تزامنًا مع احتفال أسقفية الخدمات بـ٦٠ عامًا من العطاء .. برنامج التنمية البيئية يعمل على زيادة الوعي البيئي داخل المجتمع
13.09.2022 09:43
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
تزامنًا مع احتفال أسقفية الخدمات بـ٦٠ عامًا من العطاء .. برنامج التنمية البيئية يعمل على زيادة الوعي البيئي داخل المجتمع
حجم الخط
وطني

رينيه شفيق : البرنامج بيئة عمل متكاملة لإحداث تغيير بيئي حقيقي داخل المجتمع من خلال أسقفية الخدمات و الوزارات المعنية والجهات التنفيذية والمجتمع المدني.

البرنامج البيئي يشارك في مؤتمر تغير المناخ ممثلًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.وحدات الطاقة الشمسية للمؤسسات الدينية و نشاط البيوجاز من أهم نجاحات مشروع الاتحاد الأوروبي والبرنامج البيئي.

مديرة البرنامج : نهتم بملف التشجير .. و زرع ٢٥٠٠ شجرة مثمرة هذا العام داخل المجتمعات الأكثر احتياجًا.

تأسست أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية في عام 1962 لتكون بمثابة الذراع التنموي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى مر السنوات قاد الأسقفية لفيف من الأباء الأساقفة الذين أثروا على الأسقفية بأفكار وتطورات متميزة، حتى أسند البابا تواضروس الثاني أسقفية الخدمات إلى نيافة الحبر الجليل الأنبا يوليوس.

وتلعب الأسقفية دورًا رائدًا في الخدمات الدياكونيا للفقراء والمجتمعات المحرومة والمهمشة في جميع أنحاء الجمهورية، وتأتي رؤية الأسقفية لتكوين مجتمع قادر على استثمار إمكاناته يقبل التنوع ويحترم الإختلاف متمتعًا بالكرامة الإنسانية، كما أن رسالة الأسقفية هي إيقاظ الوعي الاجتماعي لدى الأفراد ، والتأكيد على القيم الإنسانية وتعزيز الهوية المصرية وقيادة التغيير من خلال مشاركة جماعية.ويقود برنامج الأسقفية التغيير من خلال التدخلات الميدانية، ودعم تشكيل الكيانات المحلية، عن طريق العديد من البرامج داخل الأسقفية والتي تتمثل في ١٥ برنامج مختلف، وتزامنا مع احتفال الاسقفية بمرور ٦٠ عام على تاسيسها، تاخذكم “وطني” في جولة تفصيلية لمعرفة البرامج المختلفة داخل الأسقفية وكيف تساهم الكنيسة القبطية في إحداث تغيير داخل المجتمع المصري.

وحاورت “وطني” الأستاذة رينيه شفيق مدير برنامج التنمية البيئية بأسقفية الخدمات ومدير مشروع المجتمعات الإنتاجية المرنة بالاتحاد الأوروبي، لمعرفة دور الأسقفية في مجال البيئة فإلى الحوار:

بداية ما هو برنامج التنمية البيئية بأسقفية الخدمات ؟

أنه منذ نشأة الأسقفية كان برنامج البيئية مشترك مع برنامج الصحة، ولكن منذ أربع سنوات أنفصل عنه، وذلك إيمانًا من نيافة الحبر الجليل الأنبا يوليوس بالأهمية الكبرى للبيئة وخاصة مع التغيرات العالمية في مجال البيئة، وقبل أن ينفصل برنامج البيئة عن الصحة كان يقتصر دوره على نشاطات ضئيلة مثل : حملات الإنارة، حملات نظافة، وتشجير بشكل ضئيل.

ولكن بعد تخصيص برنامج منفصل للبيئة، بدأنا في وضع رؤية واسعة للبرنامج ووضع أهداف متعددة.

