين ونصف العام بسبب ظروف كوفيد.

قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس: أولا: من المهم تأسيس الأسرة حاضرا ومستقبلا علي الحياة الأبدية، وهذا قصد خلق الله للإنسان، واستعداد الإنسان للحياة الأبدية. علي أساس أي أسرة يجب أن يقوم علي تربية وتعليم وتنشئة أولادنا علي فكرة الحياة الأبدية، وحتي نحن الكبار الناضجون، يجب أن يكون هدفنا هو الاستعداد للحياة الأبدية. لقد خلقنا الله في العالم، كفترة إعداد للأبدية. ولهذا حتي البعض ممن أصيب بالتجارب، مثل مرض الفردوس، “السرطان”، يتسمون بالفرح، لأنه يقولون: لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع السيد المسيح، لأنهم مستعدين، وأعينهم مثبتة علي الحياة الأبدية. فالحياة التي تقوم علي الولادة، والعمل، والموت، دون هدف، ليست حياة، فالحياة الحقة، هي التي أساسها وهدفها، الحياة الأبدية مع السيد المسيح “له المجد”. فالإنسان علي مدار أيام حياته قبل الموت، لم يخلق لكي يستهلك هذه الحياة في اللذات، ولكن لكي يعده الله للحياة الأبدية.

֍ حياتنا من المهم أن نمجد فيها الله دائما

أضاف أبونا الحبيب والمكرم الأنبا بولس: الأمر الثاني، يتعلق بأن حياتنا يجب أن نمجد فيها دائما الله، ويروا في سلوكياتنا السيد المسيح له المجد. فالمجد لا يجب أن يكون في أمور دنيوية عالمية، ولكن مجد أبينا السماوي. ومن يقول أننا لسنا رهبانا، نريد التمتع بالعالم، لا يوجد مانع، لكن لا يجب أن يكون مجد العالم، يشغلنا عن مجد الأبدية، بحيث لا يستطيع مجد العالم أن يتسلط علينا، ولا نغرق في الأمور الوقتية. فمن المهم أن نتغير من هذه الصورة الجسد الترابي، إلي صورة ابن الإنسان، لنتغير من مجد أرضي إلي مجد أبدي سماوي، لذا كل القديسين والشهداء، يطلبون المجد السماوي وليس الأرضي، وليس معني هذا نترك الحياة ونذهب للصحراء، ولكن نجاهد في الحياة مثل القديسين مكسيموس وديماديوس ومار جرجس والأنبا أنطونيوس، فكل هؤلاء حولوا المجد الأرضي إلي مجد سماوي، اعملوا لكم أكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس.

֍ أن نكون علي صورة السيد المسيح ومثاله .. كإنسان أبدي ممجد

الأمر الثالث: أن نكون علي صورة المسيح ومثاله. ولكن السؤال: كيف نطبق كل هذا في حياتنا، من المهم التربية علي قيم معينة، نأخذ هذه القيم من العلم الأرضي؟ أم من العلم السماوي؟ أو خليط من الاثنين؟

أنا “الإنسان المسيحي” كإنسان أبدي، مخلوق علي صورة الله ومثاله، ممجد، أنظر لملكوت الله، يجب أن أفكر هل الأبدية أو ملكوت الله، أمر في الحاضر أم مستقبلي؟ نعم نقل إلينا ملكوت الله ونعمته، منذ مسحة زيت الميرون، حيث يقبل الخليقة الجديدة للمسيح يسوع.

لذا مهم أن كل شخص يري القيم، التي تربي عليها، وضرورة أن نراجع هذه القيم التي تربينا عليها، ونحن في مرحلة الصغر. فالشباب في اجتماعاتهم، يقولون “أن بابا وماما أما كنا قدكم كنا بنعمل كذا وكذا ….”، القديس أوغسطينوس رجع من العمي الأبدي بصلاة أمه،

֍ لا تخافوا علي أولادكم: بالتربية المسيحية وتعلموا تقولهم لهم “احنا آسفين”

أضاف نيافته: ولذا أولادنا يجب أن يروا فينا قيم مسيحية سمائية صحيحة، لا يجب أن نخاف عليهم، حتي لو كان المجتمع الكندي هنا مختلف عن مصر.

فعندما يوجد المسيح في البيت، وتعرفوا أنكم خلقتم للأبدية وصورة المسيح ومثاله، وللمجد، فسيبدأ أولادكم للتغير من المجد الأرضي، للمجد السماوي.

أرجوك أيها الأب وأيتها الأم، يجب أن يري أبنك وبنتك صورة السيد المسيح فيك، أرجوكم باسم المسيح، اجعلوا قيمكم قيم مسيحية، خاصة الفترة الماضية، اهتزت بعض البيوت بسبب الخمول الروحي، بسبب كوفيد.

ابنك وبنتك يجب أن يري فيكم القيم المسيحية، وليس مجرد أنكما تتحدثان عنها فقط، فهذا لن يتأثر الأبناء والبنات. يجب أن يروكم عمليا تصلون وتقرؤون الكتاب المقدس، وتعلموا أن تقولوا لأولادكم “احنا آسفين”، فذلك سيجعلك كبيرا في عيون ابنك وبنتك.

