بقلم حمدي رزق
والأقرب إلى روح الشريعة فى ظل الجائحة هو جواز منع صلاة الجمع والجماعات فى المسجد، مع استمرار إقامة الأذان وصلاة الإمام، بما هو جماعة وحده طبقاً لمذهب المالكية، واستناداً لما هو مقرر عند الأطباء الثقات من أنه فيروس مهلك ومعدٍ، وذلك حفظاً للأرواح.
أن يتألم المسلم للحرمان من الصلاة فى المساجد فهذا محمود، ولكن المزايدة بالدين على إيمان المؤمنين، أو مغازلة العواطف الدينية المشبوبة، أو إثبات أننا أشد تدينا وإيمانا من الآخرين، وأحرص على الدين من الإخوان والسلفيين، أو لنفى ترهات قنوات رابعة الإخوانية حول منع الصلوات الجامعة فى مساجد مصر.. أخشى أن يسوقنا البعض إلى حتفنا وهو يؤذن فينا بالصلاة يا مؤمنين.
الخشية كل الخشية من استعجال عودة الصلوات الجامعة فى مساجدنا العامرة بالأذان، دون تدبر سبل الوقاية الوبائية، والدعوة إلى الصلاة دون سؤال أهل الذكر، فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ، وهم هنا ليسوا وكلاء وزارة الأوقاف المعتمدين، بل الأطباء الثقات..
بالله عليكم كيف تُفتح المساجد هكذا دون احتياطات وقائية واجبة ومستوجبة؟ هذا لعمرى جد خطير، أشم رائحة سلفية نفاذة فى ضغط وزارة الأوقاف لإعادة فتح المساجد هكذا دون تغيير فى منحنى الوباء، الذى يتصاعد نحو الذروة فى مصر.
عجيب أمرهم، يغلقونها عندما كانت الإصابة بالعشرات.. ويفتحونها على البهلى والإصابة بالمئات، هوه فيه إيه؟!.. حد يفهمنا.
بالعقل هل المحترم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يفقه فى الشؤون الوقائية، هل تغيير فرش بعض المساجد يمنع العدوى، هل سيوفر الوزير الكمامات مجانية على باب المساجد، هل سيراقب (الميضأة) بالكاميرات، ويطهرها بالكحول والكلور بين الصلوات، هل سيمنع الاستحمام فى الحمامات، والبصق فى الأحواض؟!.. ما بلاش، الوقاية خير من العلاج.
جميل هذا الاشتياق لصلوات الجماعة، ولكن هل سينظم الإمام الدخول والخروج، ويرص الصفوف، وماذا عن الفائض عن سعة المسجد، هل ينصرفون أم يفترشون الشوارع؟ مريض واحد أو حامل فيروس سيكلفنا كثيرا.. بالمناسبة هل ينسحب فتح المساجد على الكنائس؟ مجرد سؤال.. ولن أسأل عن المسارح والسينمات احترازا، لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم!