وضع الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، خطة واضحة وطموحة، عمل على تتنفيذها منذ تقلده منصب رئيس الجامعة، تتضمن محاور عدة تتعلق بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتحسين الموارد الذاتية، بما يتماشى مع خطة مصر 2030في أول حوار له بعد تقلده منصب رئيس جامعة حلوان، كشف قنديل، لـ«الوطن»، عن العديد من الملفات التي سيعمل عليها خلال الفترة المقبلة لتحسين موارد الجامعة الذاتية واستحداث برامج بينية تواكب احتياجات سوق العمل، بما يقتضي إعادة النظر لأصول الجامعة لاستغلاها بالطريقة الأمثل، فضلاً عن العمل على ملف الوافدين الذي يعتبر القوى الناعمة لمصر، وتطوير الأنشطة الطلابية ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
بداية.. حدثنا عن خطتكم لتطوير الجامعة خلال المرحلة المقبلة؟
أي تخطيط استراتيجي لا بد أن يضع في اعتباره خطة مصر 2030 ودور التعليم فيها، وهو ما عملت عليه بداية من ترشحي لمنصب رئيس الجامعة، ووضعت خطة التطوير وفق هذه الرؤية.
وما هي ملامح هذه الخطة؟
التطوير يعتمد على تحقيق جودة التعليم سواء لطلاب البكالوريوس أو الدراسات العليا والبحث العلمي، ما يسهم في تحسين تصنيف الجامعة الدولي، ويلزم ذلك تدريب الكوادر البشرية وتزويد الموارد، وإصدار القرارات واللوائح، «لأنه زي ما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا نملك رفاهية الوقت».
وكيف ترى التحديات التي تواجه الجامعة؟
التحديات كبيرة ومقتنعون بها، لكن وضعنا في الحسبان كل الإمكانات المتاحة لمواجهتها، إيمانا بقدرتنا على إنجاز الأعمال بروح التعاون.
وما هي الأهداف الأساسية للزيارات الميدانية لمنشآت الجامعة؟
الهدف الأساسي من زياراتي الميدانية لكل مرافق الجامعة، هو إعادة بناء الثقة مع الناس، أسمع لهم وأناقشهم في مشكلاتهم ونحلها على الفور، كما نعمل على حل مشكلات الطلاب بقرارات سريعة.
وماذا عن آخر المستجدات العمل في الجامعة الأهلية؟
بدأنا العمل في خمس برامج في ثلاث كليات بالجامعة الأهلية، وفي الفصل الدراسي الثاني سيتم افتتاح كليتين، هما العلاج الطبيعي وكلية طب الأسنان، وهي أمور من السهل إنجازها لأنها تعتمد على الساعات المعتمدة.
فالبرامج المتاحة حاليا في الجامعة الأهلية، هي برنامجي هندسة الأنظمة الذكية، والعمارة والتصميم البيئي بكلية الهندسة، وبرنامجي التصميم الداخلي البيئي والرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية بكلية الفنون والفنون التطبيقية، وتشمل كلية الإنسانيات والتجارة وإدارة الأعمال برنامج معلوماتية الأعمال والتحول الرقمي، ونراعي أن تكون الكليات الجديدة لها احتياج مجتمعي وضرورية وغير مكررة.
وماذا عن ملف التحول الرقمي؟
التحول الرقمي من الأمور الأساسية في خطة التطوير، ومن السهل تحقيقه في جامعة أنشئت حديثا، وفقا لمعايير إنشاء جامعات الجيل الرابع أو المعروفة بالجامعات الذكية، فالإنشاء يراعي ذلك، لكن المشكلة تكمن في جامعات الجيل الثالث لأنها منشأة بالفعل وتطبيق التحول الرقمي بها يشوبه الصعوبات، فلدينا في جامعة حلوان 13 كلية خارج الحرم الجامعي في أماكن تراثية وقديمة، ولكن التحول الرقمي ليس مستحيلاً ونخطط له بجدية، على أن ننتهي كل عام من مرحلة ضمن عملية التطوير في الجامعة.
