اكد حزب "المصريين الأحرار" أن إيمان أعضائه وقياداته وكتلته البرلمانية الأكثرية بالثوابت الوطنية كان دافعا للدراسة العميقة والمتأنية والرصينة لاتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، مشددا على أن "موافقتهم عليها تحت قبة البرلمان، جاءت بما يشبه الإجماع فى ظل مناخ من التخويف بلغ حد الإرهاب لأغلبية النواب، فضلا عن التخوين الذى رشق به أصحاب الصوت العالى، كل من حاول أن يعمل العقل ويتحلى بالمسئولية والضمير الوطنى".
وقال الحزب، فى بيان صحفى له، إنه "فى هذه اللحظة، بعد إعلان الموافقة على الاتفاقية من جانب مجلس النواب، فإن جميع أعضائه وقياداته فخورين بموقفهم الذى أعلنوه فى مواجهة الذين يمارسون المراهقة السياسية والفكرية عبر أساليب تأكد رفضها من جانب جموع شعبنا العظيم، الذى ترجم ذلك بالانصراف عن كل محاولات إثارة الاضطرابات بدعوات حمقاء للتظاهر يمكن أن تفجر الوطن، وتتسبب فى خراب معلوم لكل مواطن، وسبق أن سقطت فيه أوطان وشعوب شقيقة، ندعو الله أن ينقذها منه وأن تتوقف ماكينات التخريب وسفك الدماء على أراضيها".
وأضاف: "من يرون فى أنفسهم معارضة، أساءوا لأنفسهم وللبرلمان بممارستهم المقصودة مع سبق الإصرار والترصد، حتى لا يعلو صوت فوق صوتهم، وإن كنا قد تحلينا بالصبر والصمت والهدوء، فى مواجهة العواصف والغبار التى آثارها من يختلفون معنا.. فهذا لا يعنى أننا سنواصل الاعتصام بالنهج ذاته فى ظل إصرار هؤلاء على الإساءة للوطن ورموزه ومؤسساته الوطنية".
وأكد الحزب أنه سيواجه أولئك بصوت العلم والوطنية مع كل من يقدر على الحوار وممارسة الديمقراطية، ولن ندخل فى سجالات مع الذين يجيدون تزييف الحقائق وتسميم الرأى العام والوعى الجمعى لأبناء وطننا، وإن كان قد ظهر بيننا قلة رأت الاختلاف مع موقف الحزب، فهذا دليل على احترامنا للرأى الآخر، لكن الحزب سيكون له موقف مع أعضائه الذين ينزلقون لممارسة لغة التخوين والتخويف لمن يختلف معهم.
وأعلن تحفظه على أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل خلال الأشهر التى شهدت طرح هذا الملف منذ فتحه عند توقيع الاتفاقية قبل 14 شهرا، لأن أعضاء الحكومة تركوا الساحة لكل الذين يجيدون تزييف الحقائق وتشويه صورة الوطن عبر جميع وسائل الإعلام داخليا وخارجيا، ويدفعنا ذلك إلى التأكيد على حاجة مصر لنهج وبناء إعلامي جديد، يقدر على التعامل مع محترفي تدمير العقول باسم الحرية والديمقراطية، وصولا إلى هدفهم بجعل الوطن يبدو كما لو كان يعانى حالة عدم استقرار.
وتقدم الحزب بمبادرة نطرحها على جميع الأحزاب الوطنية، وكذلك ائتلاف "دعم مصر" نأمل من خلالها أن نجلس حول ورقة عمل سنعلن تفاصيلها قريبا، لدراسة توابع حالة التشكيك فى موقف مؤسسات الدولة ورموزها، بارتداء "قميص تيران وصنافير"، ونأمل أن تتعامل الحكومة مع تلك المبادرة بإيجابية، وتتعاطى معها بتفاعل، إذا كانت ترغب فى ترسيخ روح المسئولية وتعميق معانى الحوار عند مواجهة أزمات، كتلك التى ترتبت على ترك الساحة خالية للذين يحترفون التخوين لمن يختلفون معهم، وإرهاب أصحاب الضمائر الوطنية.
وأكد الحزب براءته من ادعاءات مجموعة خارجة عن القانون، تزعم أنها تمثل حزب "المصريين الأحرار"، وهؤلاء سبق أن كررنا وأكدنا أنهم "جماعة ساويرس" وليسوا منا، ويعرف القاصى والدانى أن حزبنا تخلص منهم بموقف اتفقت عليه الأغلبية الساحقة خلال مؤتمر عام تاريخى، مشيرا إلى أن احترامهم للقانون والنظام العام، جعلهم يتخذون جميع الإجراءات التى تضمن حق حزبنا فى أن تبقى صورته ناصعة أمام الرأى العام.
وأعرب عن ثقته المطلقة فى القوات المسلحة "بيت الوطنية المصرية" ورجال الشرطة المحترمين الذين دفعوا ثمنا غاليا وفادحا لحفظ الأمن والاستقرار، مشددا على احترامه لوزارة الخارجية وجميع المؤسسات الوطنية التى تحمل على عاتقها مسئولية البناء واستعادة مكانة مصر، فى إقليمها وقارتها وبين جميع الأمم فى العالم، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، يقود مصر وسط خضم أوضاع شديدة الصعوبة، داخليا وخارجيا، محققا إنجازات كبيرة تعيد لمصر مكانتها، وهذه القناعات لا يمكن أن تهتز لمجرد تعرض البلاد لهذه الزوبعة فى فنجان والتى حاول البعض تضخيمها لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة يقودها ضيق الأفق.