رئيس «صرف صحى القاهرة»: وجدنا فى البلاعات أطفالاً حديثى الولادة
16.01.2019 07:51
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
رئيس «صرف صحى القاهرة»: وجدنا فى البلاعات أطفالاً حديثى الولادة
حجم الخط
الوطن

قال المهندس عادل حسن زكى، رئيس شركة الصرف الصحى بالقاهرة، إن الشركة استعدت لموسم الشتاء وسقوط الأمطار منذ شهر سبتمبر الماضى، مضيفاً فى حواره لـالوطن أن هناك تنسيقاً يومياً مع هيئة الأرصاد الجوية لتفادى أى مفاجآت، وأنه لا بد من تكاتف الجهود لوقف المبانى العشوائية ومنع تعلية العقارات للحفاظ على شبكة الصرف.

عادل زكى: بعض المواطنين يتعاملون مع الشبكة كمقلب قمامة

واستعرض زكى جهود الشركة فى القاهرة، موضحاً أن إيراداتها تصل إلى مليار و400 مليون جنيه من المياه وبيع الحمقة أو ناتج المخلفات الصلبة، وغيرها، وانتقد رئيس شركة الصرف بالقاهرة السلوكيات الخاطئة لبعض المواطنين فى التعامل مع الشبكة كأنها مقلب قمامة للدرجة التى وصلت إلى اكتشاف وجود حديد وأخشاب وحجارة وأطفال حديثى الولادة بها. وإلى نص الحوار:

مع دخول موسم الشتاء، كيف يتم الاستعداد لموسم الأمطار؟

- الشركة تبدأ استعدادها لموسم الشتاء من شهر سبتمبر، ويتم تطهير 20 ألف بالوعة صرف منتشرة على مستوى القاهرة، وفى العام الحالى ننسق مع هيئة الأرصاد يومياً لتفادى المفاجآت، علاوة على أن الشركة لديها خطة للانتشار السريع، ويتم الدفع بـ65 مُعدة، والاستعانة بـ10 أو أكثر من شركة مياه الشرب، حسب الطلب، ونُجرى مناورة ونحرك المعدات للمناطق الأكثر تضرراً، ولدينا غرفة طوارئ تتعامل مع شكاوى المرور والمحافظة ومجلس الوزراء، ويتم التعامل على الفور وحل أى مشكلة.

مؤخراً، شهد طريق الأوتوستراد طفحاً تسبب فى أزمة، وكذلك انفجار ماسورة مياه بكورنيش النيل بماسبيرو، كيف يتم التعامل مع تلك المشكلات وما سببها؟

- مشكلة الأوتوستراد حدثت مساء، عندما قام مقاول بإلقاء أتربة وردش فى أحد الطوابق الخاصة بالصرف ما تسبب فى انسداد الشبكة وحدوث طفح، وبمجرد إبلاغنا تحركنا على الفور وتم إدخال 33 معدة للتعامل مع الموقف وإنهاء المشكلة والتعامل مع الانسداد وشفط تجمعات المياه من الشارع، بالتعاون مع محافظة القاهرة وإدارة المرور. وفى ماسبيرو تدخلنا بالتنسيق مع شركة مياه الشرب لإنهاء أزمة ماسورة مياه الشرب، ونحن نعمل تحت مظلة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف، وتم التعامل مع المشكلة فى وقت قياسى أيضاً لم يزد على ساعتين ونصف ومنعنا تفاقم أزمة كبيرة، كادت تهدد تلك المنطقة الحيوية.

ما أخطر مشكلة تم التعامل معها فى الفترة الأخيرة؟

- كانت هناك مشكلة فى شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، حيث تسبب مقاول فى ردم خط صرف صحى، ما أدى لانسداد الخط وحدوث أزمة كبيرة ودفعنا بـ25 شفاطاً وبدالة، وتمت الاستعانة بغطاسين لتطهير المجرى من كسر أسفلت وحجارة ورمل، وأمر وقتها اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، بإجراء محضر تنسيقى مع الجهات التى تعمل بالشوارع الرئيسية والمحاور لتعريفهم بأماكن خطوط الصرف والمياه والكهرباء تفادياً لحدوث أى مشكلات.