وما هو هدف البرنامج ؟

هدف البرنامج هو السعي والوصول بالمجتمعات المستهدفة أن تكون صديقة للبيئة تماشيًا مع استراتيجيات وأهداف الدولة والأهداف الإنمائية، ويتم تحقيق هذا من خلال أربعة أهداف محددة ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية خاصة المياه والكهرباء من أجل توفير الحياة الأمنة، والحد من التلوث والتخلص الآمن من المخلفات للعيش في بيئة صحية نظيفة خالية من الأمراض، و رفع قدرات والمهارات الخاصة بالتنمية البيئة لفريق العمل والكوادر المحلية بالمجتمعات المستهدفة للاعتماد على أنفسهم، و التشبيك والتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية.

كيف يختار البرنامج المجتمعات التي يقوم بالعمل فيها لتحقيق أهدافه؟أختيار المجتمع يكون وفقًا لعدة معايير هامة تضعها أسقفية الخدمات،وهي أن تكون المجتمعات أكثر احتياجًا وأكثر فقر، وتقوم الأسقفية بإختيار المجتمع أو المنطقة ثم تبدأ البرامج المختلفة في العمل داخل هذه المجتمعات لتحقيق تنمية بها في عدة مجالات.

ماذا عن أدوات تحقيق تلك الأهداف؟

أوضحت “رينيه” أن البرنامج يحقق أهدافه عن طريق العديد من الأنشطة فاستمر البرنامج في أنشطته السابقة من حملات الإنارة والنظافة ولكن بشكل أكثر توسعًا، و أيضا يعمل على التوعية لرفع وعي أعضاء المجتمع بتأثير الإنسان على البيئة ورد فعل البيئة على الإنسان.

كما يقيم البرنامج مهرجانات بيئية للأطفال لزرع القيم البيئية لدى الأطفال، و إعادة الإستخدام، وأيضا يقيم البرنامج ورش للحفاظ على الموارد الطبيعية الغير متجددة مثل المياه العذبة والكهرباء،

ملف إعادة الإستخدام من الملفات الهامة في مجال البيئة.. كيف تدعم الأسقفية هذا الملف؟

يقوم البرنامج بإعداد فصول لإعادة إستخدام الأشياء وتشمل جزئين جزء خاص بالتوعية وجزء تطبيق عملي عن كيفية إعادة الاستخدام والعمل على زيادة دخل الأسر عن طريق إعادة الإستخدام.

ومن الأمثلة على ذلك تدوير بواقي الطعام أو المخلفات الصلبة و إعادة تدوير الملابس الغير مستخدمة مثل البنطلونات الجينز القديمه فيصنع منها شنط مدارس، و بواقى زيت التحمير بالمنزل يصنع منه الصابون، أو الأوراق ويصنع منها مقارص للعيش الشمسي ، والزجاجات البلاستيك وعلب المياه الغازية الصفيح إلى أعمال فنية يمكن توظيفها في المنازل وكألعاب آمنة للأطفال، وبالفعل هناك أسر أسست مشاريع من عادة الإستخدام .

وماذا عن مجهودات البرنامج في ملف البيوجاز ؟

أن البيوجاز نشاط يتم في صعيد مصر للحد من التلوث وإعادة تدوير المخلفات العضوية، وهو ويؤدي إلى ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية مثل الغاز ويوفر دخل للأسرة، ونجحت الأسقفية بالفعل في تنفيذ العديد من وحدات البيوجاز والآن يتم تنفيذ وحدات جديدة عن طريق “مشروع المجتمعات الإنتاجية المرنة ” الممول من الإتحاد الأوروبي.

وما هي أوجه التعاون بين أسقفية الخدمات والدولة في مجال البيئة؟الدولة تدعم أسقفية الخدمات في ملف البيئة بشكل قوي، وخاصة أن الكنيسة قامت بإعلان وثيقة للبيئة أوضحت فيها موقفها من الحفاظ على البيئة، كما قام قداسة البابا تواضروس ونيافة الأنبا يوليوس بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة متمثلة في الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وهذا البروتوكول ساهم بشكل قوي في زيادة التعاون مع الوزارة.

