السكتات الدماغية هي السبب الثاني الأكثر شيوعا للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفى تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، كشفت عن تفاصيل هذا المرض، وكيفية معرفته، والإجراءات الضرورية للإفلات من براثين الموت المفاجئ مع تلك الحالة الطارئة الصعبة، وكانت النقطة الأهم التى شدد عليها التقرير ضرورة اغتنام الوقت، فعندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية، كل دقيقة لها أهميتها.
وهنا نرصد تفاصيل هذا المرض، ونلخص لك معلومات شاملة عنه، ومن الضرورى أن تحتفظ بتلك المعلومات لوقت الحاجة لك، أو لمن حولك لا قدر الله...
ما هو السكتة الدماغية، أو الجلطات الدماغية
السكتة الدماغية، أو الجلطات الدماغية عبارة عن خلل مفاجئ في التروية الدموية للدماغ، بواحد أو أكثر من الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، وتسبب خللًا أو نقص في حصول الدماغ على الأكسجين مما يسبب تلف أو تعطيل لخلايا الدماغ، وكلما عادت التروية الدموية للدماغ إلى وضعها الطبيعي بشكل أسرع بعد حدوث السكتة تكون النتائج وفرص الشفاء أكبر، وعندما تحدث السكتة الدماغية، لا تكفي إمدادات الدم لتوفير الكمية الكافية من الأكسجين و الجلوكوز إلى خلايا الدماغ مما يتسبب بموت بعض خلايا الدماغ.
وتقسم السكتة الدماغية إلى 3 أنواع، الأول هو «سكتة نزفية»، أي عندما يتمزق أحد الشرايين، أو تسرب الدم من الأوعية الدموية، ويؤدي إلى نزيف، والنوع الثانى هو «سكتة دماغية ذات نقص التروية أو إقفارية»، أي عندما تتضيق الشرايين أو تتصلب بسبب ترسب مواد في الشرايين، ووجود خثرات تسد الأوعية الدموية وتمنع من تدفق الدم مما يؤدي إلى نقص التروية، والنوع الثالث هو «نوبة نقص تروية عابرة».
علامات و أعراض السكتة الدماغية
- مشاكل في التركيز وفي الكلام، وقد لا يلاحظ المريض هذه الأعراض.
- ضعف في أحد جوانب الجسم.
- عدم القدرة على الكلام.
- صداع مفاجئ وشديد جدًا، ويكون أكثر شدة إذا كانت السكتة نزفية.
- فقدان مفاجئ للنظر، أو عدم وضوح الرؤية.
- الدوخة وفقدان الوعي.
- الارتباك.
- صعوبة فهم ما يقوله الآخرون.
- مشاكل في التوازن والتنسيق.
- صعوبة البلع.
"الوقت هو العقل" - كل دقيقة لها أهميتها
ويقول روثر وهو طبيب ألمانى: "ربما لدينا أفضل رعاية لمرضى السكتة الدماغية في العالم، ولكن أفضل وحدات السكتة الدماغية تكون قليلة الفائدة إذا تم إدخال المرضى إلى المستشفى بعد فوات الأوان، فعندما تصاب بسكتة دماغية، فإن كل دقيقة لها أهميتها، فـ«الوقت هو الدماغ» هو شعار الخبراء، لأن ملايين الخلايا العصبية يمكن أن تموت في فترة قصيرة من الزمن، كلما تم علاج المريض المصاب بالسكتة الدماغية بشكل أسرع، كلما زاد احتمال عدم حدوث إعاقة دائمة.
وفجأة لا يصل المزيد من الدم إلى الدماغ
وعادة ما تحدث السكتة الدماغية بسبب انسداد الأوعية الدموية في الدماغ. تتراكم الدهون وبقايا دخان السجائر ومركبات الكالسيوم وغيرها من النفايات على شكل جلطات في مجرى الدم، وفي نموذج بلاستيكي يعرضه كبير الأطباء روثر، يبدو الشريان مثل المصرف الموجود أسفل حوض المطبخ عندما يتعين عليك استدعاء السباك ذي الحلزون، فإذا ضاقت الأوعية الدموية، يزيد القلب الضغط حتى يتمكن من إيصال كمية كافية من الدم إلى الدماغ. مثل السيل عندما يذوب الثلج، يحمل مجرى الدم جميع أنواع الحطام الإضافي، بما في ذلك الصفائح الدموية، التي تعلق في المنطقة الضيقة، وتتجمع معًا وتغلق الوعاء تمامًا في النهاية مثل سدادة.
فالإنسان فجأة لا يصل الدم إلى أجزاء من الدماغ على الإطلاق، فلم يعد هناك شيء يعمل بشكل صحيح، وأصبح نصف الوجه مشلولًا، ولم تعد الذراعين والساقين تطيع، وفشل الكلام وكذلك الرؤية - اعتمادًا على مكان انسداد نظام الأوعية الدموية، وبعض مرضى السكتة الدماغية يفقدون وعيهم.
يجب أن يتم العلاج في أسرع وقت ممكن
والدواء المفضل لرعاية الطوارئ هو الإنزيمات التي تذيب جلطات الدم، وتسمى هذه العملية تحلل، ويقوم الأطباء بإنشاء إمكانية الوصول، ويتم حقن الدواء - وإذا كنت محظوظًا وحدث ذلك بسرعة كافية، فسيكون كل شيء على ما يرام، وإذا بدأ العلاج في أول 90 دقيقة بعد ظهور الأعراض، فإن واحداً من كل أربعة إلى خمسة مرضى سوف ينجو من المرض دون ظهور أعراض لاحقة. إذا بدأ بعد ثلاث إلى أربع ساعات ونصف فقط، فهذا ينجح فقط لحوالي واحد من كل 14 مريضًا.
والتدخلات المكثفة غالبا ما تكون ضرورية، فهناك العديد من الأدوات المصغرة التي يمكن إدخالها عبر الأوردة إلى الدماغ، على سبيل المثال القسطرة ذات المجسات الصغيرة التي يتم دفعها من الفخذ عبر الشرايين إلى الدماغ وإزالة جلطة الدم قبل أن يقوم البالون بتوسيع الوعاء الضيق، وللقيام بذلك، يتم دفع البالون إلى عنق الزجاجة وتضخيمه، بعد ذلك، غالبًا ما يتم تركيب دعامة، وهي عبارة عن شبكة سلكية دقيقة، عادة ما تكون مصنوعة من سبائك التيتانيوم والنيكل، والتي يتم فردها في المنطقة الضيقة من أجل إبقائها مفتوحة في المستقبل.
وحتى بعد العلاج، يظل الخطر مرتفعا، ويظهر ذلك من خلال دراسة طويلة الأمد أجرتها جامعات إرلانغن وفورتسبورغ، إذ توفي ما يقرب من نصف المرضى البالغ عددهم 3346 مريضًا في غضون خمس سنوات بعد السكتة الدماغية، وأصيب واحد من كل خمسة أشخاص بسكتة دماغية ثانية خلال هذه الفترة، وتحدث سكتة دماغية جديدة في ألمانيا كل دقيقتين، فالسكتات الدماغية هي السبب الثاني الأكثر شيوعا للوفاة في العالم والسبب الرئيسي للإعاقة الدائمة، ويبلغ معدل الإصابة أعلى مستوياته في الصين وروسيا (أكثر من 340 لكل 100 ألف نسمة سنويًا)، والأدنى في أستراليا وأمريكا الوسطى (أقل من 135 لكل 100 ألف نسمة)، وفي ألمانيا يبلغ 137 لكل 100 ألف نسمة.