أكد الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المجلس الثقافى القبطى أن السلام أصبح الحلم الذى تبحث عن البشرية في ظل عصر ممتلئ بعواصف القلق وأمواج التوترات التى تحاول أن تغرق الإنسانية، وأن السلام وبناء المجتمعات يكون على أساس العدل بين البشر جميعا، وتابع قائلا:”إذا أردت أن تغير العالم فكن أنت التغيير الذى تريد”.
وقال الأنبا أرميا – خلال كلمته اليوم في حفل تسلم جائزة التكريم لمشاركتة في مؤتمر روتاري القاهرة 2018 حول “السلام و الخير في الأديان” – إن الأديان تسعى إلى إنقاذ الإنسان من الهلاك وأن يعيش في سلام في سلوكه في طرق التوبة والمحبة والخير والفضائل، وأن يحيا أيضا في سلام مع الناس المحيطين به من خلال احترام انسانيتهم وحقوقهم وحرياتهم والتعامل معهم بود وتعاطف، وأن يحيا أيضا في سلام مع نفسه عندما يقبلها ويطورها ويحقق النجاح في طرق الحياة المختلفة.
وأضاف أن السلام في الإسلام هو اسم من أسماء الله ، وفي المسيحية نقول عن الله إنه إله السلام وملك السلام ومصدر السلام للجميع، فهو أمر نادت الأديان بالسعى إليه وتحقيقه، لافتا إلى أن الله يريد من البشر أن يتعارفوا جميعا وأن يعيشوا على أساس من الود ومن المحبة.
وأشار رئيس المركز الثقافى القبطى إلى أن التاريخ ممتلئ بالمواقف النبيلة التى تظهر عمق وحكمة أصحابها، فالخليفة الثانى عمر بن الخطاب عندما اسلتم بيت المقدس رفض الصلاة في الكنيسة وقال “لئلا يأتى بعدى المسلمون ويأخذوها ويقولون ههنا سجد عمر” معطيا صورة جميلة عن التسامح وسجد خارج كنيسة القيامة حيث بني جامع عمر في ما بعد.
ونوه إلى أن السلام والتأخى بين المسلمين والمسيحين جاء في كثير من العهود والمواثيق التى تحدث عنها التاريخ الإسلامي ، مثل الميثاق الذى اعطي لنصارى نجران، والميثاق الذى أعطي لقبيلة “تغلب” وغيرها العديد من المواثيق والمواقف التى تؤسس لقيم العدل والرحمة بين جميع البشر.