كما أن البرنامج يتعاون مع وزارة الري والموارد المائية، ومع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، في البرنامج يتعاون معهم وفقًا لخططهم، ونحن حريصون دائمًا على تعزيز التشابك مع الحكومة من أجل خدمة المجتمع بشكل أفضل.

وهل هناك صعوبة في تعاون البرنامج مع الجهات التنفيذية؟

بالعكس هناك تعاون قوي بيننا وبين الجهات التنفيذية سواء المجالس المحلية أو الأحياء، في حملات النظافة تتم بالتعاون بين الأسقفية والحي أو المجالس المحلية وهناك تعاون دائم لإيجاد حلول لمشكلة المخلفات بالمجتمعات المستهدفة، وأيضًا حملات الإنارة التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الكهرباء على مستوى الإنارة الخارجية للشوارع، فهي تتم بمشاركة الأحياء وفيها تدعم الأسقفية المجتمع بالكشافات اللد لإنارة الشوارع وتقوم الأحياء بأعمال التركيب والصيانة.

فنحن نحرص دائما على تقوية علاقات أبناء المجتمع واللجنة البيئية المسئولة عن هذا المجتمع بشبكة العلاقات الحكومية ومع المسئولين.

وما هي المجتمعات التي عمل بها البرنامج خلال الفترة الماضية وحدث فيها تغير قوي ؟

قالت “رينيه” كان للقاهرة النصيب الأكبر من العمل، وأيضًا محافظة الاسكندرية ومحافظة أسوان، وأسيوط والمنيا وبنى سويف ومن أهم قصص النجاح التي لمسناها كانت بقرية المعمارية بمحافظة أسوان فكانت هناك ترعة بها نفايات وذهبت لجنة الأسقفية للمجلس هناك لطلب تنظيف الترعة ووضع حل لها وبالفعل قام مجلس القرية بإدراجها في خطة المجلس ووضع ميزانية لها وتم ردم الترعة وبناء أكشاك بيع وموقف سيارات مكانها لفائدة أبناء القرية.

وأضافت كما هناك قصص نجاح في تحويل مقالب القمامة في بعض الأماكن لحدائق، كما هناك قصص نجاح في ملفات الإنارة في تحول مسار قرى بالكامل من قرية مظلمة لقرية منيرة، وهذا يجعل القرية أكثرأمانًا لأبنائها.

 

كما هناك قصص نجاح في تخصيص أماكن محددة داخل القرى لذبح المواشي بدلاً من ذبحها في مدخل القرى، مما يساعد على انتشار الثعابين والحشرات بالقرية، وهذا حدث بالفعل في قرية بني خالد وبعد صعوبات قوية يواجهها أفراد اللجنة تم التفاوض مع الجهات المعنية و تم تخصيص أماكن للذبح و عمل حملات نظافة دائمة للأماكن.

كما هناك تغير جذري في الوعي البيئي للأفراد داخل المجتمعات التي عملنا بها، فنحن نقوم بعمل مقياس الوعي الأشخاص البيئي قبل العمل داخل المجتمع وبعده، وبالفعل هناك تغير ملحوظ في المقياسين.

يهتم قداسة البابا تواضروس بملف التشجير بشكل خاص .. ماذا عن دور البرنامج في هذا الملف؟

البرنامج يعمل في ملف التشجير منذ نشاته، ولكن بالفعل بعد إطلاق البابا تواضروس لمبادرة التشجير قمنا بتشجير عدد أكبر من المناطق خلال هذا العام قمنا بزرع أكثر من ٢٥٠٠ شجرة مثمرة في مناطق خدمة الأسقفية وبعد الأماكن التى طلبت زراعة شجر مثمر .

ويحرص البرنامج على زرع الشجر المثمر تماشيًا مع توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم إهدار المياه وكل نقطة مياه تكون للشجر المثمر .

وأيضًا هناك تعاون بين الأسقفية وبين مبادرة اتحضر للأخضر .

