برئاسة وحضور حضرة صاحب النيافة الانبا مارتيروس اسقف شرق السكة الحديد وتوابعها ورئيس مركز “بى لمباس” القى القمص يوحنا عطا محروس كاهن كنيسة الشهبد العظيم مارجرجس بصهرجت الكبرى ,ميت غمر , الدقهلية المحاضرة الشهرية لشهر يوليو2023 تحت عنوان ” اساسيات فى طبيعة السيد المسيح الواحدة ”
وذلك بحضور العديد من الاباء الكهنة والباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون والآثار القبطية والعديد من الخدام والخادماتبدأ اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس، ثم رحب نيافته بالحضور الكريم وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بالتنويه عن المحاضرة، وتقديم القمص يوحنا عطا محروس ، والذي قال فى بداية كلمتة
عندما يمسك الاب الكاهن الجسد فى نهاية القداس يقول “أومن أن لاهوتة لم يفارق ناسوتة لحظة واحدة ولا طرفة عين” ومن هنا نعرف ان المسيح هو لاهوت متحدا بناسوت
اولا اللاهوت
تكلم القمص يوحنا عطا محروس عن اللاهوت فقال
هل اللاهوت هو اللة عموما أى الالوهة بالثلاثة اقانيم ام هو اقنوم واحد فقط
فنجد فى الكتاب المقدس “والكلمة صار جسدا وحل بيننا فحسب اوطاخى يكون المسيح طبيعة واحدة بسيطة وهى اللاهوت فقط
ومن هنا نقول “لا بل طبيعة واحدة واقنوم واحد وشخص واحد الله الكلمة ”
الله فى الانبياء ليس من جهة الكم بل من جهة الكيف فالوحدة بين اللاهوت والناسوت لاتسمح بالتعددية بعد الاتحاد ومثال لذلك اتحاد النفس بالجسد الناتج طبيعة بشرية واحدة
2- اتحاد بغير اختلاط ولاامتزاج ولاتغير
فهناك قاعدة تقول ان الامتزاج يحدث عند خلط اشياء من نفس النوع الالوان – الرائحة والطعم – السوائل وهنا وهنا تفقد كل من الاشياء الممزوجة خصائصها
اما اذا وضعنا اشياء من انواع مختلفة مع بعضها البعض مثل لون مع نسيج او سكر مع مياة فسوف يتم اتحاد بلا فقدان للخصائص او فحم مع نار لذلك يمكن ان نقول ان اللاهوت لم يفقد الخصائص اللاهوتية وكذلك الناسوت لم يفقد الخصائص البشرية
الكلمة وهو لم يزل الها اخذ لنفسة طبيعة بشرية
لم يفقد ما لة بل اخذ مالم يكن له
ويقول الانبا ساويرس “ان الجسد لم يتوقف عن ان يكون جسدا ولاتحولت الروح الى طبيعة الجسد والامر ذاتة , بل واسمى نفهمة فى حالة عمانوئيل ايضا)
واكد القمص يوحنا عطا على ان اللاهوت كان ازلى بينما الناسوت لة بداية من العذراء
فاللاهوت كان موجود قبل الاتحاد بالناسوت اما الناسوت فلم يكن لة وجود الا فى الاتحاد
وهناك مقولة هامة تقول “مساوى لابية فى الجوهر ومن نفس طبيعتنا” فمن حيث اللاهوت هومساوى للاب فى الجوهر ومن حيث الناسوت فهو من نفس طبيعتنا
وهناك عبارة فى التسبحة تقول ” كل محبتة البشرية اعطيتها بالكمال لله الخالق وكلمة الاب”
فهل نفهم من هذا ان الطبيعة البشرية التى اخذها المسيح هى كل البشر ؟ او هى الطبيعة البشرية عموما بالطبع لا
