مخاوف من تصاعد العنف في برشلونة مع دعوة الانفصاليين لاحتجاجات جديدة
19.10.2019 11:37
اهم اخبار العالم World News
الوطن
مخاوف من تصاعد العنف في برشلونة مع دعوة الانفصاليين لاحتجاجات جديدة
حجم الخط
الوطن

تستعد برشلونة اليوم، لجولة عنف جديدة مع دعوة الانفصاليين لاحتجاجات جديدة غداة إصابة نحو 200 شخص في صدامات عنيفة في كاتالونيا، بعدما رشق متظاهرون متشددون مناصرون لاستقلال الإقليم الحجارة والألعاب النارية على عناصر الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ودعت مجموعة راديكالية لشباب الانفصاليين تسمي نفسها اران لمظاهرات جديدة "ضد القمع" عند الساعة 16:00 ت غ في وسط برشلونة

وتحوّلت برشلونة أمس الجمعة ساحة معركة فوضوية، أصيب فيها 152 شخصا فيما أصيب عشرات آخرون في ارجاء كاتالونيا ما رفع العدد الإجمالي للجرحى إلى 182 شخصا، ويأتي تصاعد العنف في اليوم الخامس لاحتجاجات أنصار الاستقلال على إصدار المحكمة العليا أحكاما مشددة بالسجن بحق تسعة قادة بسبب إجرائهم استفتاء على استقلال الإقليم قبل سنتين على الرغم من حظره، وفاق لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".

وكانت قوات الطوارئ ذكرت أنّ 500 شخص اصيبوا بالفعل منذ الاثنين حتى قبل حصول الصدامات الأخيرة. وبحسب وزارة الداخلية، اعتقلت السلطات 83 شخصا بعد صدامات أمس الجمعة، إضافة إلى 128 شخصا أعلنت السلطات اعتقالهم قبل مسيرات الجمعة.

وقالت عمدة برشلونة آدا كولا اليسارية اليوم السبت "هذا لا يمكن ان يستمر، برشلونة لا تستحق ذلك"، وقد ندّدت "بكافة أشكال العنف"، وصباح اليوم السبت، سادت رائحة الاحتراق النافذة شوارع برشلونة، فيما كان عمال البلدية يحاولون تطهير الشوارع من الإطارات المشتعلة والزجاج المكسور والرصاصات المطاطية وإصلاح الأرصفة التي حطمها المحتجون لاستخدام حجارتها في قذف عناصر الأمن.

وقال السبعيني المؤيد للاستقلال اسامبسيو سيجوي "كل هذا مؤسف للغاية ولا يساعد قضيتنا"، وشارك نحو نصف مليون شخص في تجمعات و"مسيرات الحرية" في برشلونة الجمعة وهو التجمع الأكبر منذ أحكام الاثنين الصادمة التي دفعت عشرات الآلاف من أنصار الاستقلال للاحتجاج في شوارع الإقليم في شمال شرق إسبانيا وإعلان الإضراب العام لشل برشلونة.

وفيما بدت معظم المسيرات سلمية، أشعل عدد من الشبان النيران في فيا لايتانا ما ادى الى تصاعد دخان كثيف ودفع قوات الأمن لإطلاق الغاز المسيّل للدموع، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

واندلعت حرائق قرب ميدان "بلازا دي كاتالونيا" في نهاية جادة لا رامبلاس الشهيرة حيث تجمع مئات المحتجين في تحدي للشرطة التي حاول عناصرها تفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه، وهتف الشبان "كاتالونيا مناهضة للفاشية" و"الشوارع دائما لنا".

وشوهدت عشرات من سيارات الشرطة تجوب الشوارع وقد دوّت صفاراتها الملونة، فيما حذّرت الشرطة الإقليمية السكان في رسالة بالإنجليزية على تويتر من "الاقتراب" من وسط المدينة، وأعلن الاستقلاليون أمس الجمعة يوم "إضراب عام" في كاتالونيا حيث تدفقت "مسيرات للحرية" انطلقت الاربعاء من خمس مدن إقليمية على برشلونة للمشاركة في التظاهرة الكبيرة.

وأعلنت بلدية برشلونة أن الايام الثلاثة الأولى للاحتجاجات تسبّبت في خسائر قدرت بـ 1.57 مليون يورو "1.75 مليون دولار"، وقالت الحكومة الاسبانية صباح أمس الجمعة إنّ الطريق الحدودي بين اسبانيا وفرنسا "قطع في الاتجاهين".

وفي وسط برشلونة، أغلقت العديد من التاجر والمراكز التجارية الفاخرة أبوابها الجمعة بعد تواصل الصدامات الليلية منذ الاثنين. وقال المهندس رامون بارادا البالغ 23 عاما "كل هذا رد فعل على ظلم الاحكام ضد السياسيين والقادة المدنيين الذين تصرفوا بسلمية لكن تم الحكم عليهم بين 9 و13 سنة في السجن مثل القتلة".

وأفاد المحامي خوامي انريش أنّ الحكم بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير". وتابع الرجل الذي كان يرتدي شارة كتب عليها "لا استسلام" أنّ "مدريد تضع وحدة إسبانيا فوق كل شيء بما في ذلك الحقوق الأساسية" للمواطنين.

وأغلقت عدد من المواقع السياحية البارزة في برشلونة مثل كنيسة ساجرادا فاميليا أبوابها امام السياح مع احتشاد المحتجين خارجها، وألغت اوبرا ليسيو المشهورة عروضها مساء الجمعة بسبب التوتر.

وعلى وقع التوتر الشديد في الإقليم الانفصالي، تأجلت مباراة الكلاسيكو المنتظرة بين برشلونة وضيفه ريال مدريد المقررة في 26 اكتوبر الجاري على ملعب الكامب نو ضمن الدوري المحلي.

وذكرت تقارير أنّ الفريقين رفضا لعب المباراة في مدريد. ودخل الإسباني بيب جوارديولا مدرب نادي مانشستر سيتي الانجليزي المعروف بدفاعه عن حركة الاستقلال على خط الأزمة مطالبا الاتحاد الأوروبي بالتدخل للحد من تصاعد التوتر، وقال إنّ "المجتمع الدوليّ ينبغي عليه المساعدة في حل النزاع بين كاتالونيا وإسبانيا"، وتابع "بعض الوسطاء من الخارج عليهم مساعدتنا في الجلوس سويا والتباحث".

وتسببت محاولة انفصال هذه المنطقة الغنية الواقعة شمال شرق إسبانيا بأسوأ أزمة سياسية عرفتها البلاد منذ نهاية حقبة ديكتاتورية فرانكو عام 1975، وقبل اقل من شهر من الانتخابات التشريعية، تطالب المعارضة رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز باتخاذ تدابير استثنائية لإعادة إرساء النظام العام.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.