
يواصل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، زيارته الرعوية لإيبارشيات محافظة أسيوط، والتي بدأها الثلاثاء الماضي.
وكشف المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القمص موسي إبراهيم، في بيان، عن كواليس جولة البابا تواضروس الثاني مساء أمس الجمعة لمركزي ساحل سليم والبداري، بالإضافة إلى استقبال أهالي المركزين البابا البطريرك على الطريق الزراعي.
وقال المتحدث الإعلامي: سبع ساعات قضاها قداسة البابا تواضروس الثاني في جولة من نوع خاص، إذ زار قداسته قرى مركزي ساحل سليم والبداري، في أعماق الصعيد أو في الصعيد (الجواني) كما يقولون، وهناك كان الاستقبال دافئًا والكلمات عفوية تكشف عن مشاعر حقيقية ونفوس متعطشة لأبناء يرون أبيهم يأتي إليهم ليفتقد سلامتهم، ويعطيهم جرعات من الأبوة الصادقة والتعليم المشجع.
أول زيارة لبطريرك إلى تلك المناطق في الصعيد
وتابع: فهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها أب بطريرك تلك المناطق في الصعيد، بل وحتى فترة قريبة لم تكن كنائس في تلك البلاد ولكن بفضل التنظيم الرعوي من قبل الكنيسة من جهة، وصدور قانون بناء الكنائس الصادر عام ٢٠١٦ من جهة أخرى بُنِيَتْ كنائس لتخدم نفوسًا كانت محرومة من الرعاية المنتظمة لعدم وجود كنيسة.
وتابع: بدأت رحلة قداسة البابا بافتتاح كنيسة القديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بساحل سليم، وهي كنيسة لا تزال تحت الإنشاء، وتصادف أن يزورها اليوم قداسة البابا في الذكرى الرابعة لصلاة أول قداس فيها والذي أقيم يوم ٣ أكتوبر ٢٠٢١.
وأضاف: واحتشد أبناء الكنيسة لاستقبال الأب والراعي حيث امتلأ صحن الكنيسة عن آخره بالشعب، وامتد تواجدهم إلى الفناء الواسع بل وخارجه في الشوارع المحيطة.
وتابع: سبق ذلك تجمعات عديدة تواجدت على الطريق الزراعي حيث خرج أهالي قرية بصرة والعونة وغيرهما من القرى حاملين سعف النخيل وصور قداسة البابا رافعين أيديهم لتحية قداسته، فبادلهم قداسته التحية مباركًا إياهم بالصليب، في مشهد متكرر منذ بداية زيارة قداسة البابا الرعوية لمحافظة أسيوط.
وأضاف: من المشاهد الوطنية الرائعة انضمام العديد من أخوتنا المسلمين إلى التجمعات المحتشدة ليشاركوهم في تحية الضيف الكبير المار ببلدتهم.
وتابع: لم تقتصر السعادة على أبناء كنائس ساحل سليم والبداري فقط وإنما كانت السعادة بادية أيضًا على نيافة الأنبا يوأنس وكهنة المنطقة، وظهر ذلك جليًّا في كلمات الترحيب التي قالها في كل كنيسة زارها قداسة البابا.
مؤكدًا: وفي كل كنيسة ذهب إليها قداسة البابا حرص على دعم الروح الوطنية لدى سامعيه، حيث قدم التهنئة بمناسبة نصر أكتوبر للرئيس عبد الفتاح السيسي وللقوات المسلحة مشيدًا بجهود فخامته في بناء الوطن والحفاظ عليه، كما عبر عن شكره العميق للجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الأمن في متابعة وتيسير الزيارة.
تفاصيل الرحلة
أما عن تفاصيل جولة قداسته في الكنائس فقال: في كنيسة ساحل سليم رتل فريق الكورال بعض الترانيم الكنيسة، وشجعهم قداسة البابا، ثم تحدث معبرًا عن بالغ سعادته بزيارته لهم، وتأمل في الآية "وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ." (١تي ١: ٥). لافتًا إلى أنها آية ووصية يجب أن تمثل مبدأ حياة لكل منا، فمن الضروري أن يكون قلبك صافيًا ومنيرًا ممتلئًا بالصفات الجميلة والعلاقات الصادقة، لأن غاية الوصية أن يكون قلبك طاهرًا.
1000 شخص يستقبلون البابا بقرية المرة
وتابع: غادر بعدها قداسة البابا ساحل سليم متوجهًا إلى قرية المُرَّة، بمركز البداري، حيث كان في انتظاره أكثر من ألف شخص من أبناء كنيسة القديس مار مرقس الرسول، وافتتح قداسته الكنيسة وشق طريقه بصعوبة في ظل رغبة الجميع في رؤية البابا البطريرك ونوال بركته فحرص على مباركتهم وتحيتهم، ثم حدثهم عن فرحته بالمجئ إليهم.
البابا يتوجه إلى كوم سعدة بالبداري
ثم تحرك موكب قداسة البابا متوجهًا إلى قرية كوم سعدة بالبداري وهناك تكرر مشهد الحشود الفرحة المشتاقة لرؤية الأب الذي يرونه للمرة الأولى، وبعد ما استمع إلى تراتيل الكورال وشجعهم والتقط معهم صورة تذكارية، حيَّا أبناءه بسعادة، ثم كلمهم من خلال الآية "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ." (أم ٢٧: ٧). مؤكدًا على أن النفس الشبعانة هي النفس الراضية الشاكرة.
البابا يختتم اليوم الرابع بزيارة دير الأنبا هرمينا
انطلقت رحلة قداسة البابا بعد ذلك نحو الجنوب حيث دير القديس الأنبا هرمينا السائح بجبل قاو بالبداري، وهناك لم يخلو المشهد من تجمعات أبناء قرى البداري وساحل سليم الذي جاءوا لينالوا بركة الأب. واستقبله رهبان الدير بألحان استقبال الأب البطريرك فدخل الكنيسة الأثرية وصلى صلاة الشكر بمشاركة الآباء المطارنة والأساقفة المرافقين له في الجولة، وكان قداسته قد صلى صلاة الشكر أيضًا في الكنائس الثلاث التي زارها في جولته المسائية اليوم.
وبزيارة الدير الأثري اختتم قداسة البابا زيارات اليوم الرابع من جولته التي ستظل عالقة في أذهان الأبناء بل وفي عقل وقلب الأب أيضًا.