قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد إن القوات الإسرائيلية ستتوغل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بغض النظر عن نتائج المحادثات لوقف القتال التي يبدو أنها تحرز بعض التقدم في الأيام الأخيرة والتي يمكن أن تؤجل التوغل البري ولكن لن تلغي خطط الغزو.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يبدو أن تعليقات نتنياهو تؤكد الهوة الواسعة بين الكيفية التي يُنظر بها إلى الحرب داخل إسرائيل، حيث القلق الرئيسي هو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وهزيمة حركة حماس، وبين الغضب المنتشر في أنحاء العالم، حيث يسود الغضب والكراهية واليأس من الكارثة الإنسانية في غزة.
وتابعت أن التصريحات تصريحات نتنياهو تأتي بالرغم من تحذيرات مصر وقطر والولايات المتحدة بأن أي عملية عسكرية برية في رفح من شأنها إفساد المفاوضات التي وافقت إسرائيل على خطوطها العريضة والتي تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح 40 محتجز مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وافق مساء السبت على الشروط العامة لاتفاق محتمل بناء على المناقشات في باريس، مما يمهد الطريق أمام الوفد للتوجه إلى قطر، وقال المسؤولان الإسرائيليان إن الهدف هو التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان.
سرائيل تستعد لاجتياح رفح خلال شهر رمضان
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يجب القيام بذلك، لأن النصر الشامل هو هدفنا، والنصر الشامل في متناول اليد".
وأضاف نتنياهو أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الانتقال إلى رفح، التي كانت بمثابة الملاذ الأخير لمئات الآلاف من عائلات غزة التي أجبرت على ترك منازلها، سوف يتأخر إلى حد ما.
أثار التقدم نحو رفح تحذيرات من أقرب حلفاء إسرائيل، الولايات المتحدة، بسبب احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين يتجاوز ما يقرب من 30 ألف من سكان غزة الذين تم الإبلاغ بالفعل عن مقتلهم في الحرب، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وقال نتنياهو، متحدثًا في برنامج "واجه الأمة" الذي تبثه شبكة سي بي إس الإخبارية، يوم الأحد إنه يعتقد أن إسرائيل ستكون "على بعد أسابيع" من تحقيق النصر الكامل بمجرد بدء عملية رفح
وقال مسؤولون إسرائيليون إن معركة رفح يمكن أن تتم خلال شهر رمضان المبارك، والذي من المتوقع أن يبدأ خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس، حيث يعد شهر رمضان لحظة حرجة للتوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مر السنين، ولكن يبدو أن نتنياهو يحاول التشبث بالحكم لأخر لحظة من خلال الإيحاء بأن الحرب لا تزال مستمرة.
وحذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي، الأحد، من عواقب كارثية إذا استمر القتال في غزة خلال شهر رمضان، مؤكدا أن ذلك "سيعرض المنطقة بأكملها لخطر الانفجار".
وتعرضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي لانتقادات شديدة من الجيران والحلفاء على حد سواء بسبب اتساع نطاق الموت والدمار في غزة بينما واصلت حربها الوحشية على غزة بعد عملية طوفان الأقصى، وقال نتنياهو يوم الأحد إن الجيش الإسرائيلي تحدى التوقعات والتحذيرات من “أفضل الأصدقاء” في بداية الحرب، في إشارة واضحة إلى المسؤولين الأمريكيين.
وتابع: "قالوا إنه لا يمكنك القتال، ولا يمكنك دخول مدينة غزة، ولا يمكنك الدخول إلى الأنفاق، سيكون حمام دم رهيب، وتبين أن كل ذلك غير صحيح."
وجاءت تعليقات نتنياهو في الوقت الذي يستعد فيه وفد إسرائيلي للمغادرة إلى قطر لإجراء محادثات مكثفة مع الوسطاء بهدف سد الفجوات حول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار المؤقت في غزة والإفراج عن بعض المحتجزين في غزة، كما قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المناقشات إن الوفد الإسرائيلي قد يصل إلى قطر، التي تساعد في التوسط في المحادثات، اليوم الاثنين.