
أعلن بطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا تواضروس الثاني، تجميد الطريقة التقليدية لسر التناول بسبب وباء كورونا.
وقال، إن الحديث عن طريقة بديلة لتقديم وإتاحة سر التناول ليست بدعًا ولا خروجًا ولا انتقاصًا من قدسية السر، موضحًا: جسد ودم المسيح الأقدسان، أي حضور المسيح حقيقة لا مجازًا، وهما لا ينقلا أي عدوى لأنهما سر حياة، وحاشا لمن يقول غير ذلك، أمّا إجراءات تقديم السر فقد تغيّرت أشكالها عبر الزمان، وبقي الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو، رغم اختلاف الوسائل
والأساليب المستعملة لذلك.
وأضاف في مقاله الأحدث بعنوان أمومة الكنيسة في مجلة الكرازة التي تصدرها الكنيسة، أنه في زمن تأسيس سر التناول لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف ويصيب الملايين في العالم، مؤكدًا: هذا زمن مرض وعدوى وإصابات، ويحتاج وقاية وحرص بالغ.
وأكد: ماذا يستفيد كل من يكتب وينشر على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ويهاجم الكنيسة وآباءها، أقول له غالبًا التوبة لم تعرف طريقها إليك، احترس، الموت على الأبواب.
وأشار: الكنيسة تطبق قواعد المحبة في هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء، ونستخدم طريقة استثنائية للتناول، بدلًا من الطريقة المعتادة، التي سنرجع لها بمجرد عودة الأحوال لطبيعتها، هذا تجميد أو تأجيل للطريقة المعتادة وليس إلغاءً أو حذفًا، هذا صوت الحكمة ولا يجب أن نكون سببًا في بلبلة أحد، ونحن لا نعيش بمفردنا في المجتمع.
وأكد: الدعوة لإتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا على الإيمان، ها نحن نشهد وفيات بالمئات وإصابات بالآلاف وانتشار شديد للعدوى، والوباء تعدى إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة، لم يعد لنا سوى طلب الرحمة من الله، لكي يرأف بحالنا جميعًا وعلى بلادنا وكنائسنا وأبنائنا.
وسر التناول، أسس له المسيح، حين قال في الإنجيل من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه (يوحنا 6 : 56)، وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله المسيح بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه، ويُحتفل بها عقب القداس يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالـبرشان) التي تمثل جسد المسيح وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يمثل دم المسيح.
والطريقة التقليدية، يقول عنها البابا: الطريق الطبيعية والمعتادة في كل الكنائس حيث ممارسة صلوات وطقوس القداس الإلهي بأواني المذبح المدشنة، والاستثنائية هي: الطريقة الثانية هي الطريقة البديلة والتي تستخدم لمناولة المرضى في المنازل أو المستشفيات وأيضا مناولة المساجين في السجون، وقد تستخدم هذه الطريقة الاستثنائية في الكنيسة عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط.
وتجتمع اليوم السبت، اللجنة الدائمة في المجمع المقدس أعلى هيئة كنسية برئاسة بطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا تواضروس الثاني، لإتخاذ قرارها بشأن عودة الصلوات في الكنائس في ضوء ما أعلنه في وقت سابق مجلس الوزراء.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم لـالشروق في تصريحات سابقة، إن العودة ستكون في المحافظات الأقل تضررًا وإصابة بفيروس كورونا، وبأعداد قليلة، وبإجراءات احترازية مُشددة.