فكما علمنا القديس ساويرس ان من يتكلم عن ان المسيح اخذ عموميات هو امر بغيض وغبى بل هو اخذ طبيعة خاصة اقنوم بشرى لكن المعروف ان كل اقنوم خاص يحمل الطبيعة بكاملها فاى انسان ممكن ان ينطبق علية القول بانة يحمل كل عجينة البشرية لانة فرد او اقنوم لة هذة الطبيعة وطالما له هذة الطبيعة فهى كائنات فية بكاملها وبالتالى هناك قاعدة هامة نقول “الطبيعة لاتقبل التجزئة (الزيادة او النقصان)اما توجد بكاملها واما لاتوجد من الاساسفيما ان الكنيسة عموما تؤمن بأن لابد انة اخد طبيعة بشرية كاملة وبالتالى فهى تحرم كل من الخياليين الذين يقولون ان المسيح اخذ جسد خيالى و الابوليناريوس الذين يقولون ان المسيح اخذ جسد بلا نفس بلا نفس عاقلة
ومن ثم هناك عبارة ارثوذكسية يمكن ان تجمل كل هذا وهى “احد الثالوث القدوس تألم بالجسد” او ولد بالجسد او ذاق الموت بالجسد
خصائص اللاهوت
واضاف القمص يوحنا عطا شرحا وافى عن خصائص اللاهوت فقال ان كل ما يخص الطبيعة الالهية عموما ينطبق على اقنوم الابن مثل الازلية غير المحدودة كلى القدرة وكلى المعرفة
وكما ان الكنيسة عموما تؤمن بأن الابن مساوى للاب فى الجوهر وبالتالى فالكنيسة تحرم كل من أريوس الذى نادى بان الابن ليس من جوهر الاب وكل من ينادى بان الابن اقل من الاب
وكل من ينادى بالانتحالية او الوحداوية اى ان الله اقنوم واحد فى كل مرحلة كان يأخذ شكلا مختلفا وبالتالى اطلق عليهم “مؤلمى الاب ”
واختتم اللقاء بمداخلة هامة من نيافة الانبا مارتيروس عن اللاهوت والناسوت كما تم الاستماع لبعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، وأجاب القمص يوحنا عطا محروس على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من السادة الحضور، في جو من الاهتمام والود، ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللقمص يوحنا عطا وفى نهاية اللقاء قدم فريق ثيؤطوكوس ترنيمة من التراث القبطى بقيادة الشاعر كمال سمير مؤسس الفريق
“ولما جاء مل الزمان ارسل اللة ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس”
وفى قانون الايمان ” نور من نور ,اله حق من الة حق ,مولود غير مخلوق, مساوى للاب فى الجوهر وهذا الذى من اجلنا ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس
وفى التسبحة..” لان كلمة الله الحى, الذى لله الاب الذى نزل ليعطى الناموس على جبل سيناء …هو أيضا نزل عليك ايتها الجبل الناطق بوداعة ومحبة بشرية” وايضا “الواحد من الثالوث , المساوى للاب فى الجوهر”
ويقول الانبا ساويرس ” القول بأن العنصرين المتكون منها هى عموميات تغطى عدة أقانيم وهو امر بغيض وغبى ويؤكد بطلان ما نتهم بة من عديمى التقوى ,باننا نفترض طبيعتين قبل الاتحاد على حد زعمهم ”
واتباعا لهذة الكلمات التى للاباء القديسين والموحى بها من اللة والاعتراف بان ربنا يسوع المسيح هو من طبيعتين ,اعنى الاقنومين المحددان المتمايزين .. ولا نذهب بعيدا الى عموميات او جواهر بل اللاهوت والبشرية بشكل عام
