كثيرا ما اتهمت الكنيسة بالعزلة والعزوف عن المشاركة فيما تشهدة الدولة من استحقاقات دستورية عبر سنوات ، ليضعها فى بوتقة منفردة و كأنها مؤسسة و كيان منفصل عن المجتمع غير أن الواقع و الحقيقة تعكس تلك النظرة المغلوطة لاسيما فى ظل الحكم الحالى وما تتمتع فيه الكنيسة من استقرار بتوفير كافة الحقوق لتزدهر فيه الكنيسة و تعيش بحق فى عصر ذهبى يعبر عن وضع الجمهورية الجديدة وما ترسخه من مواطنة حقيقية واقعية لا ترفع شعارات وإنما تقدم و تنفذ و تترجم على أرض الواقع، و لعل كم الكنائس التى بنيت من جديد بعد مسلسل الحرق فى اعقاب فض رابعة.
أيضا إتاحة الفرصة و المجال أمام بناء كنائس جديدة دون عقبات و انما اتاحة تسهيلات، إلى جانب اقامة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية و غيرها من الأمور خير دليل على ما تتمتع به الكنيسة القبطية الارثوذكسية من اهتمام من قبل القيادة السياسية و التعامل معها دون تمييز، و لأن الكنيسة كيان مؤسسى لا ينفصل عن الدولة نجد فى بؤرة اهتمامها ضرورة استقرار الوطن و مساندته و الوقوف بجانبه للعبور به لبر الامان لاستكمال مسيرته فى بناء الوطن ورفعته.
لذا اهتمت الكنيسة وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثانى بوضع ذلك الاستحقاق الدستوري، و هو ما اتضح من خلال حديثه فى كل اجتماعاته الرعوية وسط ابنائه من ارجاء المسكونة و على مستوى الكرازة بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية باعتباره واجب وطنى.. و عليه كانت هناك توجهات من قبل المجمع المقدس لكافة الايبارشيات على مستوى الكرازة المرقسية بانحاء الجمهورية بضرورة التحفيز و المشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية و عدم التخلى عن الواجب الوطنى و إنما التخلى عن فكر السلبية و الانعزالية.
كانت ثمرة التوعية داخل منطقة شبرا ، المشاركة اليوم فى الانتخابات الرئاسية عن وعى و إدراك للخروج بالوطن للنور و لبر الأمان حفاظا لما تحقق من مشروعات و بنية تحتية و غيرها من المكتسبات المحققة.
لعل شهدت منطقة شبرا إقبال غير مسبوق يعزف احلى الانغام على اوتار الوطنية، لتنجح الكنيسة فى الدفع بابنائها للقيام بواجبهم الوطنى.
هذا و ساهمت كنائس شبرا بالفرق الكشفية داخل الكنيسة للمشاركة فى العملية الانتخابية داخل اللجان لتسهيل المهمة الوطنية على الناخبين وسير العملية الانتخابية فى سلتم و امان دون عرقلة أو تزاحم .
يعرف ان منطقة شبرا أكبر تجمع قبطى مسيحى، لذا كان المشاركة عن وعى وإرادة حرة و بنزاهة بقيمة صوتهم و بكونهم كتلة تصويتية كبيرة بإمكانها التعويل عليها لاستقرار حال البلد و ترجيح كفة الاصلح للوطن و للأمن القومى المصرى خلال الفترة المقبلة.