سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحشد الدول الغربية بأسرها في مواجهة التقدم الروسي في أوكرانيا خلال الحرب بين الطرفين والتي دخلت عامها الثالث منذ يومين.
وأشار كاتب المقال باتريك وينتور إلى دعوة الرئيس الفرنسي خلال اجتماع ضم 20 من قادة الدول الغربية في باريس أمس الاثنين لإرسال قوات برية لأوكرانيا بدلا من انتظار الدعم الأمريكي الذي تقدمه لأوكرانيا لتعزير قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.
وقال الكاتب إن الاجتماع شهد حضور المستشار الألماني أولاف شولتز، ووزير خارجية بريطانيا دافيد كاميرون والرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس وزراء هولندا مارك روتي بالإضافة إلى العديد من المسئولين من دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا.
وأضاف أن دعوة الرئيس الفرنسي تأتي في وقت تحقق فيه القوات الروسية تقدما ملموسا في ساحة القتال في أوكرانيا، لافتا إلى تصريحات ماكرون التي أكد فيها أنه لا يوجد توافق بين الدول الغربية حول هذا المقترح إلا أنه لا يجب استبعاد أي احتمال من أجل دعم أوكرانيا.
صواريخ بعيدة المدى
وأشار المقال إلى تأكيد ماكرون على أن الأسلوب الذي كانت تتبعه الدول الغربية في الفترة الماضية من خلال تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى أو طائرات لم يعد مجديا في الوقت الحالي في ظل ما تحققه القوات الروسية من مكاسب على أرض المعركة.
كما أكد ماكرون في الوقت نفسه أنه يجب بذل جميع المساعي من أجل الحيلولة دون تحقيق روسيا لأي مكاسب خلال حربها في أوكرانيا.
ولفت المقال إلى أن هذه هى المرة الأولي التي تناقش فيها الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا بشكل معلن فكرة إرسال قوات برية لأوكرانيا لتعويض الخسائر التي تكبدتها القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى تحذير ماكرون، خلال الاجتماع، من أن الموقف الروسي في ساحة القتال يشهد تحسنا ملحوظا وأن روسيا تسعى لبسط نفوذها على المزيد من الأراضي في أوكرانيا وهو ما "يمثل خطرا يهدد العديد من الدول وليس أوكرانيا فقط".
ونوه المقال إلى الموقف الفرنسي في هذا الصدد حيث يشير إلى القلق الذي ينتاب المسئولين الفرنسيين بشأن الفشل في تكوين جبهة موحدة من الدول الغربية في مواجهة روسيا خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من تجاوز العقوبات الغربية على بلاده من خلال تعزيز قدرات الاقتصاد الروسي لضمان استمرار تمويل الحرب في أوكرانيا.
وتابع المقال أنه على الرغم من ذلك فقد توصل الاجتماع إلى اتفاق حول عدة نقاط أهمها تعزيز الدول الغربية لإنتاجها من السلاح والذخيرة لتعويض النقص الذي تعاني منه أوكرانيا في العتاد العسكري وضمان حماية الدول التي تتعرض لتهديد مباشر من روسيا مثل مولدوفا.
وسلط المقال الضوء في هذا السياق على تصريحات ماكرون التي أعلن فيها تشكيل تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
وأشار المقال، في الختام، إلى تأكيد الرئيس الفرنسي على أهمية هزيمة روسيا في حرب أوكرانيا وضرورة بدء الدول الأوروبية في اتخاذ الخطوات العملية من تعزيز قدراتها الدفاعية لحماية أراضيها دون اللجوء إلى الولايات المتحدة.