تحت رعاية وحضور قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وفي إطار بروتوكول التعاون بين المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وجامعة عين شمس أقيم يوم الجمعة الموافق 26 نوفمبر 2021م، احتفالية بعنوان “نحن قادرون” بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة بحضور وتشريف أ.د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس،
حضر الاحتفالية معالي الدكتورة نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي، والنائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ، وأ.د. عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس السابق ومن أصحاب النيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس ، ونيافة الأنبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن، ولفيف من السادة أعضاء مجلس النواب الحالين والسابقين ومجلس الشيوخ، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي عين شمس والقاهرة وأساتذه لغة الأشارة بأكاديمية المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
بدأت الاحتفالية بكلمة نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي مهنئًا مصر على الحدث الجلل التي شهده العالم أمس وهو افتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر وعودة المحافظة لتكون على رأس خريطة السياحة العالمية، وأيضا تقديم التهنئة باسم جميع الحاضرين لقداسة البابا تواضروس الثاني بمناسبة العيد التاسع لتجليس قداسته على كرسي مارمرقس الرسول وبداية حبرية قداسته للعام العاشر طالبًا أن يديم حياة قداسته سنين عديدة وأزمنة سالمة مديدة.
ثم تطرق نيافة “أنبا إرميا” إلى احتفالية “نحن قادرون” والتي تأتي بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة، مشيرًا إلى دور المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالاهتمام بأبنائنا من ذوي الهمم وخاصة من الصم وضعاف السمع وتحديدًا منذ عام 2014م عندما اقترح حفوظ نصرالله عضو المجلس الاستشاري للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على نيافته مشروع لخدمة الأبناء من ذوي الهمم من خلال فصول للتقوية في مختلف المراحل الدراسية والمجالات وهو الأمر الذي أخذه المركز على عاتقه منذ ذلك التاريخ من خلال السعي بالمشاركة مع المؤسسات الحكومية والاجتماعية وهو ما حدث بالفعل من تعاون مع جامعة عين شمس أ.د. عبد الوهاب عزت والذي كان يتولى منصب نائب رئيس جامعة عين شمس والقائم بأعمال رئيس الجامعة حينها والذي سمح بقبول دخول الطلبة بالجامعة وكانت أول دفعة عام 2015-2016م.
وأضاف نيافة “أنبا إرميا” أن هذا التعاون البناء بين المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وجامعة عين شمس والذي تم بناء عليه عقد بروتوكول تعاون عام 2016 م، ليكون شرارة الانطلاق لعدد كبير من الفعاليات التي تستهدف الأشخاص ذوي الهمم لتمكينهم من الاندماج في المجتمع. وقد قام المركز أيضا برعاية عدد 43 مترجم مترجمة من طلبة الدورات في 12 جامعة مصرية منذ عام 2015- حتى 2019 وذلك بالتعاون مع جمعية الانبا آبرام بكندا ثم ضموا إلى وزارة التضامن الاجتماعي ليكونوا تحت رايتها.
وتطرق نيافة “الأنبا إرميا” إلى ما وصل إليه هذا التعاون من تخريج دفعات من الأشخاص ذوي الهمم ، وكان من بينهم حاصل على المركز الثاني؛ وهنا طالب نيافة الأنبا إرميا أ.د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس أن يتم تعيين هذا الطالب المتفوق ليصبح قدوة لهولاء الأبناء وتشجيعًا لهم مستقبلًا، فضلًا عن مطالبته بإيجاد كادر وظيفي لمترجمي لغة الإشارة داخل الجامعة.
وفي نهاية كلمته قدم نيافة “الأنبا إرميا” الشكر لنيافة الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن عن دوره الكبير في إصدار قاموس متخصص للغة الإشارة لمساعدة أبنائنا من ذوي الهمم، كما قدم الشكر لما أسماهم بـ الجنود المجهولين لانجاح هذا المشروع الكبير وعلى رأسهم الدكتورة حنان السعيد مدير مركز التعليم المدمج بجامعة عين شمس، والدكتور عادل إبراهيم استشاري الجراحة، والأستاذة كلير غايس استشاري تعليم ومدرب ومترجم للصم بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وجانيت فوزي مدير أكاديمية المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
ثم جاءت كلمة الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس الذي أعرب عن سعادته بوجوده مع قداسة البابا تواضروس الثاني وفي رحاب المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة نيافة الأنبا إرميا وحضور أ.د. نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي، وهذه الكوكبة من أعضاء مجلس النواب والشيوخ .
و أكد الدكتور “المتيني” على حرصه لدراسة المطلبين الذي أشار إليهم نيافة الأنبا إرميا في كلمته من خلال التنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات لوجود كادر وظيفي لمترجمي لغة الإشارة وكذا تعيين الطالب المتفوق من ذوي الهمم معيدًا بالجامعة، مشيرًا إلى اهتمامه بهذه النماذج الرائعة مؤكدًا على أن هؤلاء الأبناء استطاعوا أن يؤكدوا للجميع على مدى ما يتمتعون به من تميز و ذكاء ومهارات بجميع المجالات.
