تسعى دولة الإمارات عبر تحركات دبلوماسية مكثفة إلى "تناغم عربي" أكثر في المقاطعة مع دولة قطر والتي بدأتها قبل نحو أسبوعين بالاتفاق مع مصر والسعودية والبحرين بعد اتهامها بالتدخل في شؤونهم الدلخلية و"دعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.
وزار القاهرة الاثنين، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي انتهت بإصدار بيانا مشتركا أكد "أهمية تضافر جهود كافة الدول العربية الشقيقة وكذلك المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب على جميع المستويات، وخاصة وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها".
ولم يذكر البيان صراحة دولة قطر أو قناة الجزيرة.
سفير مصر السابق لدى قطر في الفترة من 2012 إلى 2015، محمد مرسي، توقع أن يستمر الصدع بين دول مجلس التعاون الخليجي .
وقال مرسي في اتصال هاتفي مع مصراوي، إن تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد عبد الرحمن آل ثاني، اليوم، لا تبشر بالخير، حيث تعطي مؤشرات سلبية لانفراج الأزمة.
وكان وزير الخارجية القطري قال إن الدوحة لم تتلق أي مطالب من جيرانها في الخليج وإن شؤون قطر الداخلية غير قابلة للتفاوض بما في ذلك مستقبل قناة الجزيرة ومقرها الدوحة.
وفيما يخص الدور التركي، قال مرسي إن دول الخليج لاتنظر بارتياح إلى دور أنقر وتحالفها مع قطر، مرجحًا أن تعمق خطوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة، لاسيما وأنه لايقف على الحياد - على حد قوله.
أما مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، قال لمصراوي إن التحركات الخليجية الراهنة تهدف إلى تحقيق تناغم في الموقف العربي، بيد أن الأسرة الحاكمة القطرية لاتريد أن تتجاوب مع مطالب الدول الخليجية، مؤكدًا أن الدوحة تعتمد على ابرام عقوم أسلحة بمليارات الدولارات مع واشنطن لتخفيف الضغط العربي.
وتتواصل التحركات الإماراتية، حيث يقوم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش بزيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس التقى خلالها بعدد من المسؤولين.
وقال فرقاش من باريس إن العزلة المفروضة على قطر "قد تستمر لسنوات" إذا لم تغير مسار سياساتها الداعمة للإسلاميين المتشددين.
وأضاف الوزير الإماراتي بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز - أن "الوساطة الكويتية ستكون مفيدة جدا وستكون هناك مطالب. قطر ستدرك أن هذا وضع جديد وأن العزلة قد تستمر لسنوات".
وأضاف "إذا كان القطريون يريدون عزلهم بسبب رؤيتهم المنحرفة لدورهم السياسي، فلندعهم يُعزلون. لا يزالون في مرحلة من الإنكار والغضب".
ويحاول أمير الكويت الشيخ جابر الصباح التوسط لحل الأزمة الخليجية القطرية، عبر زيارات إلى دول الأزمة واتصالات هاتفية في محاولة منه للنجاح مثل عام 2014.
كما قام أجرى سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي، ورئيس المجلس الوطني للإعلام، مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو، يوم الجمعة الماضي، حيث تناولت المباحثات تطورات الأزمة الخليجية القطرية، كما اجتمع الوزير الإماراتي خلال زيارته لموسكو مع ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط.