فرحة كبيرة تغلف الأجواء بمناسبة عيد الرسامة الأول لنيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب و المكرم الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، والتي توافق اليوم الثلاثاء الموافق 9 يونيه 2020، حيث تم سيامة نيافته بيد أبينا الحبيب والمكرم صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم 9 يونيه من العام الماضي.
وتم تجليس الأنبا بولس على إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا في 20 أغسطس 2019، بواسطة العديد من الآباء الأساقفة الأجلاء الذين قدموا من مصر وأمريكا ومختلف أنحاء العالم، في مراسم التجليس، التي شهدتها كنيسة مار مرقس في مونتريال، والتي تعتبر الكنيسة الأم المستقبلة للجميع، ويقوم على رعايتها أبينا الحبيب والمكرم القمص ميخائيل عزيز وأبينا الحبيب القس فيكتور نصر، وتقدم الكنيسة خدمات كثيرة لا حصر لها لكل شعب الكنيسة.
من دير البراموس العامر إلي كندا
نيافة أبينا الحبيب و المكرم الأنبا بولس، كان راهبا في دير البراموس العامر، حيث التحق بالدير في 18 نوفمبر 2001، وتمت سيامته راهبًا في 23 فبراير 2004، وسيم كاهنا في 7 مارس 2009. وتمت سيامته أسقفا على إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا بيد صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني في 9 يونيه 2019 في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتم تجليسه بصلوات ومباركة العديد من الأساقفة في 20 أغسطس 2019 في مونتريال.
ولأن نيافته قادم من دير البراموس العامر، فأينما يحل الأنبا بولس، تجد العمران الروحي والبنائي في كل مكان، نهضة كبيرة روحية وبنيوية تشهدها الإيبارشية وكنائسها منذ رعاية أبينا الحبيب الأنبا بولس للشعب والكنيسة.
خلاص الإنسان الروحي
يهتم الأنبا بولس بخلاص الإنسان الروحي، وعلاقته مع الله، حيث يؤكد في كل قداساته وعظاته، على أننا، شعب الكنيسة، يجب أن نكون مثالًا للسيد المسيح، وأن يسكن السيد المسيح في داخلنا، وأن تكون سلوكياتنا وتصرفاتنا تعبير عن الإنسان المسيحي الإيجابي.
يولي نيافته اهتمامًا كبيرًا لمختلف الفئات العمرية، منذ مرحلة ما قبل الحضانة، ثم مرحلة الابتدائي والثانوي، والسي جيب و الجامعي والخريجين. ويخصص أوقاتًا كثيرة للمشاركة في اجتماعات واحتفالات مختلف الفئات العمرية عبر خدمة مدارس الأحد والكتاب المقدس لهذه الفئات، قبل أزمة كورونا، وحتى عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للتواصل مع أبنائه وبناته خلال جائحة كورونا.
الأسرة المسيحية بين العقد والعهد
اهتم الأنبا بولس بالتأكيد على أهمية الأسرة المسيحية، و علاقات الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة، لمواجهات تحديات الغربة، والخلافات الزوجية، التي قد تنتشر في بعض الأوساط في المهجر، خاصة وأن الرجل المرأة منذ أن اجتمعا في رباط الزواج وهناك عقد وعهد وطرف ثالث هو الله شريك في هذا العقد والعهد. ويطالب نيافته الزوجة والزوج أن يبذل كل منهما ما بوسعه ليستوعب ويحافظ على أسس الكنيسة في أسرته، لأن عدو الخير يمكن أن يهيئ له أمور غير حقيقية، قد تمثل تحديا لاستمرار الأسرة، ومن ثم بالقيم والسلوكيات المسيحية وقراءة الكتاب المقدس بصفة مستمرة من الأمور الأساسية لحماية الأسرة المسيحية في مجتمع مليء بالتحديات.
الاهتمام بالقساوسة والقمامصة وعائلاتهم
يولي الأنبا بولس اهتمامًا كبيرًا للآباء الأجلاء القساوسة والقمامصة وزوجاتهم وعائلاتهم، حيث يتحمل الآباء الكهنة تحديات وضغوطًا كبيرة بسبب ظروف الخدمة، التي تغطي مساحات كبيرة جغرافيا حسب دائرة كل كنيسة، فضلًا عن التحديات التي تواجهها الأسر والشباب وباقي الفئات العمرية، في مجتمع كندي ملئ بالتحديات والمشاكل، وهو ما يمثل عبئًا وتحديًا لا يستهان به على الآباء الكهنة، الذين عليهم الاهتمام بجميع أبنائهم من شعب الكنيسة.
كما يهتم الأنبا بولس بدور زوجات الآباء الكهنة المحترمات، اللاتي يلعبن دورًا محوريًا في قيام الأب الكاهن بدوره على خير وجه، خاصة وأنه في مجتمع الغربة، تعتبر الكنيسة هي الوطن والأسرة والسند، والكاهن هو السند الأول لكل من يقع في مشكلة أو يحتاج دعم ومساندة، لأنه ممثل الكنيسة وراعيها.
