قال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثلة المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى مصر، ريتشارد ديكتوس، إنه في الوقت الذي تستعد فيه الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للمرأة لتذكير العالم بالتحديات التي تواجهها المرأة الريفية في جميع أقاصي الأرض، تتمتع المرأة في مصر بفرصة تاريخية.
وأضاف، فى مقال له بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، كما هو الحال بالنسبة لجميع المصريين، أن المرأة المصرية اليوم أفضل تعليمًا وأكثر صحة وأكثر انخراطاً في الاقتصاد من الأجيال السابقة، وأبدت أعلى المستويات السياسية في البلد التزامها بمعالجة أوجه عدم المساواة التاريخية التي أثرت على وضع المرأة في المجتمع وعزمها على المضي قدمًا في هذا المسار.
وأكد أن التغيير الاجتماعي بطيء، وغالبًا ما يتطلب تحقيق المكاسب الكثير من العناء والجهد، فالإرادة السياسية وحدها لا تكفي لضمان بقاء كل الفتيات في المدارس حتى سن 14 عامًا على الأقل، مضيفًا، نحن ندرك جميعًا أهمية هذا الأمر، فمعدل سن زواج الفتيات الأكثر تعليمًا أكثر تقدمًا ولديهن عدد أقل من الأطفال، لذلك، نحن بحاجة إلى المدارس، و إلى الدعم في المدرسة، وإلى استعداد الآباء والأمهات للإلتزام أيضا بتمكين بناتهم من الحصول على التعليم الجيد.
وأكد ديكتوس، كيف يمكننا إقناع الآباء والأمهات بأن هذا هو الخيار الصحيح الذي يجب المضي فيه وتحقيقه؟ و بهذا أعني، جميع الآباء والأمهات، بما في ذلك من يعاني منهم من ضيق المال والذين يعيشون في مناطق نائية من البلاد و الأميون منهم أيضًا، فكما هو واضح للجميع، لن يتم تنفيذ مهمة النهوض بالمرأة إذا لم تتوفر لجميع الفتيات فرصة الحصول على تعليم جيد، وكما تؤكده الحقائق على واقع الأرض، فتوفر الإرادة وإن كانت الأقوى في العالم، لا تكفي للقيام بهذه المهمة.
وأضاف، في تقديرنا، تمثل الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة وثيقة تاريخية لمصر وربما للعالم، ونقطة البداية هي أنه عندما نواجه اجحافًا تاريخيًا يتسم مسار تغييره بالبطئ، علينا أن نقوم بشيئ مختلف بحق لإحداث هذا التغيير، وقد بدأت هذه الاستراتيجية تأسيسًا على تحليل جيد للبيانات حول وضع المرأة في مصر - وهي إحصاءات حكومية لا جدال فيها، والخطوة الموالية كانت مقارنة البيانات الوطنية بالتزامات مصر الدولية، والتي تم اتخاذها في إطار العمل المشترك مع الأمم المتحدة والهيئات المرتبطة بها.
وأخيرًا، جرت مشاورات وطنية، وطلب من النساء في جميع أنحاء البلد تقديم إسهاماتهم وآرائهم والتزاماتهم، وتمت صياغة هذا المسار في مصر، وتم تنفيذه من قبل المصريين، وبذلك تحدث مصر سابقة تاريخية وربما تأسس اتجاهًا عالميًا.
وأكد ديكتوس، أن هناك قاعدة في تاريخ التغيير والابتكار مفادها أنه "ما يمكن قياسه، يمكن تغييره"، وقد أخذت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة هذا المبدأ بعين الإعتبار بوضع إطار متين لرصد النتائج، وقد علمتنا تجربتنا في مصر أن "ما يتم رصده في الميزانية يتم تنفيذه"، ولذلك ، نحن بصدد السعى إلى توسيع نطاق شراكة الأمم المتحدة مع المجلس القومي للمرأة وحكومة مصر، لدعم تنفيذ هذه الاستراتيجية التاريخية.
وأعلن، أن المجلس القومي للمرأة أثبت قيادة ممتازة كانت وليدة تفكير معمق في طريقة وضع هذه الاستراتيجية، ونحن نقدر تمامًا أن التنفيذ يحتاج إلى البناء على هذا النهج، وما نأمل أن نضيفه من جانبنا هو معرفتنا وخبرتنا العالميتين وقدرتنا على جمع جهود المجتمع الدولي بطريقة متسقة ومنسقة، وبشكل جماعي، نحن جميعًا أمام فرصة تاريخية للمرأة في مصر، وهي الفرصة التي لا يمكن تفويتها.
وقدم ديكتوس، باسم منظومة الأمم المتحدة الإنمائية في مصر، لجميع النساء والفتيات المصريات بأحر التهاني بمناسبة اليوم الدولي للمرأة.