كيف تعمل الجامعة على تعزيز مواردها؟
تحقيق الجودة يتطلب موارد وهي عملية مركبة من أجزاء كثيرة، أولها دخول الطلاب للجامعة بالكارنيه وهو يعني تحصيل المصروفات الدراسية، وهي قدر ضئيل مع دعم الدولة لتحقيق المتطلبات الأساسية من تعليم وتأمين صحي للطالب، مع الأخذ في الاعتبار الفئات المندرجة ضمن برنامج تكافل، فخلال شهرين لا بد من دخول الجامعة بالكارنيه سواء للطلاب أو العاملين.
وهناك بند موارد الجامعة، ويعني إعادة هيكلة أصولها لأنها تضم أماكن كثيرة غير مستغلة بالشكل الأمثل.
وما هو موقف المساحات الخالية بالجامعة؟
المساحات الخالية سيتم استغلالها بالطريقة الأمثل، على سبيل المثال يمكننا افتتاح برامج جديدة بها، لتحقيق التعليم المميز.
حدثنا عن رؤية الجامعة للتوسع في البرامج الجديدة؟
جامعة حلوان عريقة ولديها كل التخصصات، فنحن نستند على تاريخنا وتفردنا وننطلق بالتطوير مقارنة بمتطلبات السوق المحلية والإقليمية، بخاصة القطاعات التي يحتاجها سوق العمل، ونطور اللوائح ونستحدث برامج جديدة وسنراعي في كل ذلك معايير الاعتماد الدولي.
وماذا عن مراكز الاستشارات؟
مراكز الاستشارات عنصر مهم في الموارد الخاصة بالجامعة، لأننا مؤسسة أكاديمية ونتعامل مع البيئة المحيطة لنا، ونقدم لها حلول واقعية من خلال هذه المراكز.
وما هي رؤيتكم لملف الطلاب الوافدين؟
جزء من الموارد لتأكيد الريادة في المنطقة هو استجلاب وافدين، وسيتم تفعيل مركز التسويق بالجامعة بشكل معاصر وإمكانيات تخاطب المجتمع المستفيد بشتى الوسائل، لأن الوافد ليس مورد فقط بل قوة ناعمة في مصر، وتأكيد على دورنا وريادتنا في المنطقة، فهي تؤكد صورة مهمة لواقع نعيشه في مجتمع يعد الأكثر أمناً في المنطقة.
وكيف تحافظ الجامعة على طلابها من الهجرة؟
استحداث برامج بينية سيتيح لطلابنا فرصة تعليم متميز يغنيهم عن الهجرة.
وماذا عن موقف الورش بالجامعة؟
نحن مؤسسة أكاديمية تعتمد على التدريب والإنتاج، نعلّم وندّرب في الورش ولدينا إداريون كفء، وسيتم عمل شركات مساهمة لسد الاحتياجات الضرورية للجامعة من صيانة وتصدير منتج تعليمي رقمي ولدينا ورش متعددة، فعلى سبيل المثال كلية السياحة والفنادق وكلية الاقتصاد المنزلي بها قسم تغذية، «مينفعش يكون عندنا مطاعم وفنادق مقفولة»، ونعمل ضمن خطة التعليم التبادلي تأهيل الطلاب على العمل في مجال السياحة أثناء دراسته.
وما هي الأهداف الأساسية لتحسين كل هذه الموارد؟
هدفنا الوصول إلى الاستقلالية في تنمية موارد الجامعة الذاتية، ورفع العبء عن الدولة وزيادة رواتب أعضاء هيئات التدريس والعاملين والإداريين، وتقديم خدمة متميزة والتوسع في التطوير.
حدثنا عن رؤيتكم للقطاع الطبي والمستشفى الجامعي؟
المجمع الطبي أصبح ضرورة مُلحة في الوقت الحالي لمنطقة جنوب القاهرة، فمستشفى بدر يحتوي على 200 سرير وينقصه العديد من الوحدات المتخصصة، لذلك لا يصلح لأن يكون مستشفى تعليمي، بخاصة وأن المسافة بينه وبين الجامعة 90 كيلو متر، فيصعب على الطلاب التدريب فيه، ومخطط له أن يكون مستشفى طوارىء أو مستشفى اليوم الواحد، بحسب احتياج المنطقة.
