بقلم حمدي رزق
من مُحِبّ، يستحق البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تهنئة قلبية فى عيد ميلاده الـ68، مولود فى المنصورة 4 نوفمبر 1952، باسم وجيه صبحى باقى سليمان (قبل الكهنوت).
كل سنة وقدسك طيب، ومُحِبّ لكل ما هو مصرى، كل سنة وقدسك طيب فى وطنك وبين أهلك وناسك، وفى غبطة وسرور.
يقول حكيم النفوس: عندما تلمس الجانب الطيب فى نفوس الناس تجد أن هناك خيرًا كثيرًا قد لا تراه العيون أول وهلة، والبابا يحمل خيرًا كثيرًا قد لا تراه العيون، يحمل تواضعًا، لم يغيره كرسى البابوية، وإذا أبحرتَ فى نفسه، تعجب، إنه لو عاد به الزمان لما خرج من الدير، ففيه نعمة الهدوء والراحة والتوفُّر على الصلاة.
وكيف أنه لم يطلب لنفسه القداسة ولا سعى إلى البابوية، ولا طافت فى خياله، ولم تكن بين أحلامه، ولم تُحدِّثْه بها نفسه، بل سجل فى ورقة الترشيحات اسم غيره، ولكن شاءت الأقدار، ولا يملك للقدر ردًا، ولا لثقة آباء الكنيسة رفضًا، وأمام إرادة السماء التسليم، والدعاء أن يوفقه فى طريق سلكه مقدرون من آباء الكنيسة.
يتأسى البابا تواضروس من الأسوة الحسنة بالبابا العظيم كيرلس السادس، فى زهده وصلاحه وتقواه التى تبقت فى نفوس الشعب القبطى، وصورة بالأبيض والأسود يطالع فيها مسيرة البابا العظيم، يرى نفسه فى هذه الصورة، ويتمنى لنفسه نفس السيرة والمسيرة، ويقف متأملًا كيف استطاع هذا الرجل العظيم أن يحفر لنفسه مكانًا فى قلوب الأقباط، لم يغيره الزمن، بل نقشه بمداد الحب.
يقف البابا تواضروس متعلمًا على معلمه العظيم، البابا شنودة الثالث، متعجبًا كيف مرّ مرورًا كريمًا من الأزمات التى كادت تعصف بالوطن، كيف تماسّ مع السياسة ولم تلوث ثيابه، وكيف أقام علاقة محبة مع شعب الكنيسة جعلت من صورته مبتسمًا أيقونة فى صدر غرف الجلوس، يقف البابا تواضروس من قداسته موقف إجلال واحترام.
خلاصته، البابا تواضروس يملك تواضعًا يكسب القلوب، وثقافة تأسر العقول، وروحًا طيبة وأمانىَ عِذابًا، منفتح على الفنون، مطَّلع على الآداب، محافظ على الطقوس.
البابا يقدم هموم الوطن على ما عداها، ويدعو ربه أن يحفظ مصر لشعبها، ويحافظ على جيشها (الرشيد) ليحمى حياضها المقدسة، وسبق أن سكَّ قولًا صار مأثورًا: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.
البابا المصرى لم يُخلف وعده وطنيًا، ومواقف البابا تواضروس دروس معتبرة من دروس الوطنية المستبطنة فى القلوب، وباباوات الكنيسة المصرية لا يتخلفون عن المواعيد الكبرى للوطن، يسجلون حضورًا باهرًا، وظهور البابا تواضروس فى منصة الوطن فى 3 يوليو درس معتبر من دروس الوطنية المستبطنة فى القلوب، وتعبر عنها الألسنة بكلمات طيبات، أقرب إلى دعوات رجل صالح فى قلايته، يدعو ربه: اللهم احفظ هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات، وبالقول المحفوظ: مبارك شعبى مصر.