֍ يجب أن تهتم برأي الله فيك .. لأن رأي الناس متغير وغير مهم

الأمر الثاني: طالما أنك إنسان أبدي، فما يهمك هو رأي الله فقط، لأن رأي الناس متغير، ويجب ألا نهتم به. والأسرة المقدسة قادرة علي حماية أبنائها وبناتها من الضياع، وأن تنسي كلام الناس، فقبل أي شخص يجب أن نهتم برأي الله، هل نحن فينا رائحة القداسة ورائحة المسيح الذكية؟ نعم ربنا طيب وسيرحمنا، لكن مهم جدا أن نتجاهل رأي الناس، فالمهم رأي الله، الذي لا يتغير، خاصة وأنه خلقنا علي صورته ومثاله، ومهم أن نعرف رأي الله فينا، في كل لحظة. شوروا ربنا يا أحبائي، واجعلوا الضمير ميزان الحكم عليكم.

֍ لا تربوا أولادكم علي حياة “المتعة” الدنيوية، بل كونوا ناضجين وراقيين

قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف العمران” أن الأمر الثالث: أرجوكم لا تربوا أولادكم علي “المتعة”، وهي القيمة التي سادت العالم كله، وهي قيمة استهلاكية، المتعة أمام “النهضة.، علموا أولادكم أنهم يكونوا ناضجين وراقيين. لا تدلعوا أولادكم لأنهم سيكونوا بعيدين عن السماء. أيها الإنسان، الذي تزرعه، اياه تحصد. الكنيسة يا حبايبي، هي أنتم. الله اعطاك مسحة الروح القدس، لتعلمكم كل شئ. كل شخص يجب أن يذهب إلي الكنيسة ويتحدث مع أبونا الكاهن والخادم، ليجذب الأولاد والبنات إلي الكنيسة، مهم جدا أن يكون التعليم بسلطان الحياة الأبدية والمجد السماوي.

֍ تدريبات الحياة الأبدية: الاستثمار في الحياة الأبدية

قال نيافة أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: أن هناك تدريبات مهمة من الضروري أن نتبعها ونتدرب عليها، وفي هذا السياق، ذكر الكتاب المقدس أن: ملكوت الله يغتصب، والغاصبون هم من يدخلون، يعني بالغصب وليس بالسرقة. واكنزوا لكم كنوز في السماء.. لذا الأمر الأولي من المهم أن يكون استثمارنا في الحياة الأبدية، فهذا الأمر سيجعل الفرحة تعم البيت للزوجة والزوج والأبناء والبنات، وهي فرحة مستمرة وأبدية، ولذا سلوكياتنا يجب أن تكون للاستثمار في الأرض بغرض الفوز بالحياة الأبدية. الله أبدي، والوقت الذي نقضيه معه ولأجله، سيكون طريقنا للحياة الأبدية، ويعيد لنا الرجاء والسنوات التي أكلها الجراد.

֍ أن تكون أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله

الأمر الثاني: قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية الإصحاح الثاني عشر: أطلب اليكم ايها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية، ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة.

֍ التغيير الذهني وفرز العلاقات مع الله والآخرين والذات حتي لا نكون مغيبين

أوضح أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس، أنه من الضروري أن نقوم بالتغيير الذهني، وهذا ما أقوله للشباب، كل يوم يجب تجديد الذهن والعقل، والتغيير الذهني، هل ممتلئ بملذات، أم هموم، أم تعب وألم، أم محبة الله؟ أسالكم برأفة الله .. فالاستثمار في الأبدية مهم للغاية، ويجب أن نبعد عن كل فكر لا يرضي صلاحك يا الله.

العلاقات، أي علاقات مع شيء أو مع شخص، ابتدأوا تعرفوا علاقاتهم مع أفراد الأسرة، كزوج وأب، وكزوجة وأم، يجب اختبار هذه العلاقات، هل أنا أمين في هذه العلاقة أم لا؟ وقبل ذلك اختبار العلاقة مع الله؟ فنحن مثل الأواني الخزفية، قابلين للكسر، مثل اللمبة، لكن داخلنا نور الله بالمعمودية، فالإنسان يجب أن يفرز علاقاته جيدا، ويجب أن تكون علاقتنا مع الله أبدية، نصلي إليه، ونطلب منه أن يتمجد في حياتنا، خاصة وأننا داخلين علي صيام، لماذا لا نصوم من بداية الصيام. لماذا يصوم البعض من “حد النص” كما يدعي البعض. من المهم أن ندرب الجسد والروح علي الحياة الأبدية، وتجديد الذهن وفرز العلاقات بالله والآخر وعلاقتي بنفسي، مهم جدا أن يساعدني في أن أعيش من أجل الحياة الأبدية.

الأمر الصعب، الذي وجدته هنا في كندا، أن هناك بعض الأشخاص مغيبين، ولا يدركون قيمتهم في عين الله أو في عيون أنفسهم أو عيون الآخرين، لا تركز علي الآخر، وتغيير أسلوبك وشكلك من أجل الناس والآخرين، يجب أن يكون لك علاقة بنفسك وبالله، لتمجد الله، ولا تعيش مغيبا عن الله، ولهذا يحصل تجديد ذهني وتتجدد العلاقة مع الله والآخر والنفس في سبيل الحياة الأبدية.

֍ التدريب الأخرين: كونوا قديسين لأن أباكم الذي في السماء قدوس

قال نيافة الأنبا بولس: والتدريب الأخير: كونوا قديسين، لأن أباكم الذي في السماء قدوس. وهو فعل أمر. فكما قال معلمنا القديس بولس: هذا وانكم عارفون الوقت، إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار: لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد. فنحن أولاد الله، أولاد النور، أولاد المجد، أولاد الأبدية، ويجب أن نبتعد عن السكر بملذات الحياة والهزار القبيح أو الشجار والحسد.

أضاف: أنني أتألم يا أولادي، عندما أري أحد المنازل فيها شجار بين الزوجين، فنحن في مجتمع مفتوح، ويجب أن تكون القداسة، هي رداء وسلاح سلوكياتنا. وفي ( رسالة معملنا بولس الرسول إلي أفسس 6) هناك أسلحة يجب أن نرتديها، وهي: “من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان، الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله. ولذا يجب أن نخلع أعمال الظلمة بسر الاعتراف، وبأننا نرتدي ثوب غير نظيف، لا يليق بنا، يجب أن نتخلق منه، ونرتدي ثوب الأبدية”.

هذه الفترة من المهم أن تكون فترة قداسة وبركة، لنستيقظ، خاصة أن فترة عامين ونصف، بسبب كوفيد، كانت فترة محبطة، لكنها أعطتنا أمور مهمة، وأنها ليست فترة أكل أو لبس أو غيرها، ولكنها فترة يجب أن نستعد فيها للحياة الأبدية.

֍ سور من نار ونور يحيط بأولادنا .. وبيوتنا بيوت صلاة .. طهارة .. وبركة

وفي نهاية العظة، أجاب نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس عن عدد من الأسئلة الخاصة بالمشاركة من مختلف كنائس الإيبارشية، دارت حول أن كلمة الكتاب المقدس والحياة الأبدية ستكون عبارة عن سور من النار والنور يحيط بأولادنا لو ربناهم علي الحياة الأبدية، وفي بيوتنا، بيوت صلاة، بيوت طهارة وبيوت بركة. ويجب أن نبدأ بأنفسنا أمام الله، سيتحول أبنائنا وبناتنا من المجد الأرضي، للمجد السماوي أمام الله، الراعي الصالح، نطلبه أن يبزر هذا الإيمان في أولادنا وبناتنا، لنبذر فيهم بذرة ملكوت السموات، مفردات كلامهم ستتغير، وطريقة الكلام، والبيت كله سيتقدس.

وتساءل نيافته: كم واحد انتهي من قراءة الكتاب المقدس؟ أو يقرأ آية من المزامير ليعيش بها في اليوم؟ أو يتابع مع أولاده وبناته إذا صلي اليوم أم لا؟ كل هذا يجعلنا ألا نخاف علي أولادنا، نعلم أننا ككنيسة، حول أولادنا شر كثير جدا جدا، لكن تربيتهم علي الإيمان والحياة الأبدية، ورفع ذبيحة صلاة يوميا من أجلهم، يا رب أعن ضعف إيماني، لكن باسمك يا رب حوط عليهم، فالقلب والجسد المتذلل بالصيام، والايدي المرفوعة للصلاة، والركب المحنية للصلاة، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم، لن يجد إلا الاستجابة العاجلة لطلباته من الله.

֍ الصوم لتجديد الذهن وعلينا تحصين بيوتنا بقراءات الكتاب المقدس والقداس الإلهي

في ختام عظته، قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: يجب أن نحص بيوتنا كل يوم بقراءة الإنجيل وقراءات القداس.

الصوم هو فترة تجديد للذهن، فهو فترة تجديد وربيع للروح والجسد، المخلوقة علي صورة الله ومثاله.

وصلي نيافته للجميع داعيا لهم: ربنا يديم عليكم هذه الأيام الممتلئة بالنور، ناصحا الشعب بتشجيع الشعب بتحميل برنامج Coptic reader، سنجد فيه القداسات الإلهية، وفيه البولس والإبركسيس والكاثوليكون، من المهم قراءته، وهو واجب يومي للقراءات في الصوم. ومن يريد زيادة القراءات، يمكن قراءة النبوات، وآخر الصيام يجب أن نقول بكل فرح: “المسيح قام .. حقا قام .. اخرستوس أنستى .. اليثوس انستى،” لكي تدخل الكلمة المقدسة حياتنا وحياة أولادنا، ويكون بيتنا محصنا بالكتاب المقدس كل يوم.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.