
تفاديا لانتشار فيروس كورونا "كوفيد- 19"، قرر مجلس الوزراء إغلاق العديد من المنشآت، ومن ضمنها الحضانات التأهيلية أو العلاجية، ومعها يتوقف تدريب وتعليم الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة لفترة طويلة تقترب من 3 أشهر، ما يؤثر سلبياً على قدرة هؤلاء الأطفال وتراجعها مرة أخرى، وفقاً لآراء الأخصائيين، الذين اتفقوا على ضرورة عودة فتح تلك الحضانات المتخصصة مرة أخرى."سامح": عدم التواصل مع الطفل لفترة طويلة يؤثر على خلايا المخ والمسارات العصبية
الدكتور سامح عرفة، أخصائى نفسى فى مجال التريبة الخاصة، يوضح أن أزمة تعليم وتأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة أنهم يحتاجون إلى العمل معهم بشكل مستمر ومتواصل، قائلاً: "الطفل الطبيعى لو مارحش المدرسة مش هيستفيد حاجة جديدة ومش هيخسر القديم، لكن الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لو مشتغلناش معاه باستمرار فقدراته بيحصلها انتكاسات"، مشيرا إلى أن عدم التواصل معه لفترات طويلة يؤثر على خلايا المخ والمسارات العصبية ويبدأ مستوى هؤلاء الأطفال فى التدهور.
ويؤكد "سامح"، أن عدم ذهاب الأطفال إلى الحضانات التأهيلية وبقاءهم فى المنزل كافة الوقت سيؤثر سلبياً عليهم من جوانب أخرى كثيرة، منها أضرار عديدة جراء مشاهدتهم للتليفزيون أو ممارستهم للألعاب الألكترونية، مضيفاً: "الأب والأم مدى تحملهم مش كبير للأطفال دى لما تقعد فى البيت وهيبتدوا يضربوهم، لأن الحضانات كانت شايلة كتير عن الأهالى وكانوا بيقعدوا فيها من الصبح لحد 4 العصر".
وأوضح أنه مهما حاول الأهالى استمرار التدريبات التأهيلية لأطفالهم، لن يرتقوا لمستوى الأخصائى الموجود بالحضانات، وأن الأخصائيين سيشعرون بخيبة أمل وإحباط مع عودة الأطفال للحضانات بعد فترة توقف طويلة نتيجة تراجع قدرات الأطفال مرة أخرى.
أما عن عودة فتح الحضانات مرة أخرى، فيقول الأخصائى النفسى: "فى الأساس نظام الحضانات عندنا كل طفل معه أخصائى أو اتنين، ولو الأطفال حالتهم أحسن وقدرتهم أعلى بيقعد 2 مع أخصائى واحد، يعنى الأعداد مش كبيرة زى الحضانات العادية"، مشيرا إلى أن الحل هو عودة الحضانات للعمل مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية منعاً للإصابة بفيروس كورونا.
ويشير "سامح"، إلى أن التعليم والتدريب "أون لاين"، لن يأتى بالنتائج المطلوبة تماما، وأن نتائجه لن تتعدى نسبة 10% عما كان يحدث داخل الحضانات المتخصصة، متابعاً: "عشان الطفل يتعلم صح لازم الأخصائى والطفل يبقوا قاعدين بطريقة معينة قدام بعض، ده غير إن الطريقة الإلكترونية فى التعليم ستؤثر على انتباه الطفل سلبياً"، مضيفا أن الميزة الوحيدة منه، هى التواصل مع بعض أولياء الأمور فى إعطاء الإرشادات فى التعامل مع هؤلاء الأطفال.
"هبة": التعليم "أون لاين" لا يأتى بنتائج إيجابية
أما الدكتورة هبة يوسف، ماجستير تربية خاصة، وتتعامل مع الأطفال أصحاب الإعاقات العقلية، فتوضح المشكلات الخاصة بالأطفال الذين يترددون على الحضانات التأهيلية، ومنهم أطفال يعانون من تأخر أو تخلف عقلى، أو توحد، أو إعاقات سمعية أو بصرية، أو تعديل سلوك، أو صعوبات تعلم، قائلة: "فترة التأهيل أو العلاج متفاوتة بين كل طفل وآخر طبقاً لحالة كل منهم، وفيه منهم اللى بيستمر سنوات فى التأهيل والتعليم".
وعن تأثير غلق الحضانات لفترة تقترب من 3 أشهر على هؤلاء الأطفال، تقول "هبة": "بترجعهم تانى لنقطة الصفر، لأنه لو حصل تقدم فى حالة الطفل بأى نسبة بيروح كله بسبب قفل الحضانات الفترة دى كلها، ودى أزمة كبيرة لأن كده بيضيع مجهود الأخصائيين شهور طويلة مع الطفل، وبيضيع فلوس أهالى الأطفال دى اللى دفعوها عشان خاطر عيالهم"، مؤكدة أن بعض الأمهات يحاولن تأهيل أبنائهن فى المنزل مثلما كان يحدث فى الحضانات ولكن للأسف يأتى ذلك بنتائج ضعيفة للغاية.
وترفض "هبة" فكرة التعليم والتأهيل عن بُعد "أون لاين"، موضحة أنها لا تأتى بنتائج إيجابية، لأنها لا تتعامل مع طفل سوى، بل مع طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، ويحتاج إلى كمية انتباه كبيرة، "الطفل مش هيبقى مركز، ومش هبقى مسيطرة عليه، وكل الأنشطة المتاحة اللى كنا بنعملها فى الحضانة اتحرم منها"، مؤكدة أن محاولات الأهالى مهما كانت لن تكون مثل ذهاب الطفل إلى الحضانة التأهيلية.