ثانيا الناسوت
ثم تكلم القمص يوحنا عطا محروس عن الناسوت فقال
كلمة ناسوت تعنى طبيعة بشرية كاملة جسد بشرى ونفس بشرية”وجعلة واحدا مع لاهوتة”
وهنا يقول البابا اثناسيوس “لكنة اخذ جسدا من جنسنا وليس ذلك فحسب بل اخذةمن عذراء طاهرة نقية لم تعرف رجلا …اعد الجسد فى العذراء ليكون هيكلا لة وجعلة جسدة الخاص متخذا اياه أداة ليسكن فية ويظهر ذاتة بةوفى الكتاب المقدس عن الجسد “انظرو يدى ورجلى – انى انا هو جسونى وانظروا , فان الروح ليس لة لحم وعظام كما ترون لى ” “لو39:24”
النفس : “نفسى حزينة جدا حتى الموت “مت 38:26 “نفسى قد اضطربت”لو27:12”
“ياأبتاة فى يدك استودع روحى ولما قال هذا اسلم الروح”لو46:23
وفى التسبحة ” وناسوت طاهر بغير مباضعة مساوى لنا كالقدير” مساوى لنا وكامل ولة نفس عاقلة. بقى الها على حالة وصار انسانا كاملا
واستعرض القمص يوحنا عطا محروس خصائص اتحاد اللاهوت بالناسوت بقولة هى
1- هو اتحاد طبيعى “فى الطبيعة “او اقنومى
ان كل طبيعة لها خصائص او عوارض تصدر منها مثلا العقل يصدر منة عوارض مثل الافكار فنسمع عن الكنيسة الاولى ان المؤمنين لهم فكر واحد وقلب واحد ويرفعون صلوات بنفس واحدة فهل ماحدث من اتحاد بين المؤمنيين هو اتحاد فى الطبيعة ام اتحاد فى العوارض , بالطبع هو اتحاد فى العوارض وبالتالى ظل فى العدد كثرة على الرغم من اتحادهم كذلك ايضا نحن نشترك فى اسم واحد وهو “مسيحى” لكن رغم هذا الاتحاد تبقى كثرة
اما الاتحاد الطبيعى او الاتحاد فى الطبيعة فهو يجعل الوحدة حقيقية ولايوجد بعدها تعددية
ويقول الانبا ساويرس” حينما تكون الاقانيم موجودة وجود منفردا مثل بطرس وبولس الذين اتحدا بسلطة رسولتيهما فسيكون ذلك اتحاد اشخاص وارتباط اخوى وليس اتحاد طبيعى” وذلك لانهما سوف يظلان اثنين فى العدد
ان اتحاد العوارض لايسمى اتحاد من الاساس بل يسمى اقتران , مشاركة,مصاحبة وهذا ما نادى بة نسطور فيقول ان الابن والانسان اتحدا فى الكرامة لذلك يظلان اثنين فى العدد مثل اقتران الله بالانبياء غير ان المسيح كان بدرجة اكبراما القديس كيرلس فيقول” ان الاتحاد لم يكن فى العوارض بل فى الطبيعة وهو يختلف عن حلول
اللاهوت + الناسوت هو طبيعة واحدة متحدة مركبة
وهنا يشرح لنا القديس كيرلس معنى كلمة “مركبة”
” نحن نقول ان اى انسان منا هو واحد,ولة طبيعة انسانية واحدة رغم أن طبيعتة ليست بسيطة وانما مركبة من اثنين اى النفس والجسد”
ولو اردنا اعطاء مثل لقلنا “النار” هى طبيعة واحدة مركبة من نور ونار ولهب ومع ذلك فلا نقول على النار انها عدة او ثلاثة طبائع
وان القول بان طبيعة المسيح مركبة يعنى عدم تلاشى اى عنصر من العنصرين التى تكون منهما المسيح بل هو محفوظ بلا تلاشى او تغير بعد الاتحاد فى وحدة لاتقبل اى تقسيم
مثال فالانسان طبيعة واحدة مركبة محفوظ فيها الروح والجسد دون اى تغير وبالتالى نحن نحرم اوطاخى الذى ينادى بان طبيعتة الناسوتية قد تلاشت ولم يبقى سوى اللاهوت