التقى البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا، وفدًا من الرهبان الأقباط الأرثوذكس في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، وذلك في إطار أنشطة التعاون والحوار المشترك بين الكنيستين.

وخلال اللقاء، أكد البطريرك كيريل، خلال كلمته، على التقاليد الزهدية المشتركة والتجارب الروحية للكنائس الأرثوذكسية الروسية والقبطية الأرثوذكسية، على الرغم من اختلافاتهما الجغرافية،  وسلط الضوء على أهمية الإنجاز الروحي والتحديات التي يواجهها الزاهدون في كلا التقليدين.

وتابع: "نحن دائمًا سعداء بلقاء ممثلي الكنيسة القبطية لأننا ندرك ونشعر بمدي القرب الروحي، فعلى الرغم من أنكم تعيشون في مصر الحارة، حيث تمثل الصحراء جزءًا كبيرًا من أراضيها، ونحن بالقرب من المحيط المتجمد الشمالي، في أراضٍ غالبًا ما تكون مغطاة بالثلوج والطقس مختلف تمامًا، إلا أنه وبالرغم من هذا الاختلاف، لدينا حقًا الكثير من القواسم المشتركة، بما في ذلك ايضا تجربة الحياة الروحية. إن النسك والتقشف هما مثال الحياة الرهبانية المثلى في كنيستكم وكنيستنا على حد سواء".

كما ناقش البطريرك الحالة الحالية للعلاقات بين الكنيستين، مشيرًا إلى التقدم المحرز في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إنشاء لجنة حوار، ومشاورات لاهوتية، وتبادلات تعليمية. وأعرب عن امتنانه لدعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي تواجه الاضطهاد والقمع.

وتابع: فإن العلاقات التي نشأت بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة القبطية، وما تتمتع به من أجواء خاصة، ليست نتيجة لدبلوماسية كنسية ماهرة، بل ترتبط بالتجربة الروحية والتقاليد النسكية.

كما تطرق حديث بطريرك الكنيسة الروسية إلى  أهمية استمرار الحوار بين الكنيستين ثم توقف قداسة البطريرك كيريل بشكل خاص عند أهمية التواصل بين الرهبان من الكنيستين قائلًا: "دائمًا ما تتحدث الوفود من رجال الدين والرهبان الذين يزورون كنيستكم بحماس كبير، بل بإعجاب، عن الحياة الروحية للمسيحيين الأقباط. وهذا يدل مرة أخرى على أن التدين لدى شعوبنا لديه الكثير من القواسم المشتركة. وأعتقد أنه في ظل الظروف الحديثة، حيث يواجه المسيحيون تحديات خطيرة، من المهم والمفيد للغاية أن نشعر بدعم بعضنا البعض، ويمكن أن يحدث هذا عندما نلتقي ونتأمل معًا وندرك وحدتنا في معالجة القضايا التي نواجهها اليوم."

كما تطرق قداسته إلى الوضع المأساوي الذي تمر به الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، والتي تعاني من الاضطهاد، والاستيلاء على الكنائس، والملاحقات القضائية للأساقفة والكهنة والعلمانيين، والضغط السياسي لإجبارها على الانضمام إلى الانقسام المدعوم من السلطات هناك.

وتابع: في الأيام الأخيرة، تبنى البرلمان الأوكراني قانونًا يهدف إلى حظر الكنيسة القانونية في البلاد. وأعرب قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا، عن امتنانه لموقف قداسة البابا تواضروس الثاني، الذي رفع صوته دفاعًا عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وطلب من الضيوف أن يتذكروا في صلواتهم الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي تتعرض اليوم لأشد أنواع الاضطهاد بسبب ولائها للنظام الكنسي ووحدتها.

وقال قداسة البطريرك كيريل: "أنا أقدّر كثيرًا موقف قداسة البابا تواضروس، وخاصة في الطريقة التي يعزز بها اليوم علاقات الكنيسة القبطية مع الكنائس الأخرى، وعلى رأسها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. أرجو أن تنقلوا له حبي واحترامي العميق."

ومن جهته أعرب الوفد القبطي، بقيادة الأنبا بولا مطران طنطا للأقباط الأرثوكس، عن تقديره للضيافة الحارة والزمالة الروحية التي عاشوها في روسيا وقد نقلوا تحيات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، وتبادلوا خبراتهم وتحدياتهم في مصر.

واختتم اللقاء بزيارة كاتدرائية المسيح المخلص وصلاة.وتعمل الزيارة كتذكير بالصلة الروحية الدائمة بين الكنيستين الأرثوذكسية الروسية والقبطية الأرثوذكسية والتزامهما بالعمل معًا في مسائل الإيمان والعلاقات الدولية