تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بعيد الغطاس المجيد، وذلك بعد أيام من احتفالات الكنيسة بعيد الختان المجيد، أول أمس الإثنين، وعيد الميلاد المجيد يوم 7 من يناير الجاري، ويعتبر عيد الغطاس المجيد من الاعياد السيدية الكبرى في التقسيم الكنسي القبطي الأرثوذكسي للأعياد، أسوة بعيد الميلاد المجيد، وعكس عيد الختان الذي جاء ضمن الأعياد السيدية الصغرى.
كما تحتفل الكنيسة بعدة مناسبات هامة ابرزعودة راس القديس مار مرقس الرسول، ونياحة البابا زخارياس ال64، ونياحة البابا غبريال الخامس الـ88، ونياحة البابا اندونيقوس الـ37.وعن البابا اندونيقوس، فقال السنكسار الكنسي أن في مثل هذا اليوم من سنة 617 م تنيح الاب القديس الانبا أندرونيقوس بابا الإسكندرية السابع والثلاثون، كان هذا الأب من عائلة عريقة في المجد. وكان ابن عمه رئيسا لديوان الإسكندرية ، فتعلم وتهذب ودرس الكتب المقدسة وبرع في معرفة معانيها . ونظرا لعلمه وتقواه وتصدقه علي الفقراء رسموه شماسا ، ثم اتفق الرأي علي اختباره بطريركا . وان لم يسكن الديارات كما فعل السلف الصالح، وظل في الإسكندرية طوال ايام رئاسته ، غير مهتم بسطوة الملكيين.
ولكن الجو لم يصفو له لان الفرس قد غزوا بلاد الشرق وجازوا نهر الفرات، واستولوا علي حلب وإنطاكية وأورشليم وغيرها، وقتلوا واسروا من المسيحيين عددا كبيرا ثم استولوا علي مصر وجاءوا إلى الإسكندرية وكان حولها ستمائة دير عامرة بالرهبان فقتلوا من فيها ونهبوها وهدموها. فلما علم سكان الإسكندرية بما فعلوا فتحوا لهم أبواب المدينة ورأي قائد المعسكر في رؤيا الليل من يقول له قد سلمت لك هذه المدينة فلا تخربها، بل اقتل أبطالها لأنهم منافقون. فقبض علي الوالي وقيده .
ثم أمر أكابر المدينة ان يخرجوا إليه رجالها من ابن ثماني عشرة سنة إلى خمسين سنة، ليعطي كل واحد عشرين دينارا وبرتبهم جنودا للمدينة . فخرج إليه ثمانون آلف رجل . فكتب أسماءهم ثم قتلهم جميعا بالسيف، وبعد ذلك قصد بجيشه الصعيد فمر في طريقه بمدينة نقيوس وسمع ان في المغائر التي حولها سبعمائة راهب فأرسل من قتلهم، وظل يعمل في القتل والتخريب إلى ان انتصر عليه هرقل وطرده من البلاد . أما الاب البطريرك فانه سار سيرة فاضلة، وبعد ما اكمل في الرئاسة ست سنين تنيح بسلام.
الجدير بالذكر أن تتم الكنائس القبطية الأرثوذكسية، قداس عيد الغطاس المجيد، بعد غدا الجمعة الموافق 19 من يناير الجاري، حيث يرأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس الإلهي احتفالًا بالعيد، بالكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية، كعادته السنوية والمتبعة منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، اذ يحتفل باباوات الكنيسة، بعيدي الميلاد والقيامة برفقة شعب القاهرة، واحتفالات رأس السنة وعيد الغطاس برفقة شعب الإسكندرية