تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحلول احتفالات خماسين عيد القيامة المجيد، حيث تحتفل لمدة 50 يوما، بقيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي الذي بُنيت عليه الكنائس العالمية سواء كانت الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو البروتستانتية أو الإنجليكانية أو الرومية.
وأجاب القمص تادرس يعقوب ملطي، في كتاب القديس “يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره”، عن سؤال “لماذا لا يصام أو تصنع مطانيات في الخماسين؟”، وقال في إجابته “إنه لقد حان الوقت الذي فيه نتابع المناظرة التي وعدنا بها، فإذ جاءنا الأب ثيوناس ليفتقدنا في قلايتنا أثناء الخماسين بعدما انتهت تسبحة المساء، جلسنا معًا على الأرض، وبدأنا نتأمل بدقة لماذا كان (الرهبان المصريون) حريصين إلى هذا الحد ألا يحني أحد منهم ركبته أثناء الصلاة في أيام الخماسين، ولا يجرؤ أن يصوم حتى الساعة التاسعة، وقد استفسرنا عن ذلك لأننا لم نرَ في أديرة سوريا مراعاة هذا الأمر بعناية كهذه”أضاف: “حقًا يليق بنا، حتى إن كنا لا نعرف السبب، أن نخضع لسلطان آبائنا وتقليد أسلافنا الذي داوموا عليه سنين عديدة إلى وقتنا هذا، فنراعيه كأمر مُسلم إلينا من القدم، باحترام لائق واهتمام دائم. لكن إذ تريدون أن تعرفوا أساس هذا الأمر وأسبابه فإنني أسلمكم في كلمات قليلة ما قد تسلمناه من آبائنا بخصوص هذا الموضوع”.
تابع: "لقد عينت الحكمة الإلهية في سفر الجامعة أن لكل شيء وقت مناسب له، سواء كان هذا الأمر مفرحًا أو مؤلمًا... إذ تقول: "لكل شيء زمان ولكل أمرٍ تحت السموات وقت للولادة وقت وللموت وقت. للغرس وقت ولقلع المغروس وقت. للقتل وقت وللشفاءِ وقت للهدم وقت وللبناءِ وقت للبكاءِ وقت وللضحك وقت، للنوح وقت وللرقص وقت لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت للكسبْ وقت وللخسارة وقت للصيانة وقت وللطرح وقت. للتمزيق وقت وللتخييط وقت للسكوت وقت وللتكُّلم وقت للحب وقت وللبغضة وقت. للحرب وقت وللصلح وقت"، وأيضًا يقول: "لأن لكل أمرٍ ولكل عملٍ وقت"، وعلى هذا ليس شيء من هذا يكون صالحًا إلا إذا صُنِعَ في الوقت المناسب المضبوط.
يستطرد: “هذه الأمور التي تُصنع في وقت معين تظهر صالحة إذا صنعت في اللحظة المضبوطة، أما إذا أقدم الإنسان عليها في غير وقتها تصير بلا نفع أو ضارة، هذا يخالف الأمور التي بطبيعتها الخاصة صالحة أو شريرة، والتي لا يمكننا أن نحول طبيعتها إلى الجانب الآخر، وذلك مثل الحكمة والاحتمال والعفة وغير ذلك من الفضائل، أو مثل الخطايا التي لا يُمكن بأية حال أن نغير من وصفها أو نجعلها تحت عنوان آخر، أما الأمور التي يمكن أن تظهر صالحة أو شريرة حسب شخصية من يستخدمها، هذه لا نعتبر طبيعتها في ذاتها مفيدة أو ضارة، إنما حسب عقل صانعها ووقت صنعه لها”.