 

هناك عصابات متخصصة فى سرقة أغطية البالوعات لغلاء سعرها وسهولة بيعها.. والمعدل اليومى وصل إلى 20 حالة

كيف تواجهون ظاهرة سرقات أغطية بالوعات الصرف؟

- هناك عصابات متخصصة فى سرقة الأغطية، لأن سعرها غال، وسهلة البيع، وتاجر الخردة يشترى أى شىء، ، ولا بد من رقابة على تلك التجارة الخطيرة، وتغليظ العقوبة على السارق، وكان متوسط السرقات منذ فترة قصيرة من 25 إلى 30 غطاء يومياً، وحالياً قل ووصل من 15 إلى 20 حالة.

ماذا عن إيرادات شركة الصرف بالقاهرة؟

- الإيرادات تصل إلى مليار و400 مليون جنيه من المياه وبيع الحمقة أو ناتج المخلفات الصلبة، علاوة على تحصيل رسوم من وصلات الصرف أو الإشراف على مشروعات لحساب الغير، لكن علينا مديونيات قديمة يتم سدادها حالياً.

كيف تتعاملون مع المهن والمهام الصعبة التى يقوم بها العاملون بالشركة؟

- لدينا مهن صعبة جداً، ومنها الغطس بالطبع، فلدينا 9 غطاسين على مستوى القاهرة، وعددهم غير كاف، لأن هناك اشتراطات صحية وجسمانية لاختيار الشخص اللائق والمؤهل نفسياً لتلك المهمة، ويتم إخضاعه لتدريب متقدم والحصول على شهادة دولية من شركة متخصصة، وتحضير تجهيزات مكثفة للغطاس، فمثلاً البذلة التى يرتديها يصل سعرها إلى 80 ألف جنيه، لتوفير وسائل الحماية والأمان له.

هل العمر الافتراضى للشبكات السبب الرئيسى فى تغيير الخطوط؟

- لدينا شبكات قديمة، لكن العمر الافتراضى ليس السبب فى تغييرها، فالعمر الافتراضى للخط 50 عاماً، وتغييره يتم بسبب كثرة الشكاوى على الخط أو بسبب الطفح أو الكسر أو صغر القطر، وهناك طلمبات لها عمر افتراضى يُقدر بـ15 عاماً فقط، ولدينا طلمبات تعمل من 30 عاماً بكفاءة بفضل الصيانة الجيدة.

ماذا عن سلوكيات المواطنين تجاه شبكات الصرف الصحى؟

- السلوكيات الخاطئة مشكلة تواجهنا، للأسف هناك بعض المواطنين يتعاملون مع مواسير الصرف كأنها مقلب قمامة ويتخلصون من القمامة فيها، وبسبب تلك السلوكيات يتعرض الخط لانسداد يؤدى إلى طفوحات، واستهلاك وقت وجهد كبير فى معالجة تلك الأخطاء، وأغلب الانسدادات نجدها بسبب حجارة وألواح خشبية وأسياخ حديد وحيوانات نافقة، ومخلفات مستشفيات، وأحياناً والعياذ بالله نجد أطفالاً حديثى الولادة.

 

9 غطاسين فقط على مستوى القاهرة غير كافين.. واشتراطات قبولهم صعبة.. وسعر البدلة يصل إلى80 ألف جنيه لتوفير الأمان.. وضبطنا مصنعاً يصرف أحماضاً تؤدى إلى تآكل الطلمبات

ما ضوابط الرقابة على الصرف الصناعى؟ وكيف تواجهون المصانع المخالفة؟

- أى نشاط غير سكنى يعتبر صرفاً صناعياً من المحلات، مثل مطاعم الكشرى والمصانع وخلافه، ومؤخراً مثلاً حدث طفح أمام المشهد الحسينى فى خط 9 بوصة، بسبب وجود مطاعم تلقى الدهون فى الصرف، وللأسف أحياناً نجد مخلفات مثل لوح خشب أو سيخ حديد يصل إلى المحطات ويتسبب فى كسر الطلمبات، وفى إحدى المرات ضبطنا مصنعاً يصرف أحماضاً تتسبب فى تآكل طلمبات المحطات.

