نرصد ممرات الإرهابيين من حدود ليبيا والسودان إلى مصر
28.05.2017 10:32
تقاريركم الصحفيه Your Reports
نرصد ممرات الإرهابيين من حدود ليبيا والسودان إلى مصر
Font Size

على طول السلاسل الجبلية التى تحيط بالوادى الضيق لنهر النيل من الجنوب إلى الشمال، تنتشر آلاف المدقات التى تمتد إلى عمق الصحراء، تتخذ جماعات الإرهاب وعصابات الإجرام منها معابر آمنة للتنقل بحرية، بعيداً عن أعين الشرطة، التى غالباً ما تواجه صعوبات فى الوصول إلى تلك الأماكن، نظراً لطبيعتها الوعرة، التى يحفظها كثير من المهربين وتجار الأسلحة جيداً.

طبرق وجغبوب أبرز مناطق تهريب الأسلحة والذخائر من ليبيا إلى مصر.. والاستريلا والآلى أشهر الأسلحة المهربة

وتعتبر منطقة الجبل الشرقى بمحافظة سوهاج ملاذاً للإرهابيين ومن على شاكلتهم، كما تُعد المنطقة الجبلية المتاخمة لقرية صديق المنشاوى، بمركز دار السلام، نقطة مهمة للإرهابيين وتجار السلاح، حيث تلتقى تلك المدقات والممرات المقبلة من جنوب البلاد، لتكوّن نقطة التقاء مع الممرات الجبلية المتجهة نحو الشمال.

 

وكانت الوطن أول صحيفة تخوض تجربة الدخول فى تلك الممرات والمدقات للوقوف على طبيعتها، وكيفية مرور أفراد العصابات من أقصى حدود البلاد جنوباً ووصولاً إلى سيناء، دون أن يعكر أحد صفوهم، أو ترصدهم عيون الأمن، خلال التحقيق الذى نشرته الصحيفة عن تجارة السلاح فى أكتوبر من العام الماضى، ولكن ما لفت انتباه وزارة الداخلية هو موضوع تجارة السلاح فى قرية البلابيش، ومدى خطورته على الأمن العام، ونفذت حملة أمنية مكبرة استمرت لمدة شهر، شارك فيها عدد كبير من قوات الأمن بسوهاج والمحافظات المجاورة.

 

وبحسب ما أكدته مصادر لـالوطن فإن وزارة الداخلية أغفلت التعامل مع الممرات الآمنة التى يسلكها الإرهابيون وتجار السلاح وغيرهم من الخارجين على القانون، ربما لخطورة تلك المناطق ووعورتها، الأمر الذى يتيح الفرصة لتلك العناصر لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، كما كشف أحد المصادر عن قيام أحد قصاصى الأثر الأدلة بعرض معلومات مهمة عن تجار السلاح والمترددين على المكان، وتم نقلها إلى أحد القيادات الأمنية، إلا أنه رفض مقابلة الدليل، كما لم يبد اهتماماً بما لديه من معلومات.

 

وخلال الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير، تمكن عدد من تجار السلاح من تجنيد بعض أفراد القبائل المسيطرة على المدقات الجبلية فى الصحراء الشرقية، ويتم التواصل بينهم باستخدام هاتف الثريا، الذى يعمل بالأقمار الصناعية، ويتولى الأدلة من بدو المنطقة توجيه قوافل السلاح وسط المدقات الجبلية، حتى تصل وجهتها عند قرية صديق المنشاوى، نقطة تقاطع المدقات والممرات الجبلية، ويتسلم التجار بضاعتهم فى وضح النهار، لتنطلق بها السيارات إلى مختلف محافظات الصعيد، كما أن هناك بعض الشحنات التى تذهب للمحافظات الشمالية، ومن المرجح أنها تتجه للجماعات الإرهابية فى سيناء. عاطف أهم دليل فى الدروب الصحراوية، من قبائل العرب المنتشرة فى الصحراء، أكد أنه رغم تراجع حركة تجارة السلاح عبر الممرات الجبلية، نتيجة القبض على عدد كبير من التجار خلال الحملات التى نفذتها وزارة الداخلية على قرية البلابيش، فإن المنطقة ما زالت تشكل ممراً آمناً للجماعات المتطرفة والعصابات الإجرامية، التى تتنقل بكل سهولة ويسر، كما أشار إلى أنه تم مؤخراً رصد تحركات لمجموعات من الأغراب، يتنقلون بواسطة سيارات الدفع الرباعى داخل تلك الممرات، مرجحاً أنهم ممن ينتمون للجماعات الإرهابية.

 

وأشار عاطف إلى أن مهربى السلاح يستخدمون طريقين، الأول من الحدود السودانية فى عمق الصحراء الشرقية، حيث تسير سيارات الدفع الرباعى وسط الدروب الصحراوية، ويتم تزويدها بالوقود وإجراء الصيانة اللازمة لها داخل الجبال، وصولاً لقرية المنشاوى، وهناك طريق آخر للتهريب يبدأ من الحدود الليبية مروراً بمطروح وبنى سويف، ثم الصحراء الشرقية ووصولاً إلى مركز دار السلام، مؤكداً أن السير فى الجبل الشرقى لا تحفه أى مخاطر، فالشرطة لا يمكنها الوصول إلى تلك المدقات، كما أكد أن الممرات فى الجبل الشرقى المتاخم لمحافظات الصعيد، من أكثر الممرات الآمنة، ويجب إغلاقه فى وجه تجار السلاح والجماعات الإرهابية، موضحاً أن تلك الممرات تحتاج إلى معدات ثقيلة كى يتم إغلاقها بشكل تام، وتسيير دوريات بالطائرات فوقها، لمنع تحركات الإرهابيين خلالها.

 

كما تصاعدت عمليات التهريب عبر الصحراء الغربية، لمختلف أنواع الأسلحة والذخيرة والمخدرات، وكانت المنطقة مسرحاً لعدة أحداث إرهابية، كما كانت ممراً لبعض العناصر التى شاركت فى تنفيذ أحداث بمناطق أخرى، فى القاهرة وطنطا والإسكندرية والمنيا، ورغم سيطرة الأجهزة المعنية على الحدود الغربية، وتراجع عمليات التهريب عما كانت عليه فى سنة 2011، إلا أن عمليات التهريب ما زالت مستمرة، واتسعت لتشمل بعض أنواع من الأسلحة الثقيلة، بخلاف المخدرات والذهب، بالإضافة إلى عمليات الهجرة غير الشرعية.

 

وتُعد منطقة بحر الرمال جنوب غرب واحة سيوة، واحدة من أهم ممرات التهريب، حيث تأتى السيارات المحملة بالأسلحة والمخدرات من خلال مناطق طبرق وواحة جغبوب فى ليبيا، والتى لا تبعد عن سيوة سوى 90 كيلومتراً، ويبلغ حجم التعاملات المالية فى عمليات تهريب الأسلحة والذخيرة، التى تتم بين ليبيا ومصر، نحو 100 مليار جنيه، وفق تقديرات غير رسمية، وتتصدر الأسلحة الآلية، وطبنجات الصوت، وصواريخ جراد، والأسلحة المضادة للطائرات، قائمة الأسلحة التى يتم تهريبها من الجانب الليبى، وتُعد قذائف الاستريلا الموجهة المضادة للطائرات الأعلى سعراً والأخطر بالنسبة لأنواع الأسلحة والذخيرة المهربة، بالإضافة إلى السلاح الآلى الروسى الأكثر طلباً بين تلك الأنواع.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.