توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق جديد بشأن الأزمة السورية والعدوان التركي فيما يعرف باسم عملية "نبع السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في شمال سوريا، حيث اتفق الطرفان على الحفاظ على عملية "نبع السلام" من تل أبيض إلى رأس العين، كما هي دون تغيير، وإنشاء آلية مشتركة لإدارة المنطقة الأمنة في بقية المناطق عدا مدينة القامشلي (كميش).
كما نص على انسحاب القوات الكردية خلال 150 ساعة القادمة من جميع المناطق على الحدود مع تركيا (شرق الفرات)، لتنتشر بعدها دوريات الشرطة العسكرية الروسية، وبعد إنهاء عملية الانسحاب سيتم تنظيم دوريات روسية تركية مشتركة في تلك المناطق.
وبنود هذا الاتفاق الروسي التركي تنص على الآتي:
1 - الالتزام بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.
2 - التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.
3 - سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.
4 - كلا الطرفين أكدا مجددًا على أهمية اتفاقية أضنة، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.
5 - اعتبارًا من الساعة الـ12:00 ظهر يوم 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.
6 - سيتم إخراج جميع عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.
8 - سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطواعية والآمنة للاجئين.
في الوقت ذاته لوح الجانب الأمريكي بفرض عقوبات على تركيا في حال شن أي هجمات على الأكراد بعد انتهاء مهلة الأيام الخمسة التي نص عليها الاتفاق التركي الأمريكي. فما هي أهمية ودلالات التفاهمات التي أسفرت عنه مفاوضات شاقة وطويلة في سوتشي؟ وهل تنتهي العملية التركية في الشمال السوري؟
من جانبه قال قسطنطين بلوخين، خبير في الأكاديمية الروسية للعلوم، أن الطرفان الروسي والتركي متفقان، وإذا نظرنا للقاء بشكل عام نجد أن القضية السورية كانت حاضرة بشدة وتم التوصل إلى بنود هذا الاتفاق، وأبدى الطرفان رغبة مشتركة في محاربة الإرهاب، ووحدة الأراضي السورية، موضحًا أن تركيا أبدت التزامها بعدم الدخول أعمق إلى الأراضي السورية، فيما عدا المتفق عليه.
بينما قال سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي في جامعة اسطنبول، أن الاتفاق الذي تم هو جيد جدًا على الورق، لكن هل ستلتزم القوات الكردية بتنفيذ هذا الاتفاق أم لا.
وشدد د. عاطف عبد الجواد، كاتب ومحلل سياسي من واشنطن، أن القوات الأمريكية لم تنسحب في واقع الأمر من شمال شرق سوريا، بل أنها سوف تبقي على نحو 300 جندي أمريكي لحماية حقول النفط بالحكسة ومناطق أخرى بطول نهر الفرات.
وتابع، أن واشنطن ترقب تنفيذ هذا الاتفاق عن كثب وبأهمية لأن الولايات المتحدة تريد أن تتعرف على ما إذا كان تنفيذ هذا الاتفاق يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والهدوء النسبي في شمال سوريا أم أنه سيثبت ويرسخ هذا الهدوء؟
وأردف أن المشكلة الكبرى التي ستعوق وقد تؤدي لانهيار هذا الاتفاق من ناحية التنفيذ هو الأمر الذي أشار إليه الرئيس بوتين شخصيًا عندما أخبر أردوغان أن حكومة دمشق بمفردها هي التي يمكن أن تسمح أو ترفض أي تواجد عسكري تركي داخل الأراضي السورية، والأتراك يريدون هيمنة عسكرية وأمنية على المنطقة الآمنة بغض النظر عن الشريط الحدودي الذي تقوم دوريات مشتركة بتأمينه.
وأكد أن الرئيس السوري لن يوافق على هذا التواجد التركي بعمق الأراضي السورية والسيطرة عليها، وأن الرئيس الأسد سمى أردوغان بـ سارق الأراضي السورية، ومن ثم أعتقد انهيار هذا الاتفاق في التنفيذ، والألمان يقترحون الآن وجود دولي بهذه المنطقة.