أعلنت مؤسسة القديس أنطونيوس للدراسات الآبائية عن إصدار كتاب “ستة أيام الخليقة” للقديس غريغوريوس النيسي.
وقالت المؤسسة عن الكتاب أنه كان القديس باسيليوس الكبير قد ألقى عظاته التسع عن ستة أيام الخليقة، في عدة كنائس، حيث الحضور المتنوع من المثقفين، وغير المتعلمين، النبلاء، والصنّاع. وكان عليه أن يستخدم مصطلحات، وأمثلة، وصورًا، حتى يصبح كلامه، مفهومًا ومقبولاً من الجميع، إذ هو دومًا رفيع المستوى، وكما لاحظ القديس غريغوريوس النيسي، إن الكثيرين كانوا يفهمونه، وقد أصبح موضع إعجاب المفكرين أيضًا.
لكن بحسب رأي أخيه القديس بطرس، وبالطبع بحسب رأي القديس غريغوريوس نفسه، فإن حديثه عن " ستة أيام الخليقة"، كان يحتاج إلى تتممة أو ملحق، حتى يكتمل، لذلك، في صيف سنة 379م. وقد تعهَّد القديس غريغوريوس النيسي هذا العمل بنوع من التردد، لكنه بعد ذلك، شعر بأنه بالإمكان أن يقول شيئًا مفيدًا، إذا طُعَّمَ في شجرة الحكمة الكبيرة التي للقديس باسيليوس وصار فرعًا في هذه الشجرة.
لقد قدَّم القديس باسيليوس الجانب التاريخي، والأدبي في تفسيره لخلق الكون. أما القديس غريغوريوس النيسي فقدَّم الجانب الروحي. وحتى ينجح في تحقيق ذلك، لجأ إلى التفسير الرمزي أو النماذجي، وإن كان في نهاية رسالته، يُعلن عن أنه، لا يُريد أن يخرج عن المعاني الحقيقية للنص. هكذا إذًا، فبينما بدى القديس باسيليوس أنه يُعبِّر عن الحقيقة والواقع، فإن القديس غريغوريوس النيسي يُمثل الجانب النظري في طروحاته.
لقد شدَّد القديس غريغوريوس على أن الخلق هو بذرة مُخصَّبة، فكلمة الله التي أمرت عناصر الخليقة، قائلة " ليكن فكان"، ليس لها نسيجًا ماديًا أو ملمسًا ماديًا، فهي القوة العاقلة التي أدخلها الله في الكون، وعلى أساس هذه القوة، ساهمت هذه الكلمة في تحقيق ونمو عناصر الخليقة كل على حِدا. فقد خلق الله المادة أولاً، ككتلة لا شكل لها، بعد ذلك أرسل إليها القوة المنمية المغيِّرة، والتي بحسب البذار المخصبَّة، تسبِّب ولادة الكائنات، والأشياء كُلَّ على حِدا.
وقام دكتور سعيد حكيم بترجمة الجزء الأول والثاني عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة اليونانية (ΕΠΕ).