وفي كلمتها أعربت الدكتورة نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي عن سعادتها المضافة هذا اليوم فقد حظيت بحضور احتفالية الأمس بمناسبة افتتاح طريق الكباش واليوم بالاحتفال بابنائنا من ذوي الهمم بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني ونيافة الأنبا إرميا و الدكتور محمد المتيني وهذا الحضور الكريم.
وأشارت الدكتورة “القباج” عن حرص وزارة التضامن الاجتماعي بهذا الملف الهام والاهتمام بابنائنا من ذوي الهمم والذي يعدوا جزء كبير من المجتمع المصري، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة بناء على توجيهات واهتمام القيادة السياسية الحكيمة والتي تمثلت في دستور 2013م وما يتضمنه من مواد للحفاظ على حقوق هذه الفئة وما تبعه أيضًا من إصدار القانون رقم 10 لسنة 2018 كحجر أساس لحصول أبنائنا من ذوي الهمم على حقوقهم.
وأكدت “القباج” أن هذا الدمج والتعاون بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني جاء ليساعد أبنائنا من ذوي الهمم ليس فقط لمساعدتهم على التواصل مع المجتمع بل دمجهم ضمن آليات عمل المجتمع وبالتالي الدمج في سوق العمل بكافة المجالات. فعلى الرغم من خبرات أبنائنا من ذوي الهمم إلا أنهم مازل العديد منهم معطلين. ومن هذا المنطلق فهناك مؤتمر سيعقد الأسبوع القادم يتضمن عقد بروتوكول مع وزارة الاتصالات لإنشاء موقع إلكتروني يعمل على توفير فرص عمل لأبنائنا من ذوي الهمم.
ثم جاءت كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة بهذه الاحتفالية وسط هذا الجمع، مشيرًا قداسته أن احتفالية “نحن قادرون” تتلخص في 3 صور مفرحة:
أولاها: صورة التعاون بين المؤسسات والتي جاءت بين وزارة التضامن الاجتماعي وجامعة عين شمس والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والتي أنتجت هذا العمل البناء والرائع وجعلته ضمن الصور الإنسانية الرائعة، هذا التعاون الذي يسعى لتقدم الامم، فلا يوجد وطن يتقدم سوى بالتعاون المثمر بين جميع مؤسساته، والحقيقة ونحن اليوم نرى صورة هذا التعاون في بلدنا العزيزة مصر بدعم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة وجميع حقائبها وكذلك كافة الجامعات والجمعيات وغيرها.
ثانيها: صورة الرجاء هذه الصورة التي اعطت لابنائنا من ذوي الهمم باب للرجاء فلم يسمح من قبل في الجامعات وجود ابنائنا من ذوي الهمم وذلك ليس تقصيرًا وإنما لعدم قدرتهم على الاستيعاب ولكن بوجود مترجمي لغة الإشارة اصبح باب للرجاء ان يندمج ابنائنا من ذوي الهمم في المجتمع ليصبحوا جزء مؤثر وفعال به، بل ويكونوا من النماذج المتفوقة والرائدة. ومنها فهي دعوة للجميع أن يفتحوا باب الرجاء ليس فقط لأبنائنا من ذوي الهمم بل أمام الجميع.
ثالث هذه الصور المفرحة: صورة الشكر على نعم الله على الإنسان فلابد أن نشكر الله على نعم السمع والكلام والنظر وغيرها من النعم الكثيرة كل صباح وفي كل وقت، كما أنه دعوة للإنسان ان يعيش حياة الشكر والرضا الدائم إلى الله فالإنسان الشاكر دائمًا ما يعطيه الله أكثر وأكثر.
واختتم قداسة البابا كلمته بالشكر للأستاذة الدكتورة نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي وللأستاذ الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس و لنيافة الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على مجهودهم الكبير الذي حققوه لخدمة أبنائنا الغالين.
تضمنت الاحتفالية العديد من الفقرات ومن بينها فقرة كورال للصم وضعاف السمع “أغنية بحلم بمكان” بلغة الإشارة، وفيلم وثائقي لدور المركز الثقافي القبطي الأارثوذكسي ومراحل العمل على هذا المشروع.
وبنهاية الاحتفالية قام نيافة الأنبا إرميا بتقديم هدية لقداسة البابا تواضروس الثاني بمناسبة العيد التاسع لتجليس قداسته على كرسي مارمرقس وكانت عبارة عن لوحة “الراعي الصالح”، ثم قام قداسة البابا تواضروس الثاني ومعه نيافة الأنبا إرميا بتقديم درع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي لكل من معالي الدكتورة/ نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي وأ.د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس لمجهوداتهم الرائدة. كما تم تكريم شخصيات ساهمت في إنجاح تجربة إدخال الصم الجامعات المصرية ومن بينهم أ.د. عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس السابق، أ.د. حنان السعيد مدير مركز التعليم المدمج بجامعة عين شمس ، وتكريم المدربين الذين حضروا بالدورات التدريبية التي نظمها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وجامعة عين شمس، وتكريم أوائل دفعات 2019، 2020 م.