كنيسة داخل كل بيت وداخل كل شخص
يهتم نيافة الأنبا بولس، والذي يتمتع بتواضع كبير، وأبوة حانية، ورعاية وبذل عن أبنائه من شعب كنائس الإيبارشية، البالغ عددها 15 كنيسة موزعة على مناطق أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، أن يتواصل معهم بصفة منتظمة ومستمرة، ويسافر ويشارك شعب الكنيسة في مختلف الكنائس صلوات القداسات والعشيات، والاحتفالات الروحية لخدمة مدارس الأحد واجتماعات الكتاب المقدس، لمختلف المراحل العمرية، حتى يكون داخل كل بيت، بل وداخل كل شخص كنيسة الرب يسوع المسيح، وهذا ما شعر به شعب الإيبارشية، خلال فترة فيروس كورونا، حيث أغلقت الكنائس بقرار من سلطات الصحة العامة في كندا، ولكن كل بيت وداخل كل شخص كانت هناك كنيسة، وكانت الصلوات التي تنقل عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، واجتماعات مدارس الأحد والكتاب المقدس للفئات العمرية والعائلات، المشاركين فيها تتجاوز الأعداد التوقعات.
من القلب للقلب: “أبونا الأسقف”
يهتم نيافة الأنبا بولس بالتواصل بصورة منتظمة مع شعب الكنيسة من خلال لقاء أون لاين على الانترنت تحت مسمى “من القلب للقلب” يقدمه أحد أقطاب أقباط الكيبيك وهو الأستاذ عادل بولس، مع نيافة أبينا الحبيب الأسقف الأنبا بولس، ويتم من خلاله طرح العديد من القضايا الروحية، والشعب المشارك أون لاين يمكنه طرح الأسئلة، ويقوم نيافته بالتواصل مع أبناءه مع شعب الإيبارشية والرد على أسئلتهم.
وخلال هذا اللقاء، أكد الأنبا بولس أنه يحب أن يناديه أبنائه وبناته من شعب الإيبارشية بلقب “أبونا الأسقف” بدلا من “سيدنا|”، وأن نيافته جاء لرعاية كل شعب الإيبارشية والسهر على خدمتهم.
نهضة عمرانية بنيوية: ترينتي سنتر للخلوة الروحية
لم يتوقف العمران علي النواحي الروحية فقط، بل امتد كذلك للنواحي البنيوية، فكل ما تمتد إليه يد أبينا الحبيب الأسقف الأنبا بولس، تملؤه البركة، حيث قام نيافته بشراء مركز ترينتي سنتر للخلوة الروحية في منطقة طبيعية خلابة على مساحة عشرات الأفندنة، على مسافة ما بين مدينتي مونتريال وأوتاوا في مدينة جاتينو الخلابة، حيث يسهل الوصول إليه، ويمكنه أن يقدم الكثير من الخدمات الروحية والثقافية والرياضية لمختلف الأعمار من مرحلة رياض الأطفال وحتى العائلات، مما يمثل استجابة حقيقية لمطلب مهم، يتعلق بمكان آمن روحيا وأمنيا يمكن أن تقضي فيه العائلات وأبناؤها فترات الإجازات والخلوات.
بناء كنيسة الملاك وأبو سيفين في لافال
كما اهتم نيافة الأنبا بولس ببناء كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبو سيفين في لافال، وأوفى بوعده، بأنه بمجرد أن ينتهي فصل الشتاء وموسم الثلوج سيبدأ العمل في بناء الكنيسة في شارع سوفينير في منطقة شوميدي، وبالفعل بمجرد أن بدأ الانفتاح التدريجي للاقتصاد في الكيبيك بسبب كورونا، وعادت شركات البناء والتشييد للعمل في الإقليم، وبدأت حركة الكراكات وسيارات النقل، لبدء عمليات الحفر والتجهيز لتشييد الأساسات لهذه الكنيسة العظيمة، التي تستوعب الكثير من العائلات وأبنائهم، ويقوم على رعايتها أبينا الحبيب ميخائيل عطية، الأب الحنون ذو الوجه الملائكي راعي كنيسة الملاك والقديس أبو سيفين والذي يخدم الجميع بمحبة وتواضع وطول أناة. وبصلوات ودعم أبينا الأسقف الأنبا بولس وشعب الكنيسة، نصلي أن ترتفع حوائط وأعمدة الكنيسة لتكون شاهدا جديدا علي العمران علي يد أبينا الأسقف الحبيب الأنبا بولس، وتحول الحلم إلى حقيقة.
إنجازات عديدة، وعمران واسع، بدأت تنعم به كنائس إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا منذ رعاية أبينا الأسقف الأنبا بولس للإيبارشية، ولذا من الطبيعي والمنطقي أن يشعر شعب الإيبارشية في كنائسها الخمسة عشر بالبهجة والسعادة لأن هناك أب حنون ساهر عنهم ويصلي من أجلهم ويتابعهم بأبوة حانية وحب وتواضع وبذل ليساعدهم على تحقيق خلاصهم الروحي والاهتمام بمستقبل أبنائهم وبناتهم ليكونوا مواطنين كنديين إيجابيين وأقوياء، معبر عن صورة ومثال السيد المسيح في حياتهم وسلوكياتهم في مجتمع كله تحديات. الإنجازات عديدة ويصعب حصرها في مكان واحد.
أبينا الحبيب والمكرم، نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، في عيد سامتكم الأول، نقبل أيديكم الكريمة أبينا الأسقف، التي ترفع جسد ودم السيد المسيح مخلصنا، والتي ترفع إليه الصلاة من أجل الكنيسة ومن أجل عائلاتنا وأبنائنا وبناتنا، وندعو ونصلي للرب يسوع المسيح أن ينعم على نيافتكم بموفور الصحة والعافية، وأن يديم خدمتكم وأبوتكم لنا سنوات عديدة وأزمنة سلامية مديدة.