أكد تقرير أمريكي، اليوم الأربعاء، أن اختيار يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا لإسماعيل هنية، إشارة دراماتيكية على قوة الجناح داخل حماس، خاصة وأن السنوار هو من خطط وقاد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 ضد الاحتلال الإسرائيلي.
اختيار السنوار رئيسًا لحماس إشارة تحدٍّ
وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، في تقرير لها، أن اختيار السنوار رئيسًا لحماس، وهو شخصية سرية مقربة من إيران عملت لسنوات على بناء القوة العسكرية لحماس، "إشارة تحدٍّ" إلى أن حركة حماس مستعدة لمواصلة القتال بعد 10 أشهر من الدمار الناجم عن حملة إسرائيل على غزة وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران من قبل إسرائيل
وتابعت: "من المرجح أن يستفز ذلك إسرائيل، التي وضعت يحيى السنوار على رأس قائمة القتل بعد هجوم السابع من أكتوبر، والذي قتل فيه المسلحون 1200 شخص في المستوطنات الإسرائيلية واحتجزوا حوالي 250 شخصًا".
اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحماس جاء في لحظة مضطربة
وأكدت "أسوشيتيد برس" أن الإعلان عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحماس جاء في لحظة مضطربة وتتزايد المخاوف من تصعيد الأمور إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، مع تعهد إيران بالانتقام من إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية وتهديد حزب الله اللبناني بالرد على قتل إسرائيل لأحد كبار قادتها في غارة جوية في بيروت الأسبوع الماضي، فيما يحاول الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون إنقاذ المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، التي هزتها عملية مقتل "هنية".
وقالت الحركة، في بيان أمس، إنها عينت يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس ليحل محل إسماعيل هنية.
وردًا على هذا التعيين، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري إنه "لا يوجد سوى مكان واحد ليحيى السنوار، وهو بجوار محمد ضيف الذي قتلناه وبقية منفذي 7 أكتوبر، وهذا هو المكان الوحيد الذي نعده له".
وبحسب التقرير تركت عمليات قتل إسرائيل للعديد من كبار المسئولين في حماس على مدار الأشهر الأخيرة السنوار باعتباره الشخصية الأبرز في المجموعة، وتشير اختياراته إلى أنه القيادة على الأرض في غزة خاصة بعد أن تولى القيادة في المنفى، والتي حافظت تقليديًا على موقف القيادة العامة لإدارة العلاقات مع الحلفاء الأجانب والدبلوماسية.
وبحسب التقرير الأمريكي، لعب إسماعيل هنية، الذي عاش في منفى اختياري في قطر منذ عام 2019، دورًا مباشرًا في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة من خلال مفاوضين أمريكيين وقطريين ومصريين، على الرغم من أنه ومسئولين آخرين من حماس طرحوا دائمًا مقترحات ومواقف السنوار.
اغتيال إسماعيل هنية يدفع حماس للتشدد
وقال هيو لوفات، الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن القضاء على شخصيات بارزة أخرى مهد الطريق أمام السنوار، موضحًا: "قبل أسبوعين، لم يكن أحد يتوقع أن يكون السنوار هو الزعيم التالي للجماعة على الرغم من النفوذ القوي الذي يمارسه من غزة".
وقال إن مقتل هنية، المعتدل نسبيًا، "لم يفتح الطريق أمام السنوار للمطالبة بالسيطرة الكاملة على حماس فحسب، بل يبدو دفع المجموعة كلها إلى اتجاه أكثر تشددًا".