وعقدنا لقاء مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لتفعيل مستشفى مايو مرة أخرى ودراسة السلبيات وتفاديها أثناء التفعيل، والمجمع الطبي سيكون بداخل الحرم الجامعي.
وماذا عن مستشفى الطلبة؟
مستشفى الطلبة، تم الاتفاق مع وزير الصحة لتجهيزه بالتنسيق مع جهات مختلفة.
وما هو موقف الأنشطة الطلابية من خطة التطوير؟
الأنشطة الطلابية أصبحت مهمة وزودنا الدعم لها بشكل كامل لـ3% من إجمالي المصروفات الإجمالية لكل الطلاب، لأنها مهمة في بناء الشخصية ومسألة «مفيهاش نقاش»، وتم إبرام اتفاق مبدئي مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لتوفير عجلة لكل طالب بكلية التربية الرياضية (بنين وبنات)، لأنها ضرورية كأحد أدوات التعليم.
مبادرة عجلة لكل طالب تعمل على إزاحة الأفكار السلبية التي تعاني منها الناس، وقريباً سيدخل المشروع حيذ التنفيذ.
وكيف تستفيد الجامعة من مجمع الفنون كمورد ذاتي؟
مجمع الفنون يمثل دار منارة أو أوبرا في جنوب القاهرة، وهو من المقومات الأساسية، ولدينا خطة للاستفادة منه بشكل جيد، لأنه مجمع متكامل به متحف وقاعات عرض يمكن عقد جلسات ومؤتمرات بها بجانب المسرح، وأصدرت قراراً بأن تقام كل الفعاليات بداخله بما يشمل مناقشة الرسائل العلمية من الماجستير والدكتوراه.
وكيف تتعامل الجامعة مع مشكلات الكليات؟
سيتم تفعيل زيارات ميدانية على أرض الواقع لكل الكليات، للوقوف على مشكلاتها وحلها بشكل سريع بعيداً عن المخاطبات التي تستغرق أوقاتا طويلة، وطلبت من عمداء الكليات جلب الخريجين المتميزين للتعاون معهم.
إلى أي مدى تستفيد الجامعة من مطبعة كلية الفنون التطبيقية؟
سيتم تطوير وتحديث المطبعة بشكل كامل، لإنتاج كل مطبوعات الجامعة بما يشمل الرسائل العلمية من الماجستير والدكتوراه، فالهدف الأساسي أن تعمل الجامعة وتحقق الاكتفاء الذاتي من خلال الورش والمطبوعات، لذلك وجهت كل الكليات أن تكون الجداول الدراسية من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة أو العاشرة مساء، وبعد انتهاء الجدول الدراسي يتم فتح معامل الكليات والورش للباحثين وطلاب الدراسات العليا، «الجامعة هتكون شغالة طول اليوم».
حدثنا عن رؤيتكم لملف ذوي الاحتياجات الخاصة؟
ذوي الاحتياجات الخاصة لهم أولوية في جامعة حلوان، والكليات مجهزة لهم ومزودة بالمصاعد الكهربائية، بالإضافة إلى تخصيص منح مجانية لهم في كلية الفنون الجميلة بقسم الدراسات الخاصة كل عام، وقررت إعفاءهم من الرسوم الخاصة بتقديم الخدمة، وليس المقابل الخاص للخدمة، لأنه هناك أمور متعلقة ببنود وقوانين.
هل تؤثر برامج الجامعة الأهلية على البرامج الحكومية؟
طالب الجامعة الأهلية له مسار مختلف حتى في إجراءات القبول، والبرامج الحكومية لها مسار مختلف، لأن البرامج الخاصة في الجامعة الحكومية تقبل الطلاب الذين تقدموا إليها عن طريق نظام التنسيق، أما الجامعة الأهلية لها طريقة أخرى في قبول الدارسين.
وماذا عن دور الجامعة في مواجهة التغيرات المناخية؟
نعمل بقوة في ملف التشجير بالتنسيق مع الشركات المحيطة، وفق اتفاقيات محددة لدعم التشجير في مواجهة التلوث البيئي.