ماذا عن مشروع الاتحاد الأوروبي المختص به برنامج البيئة؟

إن هذا مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يسمي بمشروع “المجتمعات الإنتاجية المرنة” وهو مدته ثلاث سنوات، نعمل من خلاله في ثلاث مجتمعات أثنين داخل محافظة بني سويف ومجتمع داخل القاهرة، وهو بدأ منذ عام ونصف.

وأضافت أن المشروع يخدم التغيرات المناخية و نعمل خلاله على الانارة وتدريبات بيئية للجان والطاقة الشمسية للمؤسسات الدينية، داخل بني سويف و على ماكينات الري وأيضا وحدات البيوجاز، وأيضا نقوم بعمل وظائف خضراء للشباب ومبادرات بيئية بتلك المجتمعات.وأوضحت أنه هناك شراكة بين البرنامج وبين مؤسسات المجتمع في التنفيذ فهناك شراكة مع جمعية المكتب العربي للشباب والبيئه وتعاون بين جمعيتين مجتمع مدني داخل بني سويف. وجمعية بالقاهرة حديثنا بالتفصيل عن ملف الطاقة الشمسية بالمؤسسات الدينية؟

 

تتعاون الأسقفية من خلال برنامج الإتحاد الأوروبي مع الجهات المختصة في هذا الملف، والبرنامج ينفذ وحدات طاقة شمسية بقريتين

ببني سويف على الكنيسة والجامع هناك، فتم التواصل مع وحدة الطاقة الشمسية ووزارة الأوقاف والجهات الأمنية لأخذ الموافقات و ورفع المقايسات لكنائس والجوامع للقريتين هناك.

مؤتمر تغير المناخ حدث عالمي ينطلق قريبا من مصر .. ماذا عن مشاركة الأسقفية في المؤتمر؟

بالفعل الجمعية القبطية من ضمن ٣٠ جمعية على مستوى الجمهورية، وتم اختيارنا من قبل الوزارات المعنية لنمثل الجهات القبطية المهتمة بالشئون البيئية، والبرنامج يجهز ورقة عمل سيشارك بها في فاعليات المؤتمر بالجلسات النقاشية التي ستتم على هامش مؤتمر تغير المناخ.

ما هي أكثر البرامج التي يتعاون معها البرنامج البيئي داخل الأسقفية؟

العمل داخل الأسقفية هو عمل تكاملي، لذلك فالبرنامج يتضافر عمله مع العديد من البرامج كالبرنامج الاقتصادي لتوعيتهم عند اختيار مشروع يجب أن يكون صديقًا للبيئة والبرنامج الريفي لتوعيتهم من كيفية التخلص من المخلفات ، وبرنامج الصحة وبرنامج تحسين المسكن، فنحن نقوم بتوعية المجتمعات في كل الاتجاهات البيئية ،وأيضا مع برنامج تحسين التعليم وبرنامج تعليم الكبار فنقوم بتعليمهم عبارات بيئية.

ماذا عن الصعوبات التي تقابل البرنامج في التنفيذ؟

هناك صعوبات في التعامل مع بعض الجهات التنفيذية من حيث فقر الإمكانيات لديهم وخاصة في القرى الفقيرة، مما يجعلنا نتحرك وفقاً

للإمكانيات المتاحة، كما هناك صعوبة في إيجاد فريق المتطوعين

وأيضا هناك صعوبة ما في تعديل سلوك الأفراد البيئى، ويأخذ وقت ومجهود كبير ولكن في النهاية نجد ثمر.

اطلعينا على رؤية البرامج التي تسعون لتحقيقها خلال الفترة القادمة؟

فريق العمل لديه رؤية و أحلام متعددة فنحن نريد أن نرى الدولة كلها رقعة خضراء و كلها شجر مثمر، و نتمنى استخدام الطاقة شمسية بكل الأماكن العامة ، كما نتمنى ترك بصمة بيئية واضحة داخل أي مجتمع العمل به.

 
 
 
 
 
اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.