 

وعن الضوابط، فنحن نأخد من المصانع عينة دورية ونحللها فى معامل الشركة، وفى حال وجود مخالفة نمهل المصنع مهلة لتوفيق أوضاعه وبعدها نطالب المحافظة بغلق المصنع ونطلب مبلغاً مالياً كأعباء معالجة زيادة لتحسين أوضاعه، وقد حررنا إنذارات كثيرة منذ فترة، وأقمنا نحو 13 ألف قضية ضد مصانع مخالفة وأشخاص، وفى إحدى المرات حصَّلنا مليون جنيه من مصنع، قيمة مخالفات، وفى مرة أخرى تم إلزام أحد المصانع بتغيير خط الصرف على نفقته.

ما حجم المساحة السكانية التى تغطيها الشركة؟ وما تأثير العشوائيات على كفاءة شبكة الصرف؟

- الشركة تغطى 96% من القاهرة وهى نسبة كبيرة جداً، والنسبة المتبقية لأماكن عشوائية غير مخططة موجودة فى أماكن مثل المرج والتبين وحلوان، أما أثر العشوائيات على شبكة الصرف الصحى فهو سلبى بالطبع، فتكلفة إنشاء الصرف الصحى فى تلك المناطق ضعف تكلفة إقامته بالمناطق المخططة لنفس عدد السكان، لأن شوارعها ضيقة وبها تعديات على خطوط السكك الحديد والمحاور الرئيسية، علاوة على ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وكلما يضيق الشارع تكون تكلفة تنفيذ الصرف أعلى، وعلى سبيل المثال فى مدينة نصر تم إنفاق 100 مليون جنيه خلال الـ15 عاماً الماضية على مشروعات الصرف، بينما فى نفس المدة الزمنية صرفنا نحو مليار جنيه على مشروعات صرف بمنشأة ناصر، وما زالت المنطقة تعانى من مشكلات فى الصرف صحى.

ما حجم شبكة الصرف الصحى فى القاهرة؟

- طول شبكة الصرف بالقاهرة 7 آلاف كيلو، ورأسمال الشركة 7 مليارات ونصف، هى قيمة الأصول، وبدأنا عام 1914 أول مشروع صرف وتم التوسع فيه أعوام 29 و36 و55 و65 كلها مراحل توسعات ومشروعات كبيرة، وفى عام 1965 أطلق الرئيس جمال عبدالناصر مشروع 100 يوم لحل مشكلات الصرف والطفح بالقاهرة، وتم تشكيل لجنة وإنقاذ القاهرة من طفوح الصرف، وفى نهاية السبعينات تم إطلاق مشروع عملاق اسمه المشروع العام للقاهرة، وشهد دخول ومساهمة دول بمنح وقروض، وتم تقسيم القاهرة 3 مناطق، هى الضفة الشرقية بتمويل من إنجلترا وأمريكا وإيطاليا، والجنوب وحلوان بتمويل أوروبى، والضفة الغربية ناحية الجيزة مولته أمريكا، ودخلت المشروعات حيز الخدمة عام 1992، وبعدها أجرت الحكومة توسعات وآخرها افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى توسعات فى محطة الجبل الأصفر، فهى أكبر محطة حالياً فى الشرق الأوسط، وبدأت عام 1998 فى استيعاب مليون و200 ألف متر مكعب يومياً، وتوسعت لنصف مليون عام 2005 وبعدها بـ3 سنوات توسعت إلى 300 ألف متر مكعب، وفى عام 2018 شهدت المحطة توسع نصف مليون متر مكعب، إذن قدرة المحطة حالياً 2 مليون ونصف متر مكعب، وهى أكبر محطة فى الشرق الأوسط.

كم كمية المياه التى تستهلك فى الصرف الصحى؟

- 4 ملايين و600 ألف متر مكعب يومياً، ونُعالج منها نحو 4 ملايين، فهناك نسبة مياه ما زالت غير مُعالجة، وبالتالى نسعى لإجراء توسعات فى محطة حلوان، أما المخلفات الصلبة فلدينا نظام حديث لمعالجتها من خلال أحواض تجفيف شمسية، ولدينا مجموعة ضخمة فى الجبل الأصفر عبارة عن 96 حوضاً، كل واحد مساحته 2 فدان، ويتم جمع المخلفات من شرق النيل البلاكس والبركة فى تلك الأحواض، لمدة تتراوح من شهرين إلى 3، ويتم تجفيفها بنسبة 70%، وبعدها يتم تشوينها 6 شهور، ثم بيعها بسعر كبير كسماد من خلال مزايدات، ويوجد نوع متقدم من السماد يتم طرحه بأسعار مرتفعة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.