«نحترم قدسية الموت».. أهالي الأقصر يودعون ضحايا كورونا (فيديو)
11.04.2020 15:50
اهم اخبار مصر Egypt News
الدستور
حجم الخط
الدستور

في هدوء ورضى بقضاء الله وقدره، شيع أهالي محافظة الأقصر، اليوم، جثامين شهداء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى مثواهم الأخير في مقابر عائلاتهم بعدة مناطق متفرقة، ليضربوا مثلًا يحتذى به في الخُلق واحترام قدسية الموت، وليؤكدوا أيضًا إنهم بمثابة الرجل الواحد في الشدائد والمواقف الصعبة.

 

يقول الحسين نبوي الدالي، ابن عم متوفي كورونا أحمد.ن ووافته خلاله خضوعه للرعاية الصحية بمستشفى العزل جنوب الأقصر، إنه كان يعمل في مجال المحاماة، وبعد ظهور أعراض الإصابة بالفيروس توجه إلى أحد الأطباء بمنطقة الكرنك، وبفحصه طبيًا وصف له الطبيب عدة أدوية من بينها الكورتيزون إلا أن حالته لم تتحسن، وأثناء قيام أسرته بصرف العلاج له من إحدى الصيدليات دار حوار بينها وبين أحد أفراد أسرته، لتؤكد له الطبيبة الصيدلانية أن ما يعانيه المريض لهو أعراض الإصابة بفيروس كورونا وأنه يتوجب عليه الذهاب إلى مستشفى الحميات، وهناك تم إخضاعه للتحاليل المعملية لتُثبت اصابته بفيروس كورونا، ويتم نقله إلى مستشفى العزل الصحي بمركز ومدينة إسنا.

 

وأضاف أنه حالة ابن عمه كانت مستقرة وكان يحرص على التواصل بشكل يومي مع أفراد أسرته للاطمئنان عليهم من خلال الاتصالات الهاتفية، إلا أنها سرعان ما تدهورت وتم نقله إلى قسم العناية المركزة حتى وافته المنية، بسبب الأضرار التي خلفها الفيروس في جسده، لتنتهي حياته بسبب حدوث فشل تنفسي وكلوي.

 

وتابع خلال حديثه لـالدستور: حدثت الوفاة يوم الخميس الماضي، وتم إبلاغنا من جانب إدارة المستشفى، أمس الجمعة، فتوجهنا في تمام الساعة الرابعة عصرًا، حيث تم تغسيل وتكفين الجثة بواسطة أطباء المستشفى، وعقب الانتهاء من ذلك بدأت رحلة البحث عن سيارة لنقل الجثة إلى مقابر الأسرة بمنطقة الكرنك، التي تبعد حوالي أكثر من 60 كيلو متر، وبعد محاولات تم التواصل مع الدكتور معمر عبد الهادي مدير إقليم جنوب الصعيد للإسعاف الذي أصدر قرار بتوفير سيارات إسعاف، لنقل جثث شهداء الكورونا لتنطلق 5 سيارات لتنقل جثث المتوفين إلى قرى الأقصر، وعدد من محافظات صعيد مصر.

 

وأوضح أن عملية الدفن تمت الساعة الخامسة فجرًا، ليقوم أبناء قريته بآداء صلاة الجنازة أمام المقابر خلال وضع الجثة داخل سيارة الإسعاف، والحفاظ على المسافات بين المصلين، كما التزموا أيضًا بارتداء الكمامات والقفازات الطبية، ليحمل نعش الشهيد أبنه وعدد من أفراد الأسرة، وارتدوا أيضًا سترات وقائية، كما أن حفار المقبرة حرص أيضًا على ارتداء الكمامة والقفاز الطبي، لتتم عملية دفن الجثة إلى مثواها الأخير في هدوء.

 

وأشار إلى تلك المحنة كشفت عن المعدن الأصيل لأهالي قريته الذين حرصوا على تقديم العزاء فجرًا عقب علمهم مباشرةً بنبأ الوفاة.

 

أما جابر عنتر، أحد أهالي مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، فيقول إن قريته فقدت واحدا من أبنائها بعد إصابته بفيروس كورونا، والحقيقة أن واقعة الوفاة لم تكن مصاب أسرته فقط، بل كانت مُصاب القرية أجمع، فالمرض هو ابتلاء من الله والموت هو قضاء الله وقدره، ولهذا كان الجميع مقدرون للموقف، محترمون لقدسية الموت، فتم التعامل مع تلك الوفاة كأي حالة وفاة عادية، حيث تم إعلان خبر الوفاة من خلال مكبرات الصوت بداخل المساجد، لإعلام العائلات بالقرية.

 

وتابع في تصريحات لـالدستور أن عملية التغسيل والتكفين تمت من خلال أطباء مستشفى العزل بإسنا، وتوجه الأهالي لحضور الجنازة بمسقط رأس الفقيد، وتم التنسيق بين الأجهزة المعنية في إبلاغ الأسرة والأهالي بالتعليمات الواجبة خلال تشييع الجثمان، والتزم الأهالي، حيث تم تسليم المرافقين للميت داخل المقبرة والحفار الذي يقوم بدفن الموتى أدوات للوقاية ممثلة في كمامات وبدل وقائية، وقفازات طبية.

 

وأشار إلى دور محمد السيد سيلمان رئيس مركز ومدينة إسنا، الذي تواصل مع هيئة الإسعاف لتوفير سيارات لنقل ضحايا كورونا واستجابت على الفور ووفرت سيارتين لنقل حالة أسيوط والأقصر ثم إسنا، وتم دفنه بمسقط رأسه بمقابر الأسرة بقرية أصفون المطاعنة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.