” لم يكن البابا شنودة هو بطريرك الأقباط فقط، بل هو ذلك الحبر الجليل الذي أحبه الجميع مسلمون ومسيحيون فلقد كان وطنيًا حتى النخاع ولا عجب، فهو المتخصص في التاريخ ودراسة الماضي، وهو الضابط المجند في الجيش المصري، وهو الصحفي المتمكن وعضو نقابة الصحفيين، كما أنه قد ضرب في السياسة بسهم آخر عندما انضم إلى حزب الكتلة وناصر مكرم عبيد باشا الذي خرج عن الوفد بعد الانشقاق التاريخي الذي حدث بين النحاس وعبيد.. إنه ذلك الإنسان الرحب الذي يسع قلبه الجميع ويحتوي الكل بلا تفرقة أو استثناء كما أنه ابن مصر الوطني البار بأرضها الطيبة التي خرج منها، وهو المتحدث الرائع والمحاور المتميز، مع الاحتفاظ دائمًا بعلاقات طيبة مع الآخرين، حتى وصفه البعض بأنه كان “عبقري المودة”، ولم يكن غريبًا أن يلقبه أبناء الشرق الأوسط بعبارة “بابا العرب”، لأنه كان نصيرًا للشعب الفلسطيني المقهور، وداعية للسلام على أرض السلام، منذ أن ولد في صعيد مصر عندما أرضعته جارة مسلمة، حيث فقد أمه في فترة مبكرة من حياته الحافلة وصعد إلى مدارج المجد في ثقة روحية وإيمان كنسيٍ رائع.”

بهذه الكلمات المعبرة والمؤثرة قدم الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية كتاب “البابا شنوده والمجتمع الأكاديمي” الذي صدر مؤخرًا عن مركز معلم الأجيال بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون ،فى حوالى 290 صفحة مدعوما ببعض الصور والرسوم ، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل قداسة البابا شنوده الثالث ، إعداد كل من :الدكتور رامي عطا صديق أستاذ مساعد الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، والباحث ملاك بشرى حنا بمركز معلم الأجيال .

نظرة عامة

——————————————

يتكون الكتاب من بابين وخاتمة وملاحق.. يحمل الباب الأول عنوان “البعد العلمي والأكاديمي للبابا شنوده الثالث”، وياتى فى فصلين: “البابا شنوده وكبرى الجامعات والهيئات العلمية”، يضم ثلاثة محاور: (دعوة الجامعات العالمية الكبرى لقداسته، مشاركة قداسة البابا في المؤسسات والهيئات العلمية المختلفة سواء بأوراق بحثية في مؤتمرات، أو كمحاضر في بعض الفعاليات التي تنظمها تلك المؤسسات، أما المحور الثالث فيعرض لبعض محاضرات قداسته في تلك الجامعات والمؤسسات العلمية المختلفة.)

والفصل الثاني عنوانه “ملامح العمل الأكاديمي للبابا شنوده في مراحل حياته: دراسة تحليلية”. في هذا الفصل نتتبع ملامح العمل الأكاديمي في مراحل حياة قداسة البابا شنوده الثالث، مع تقديم دراسة تحليلية لبعض الأعمال الفكرية لقداسته، حتى يكون القارئ على إلمام بها، ويرى البعد العلمي الأكاديمي لقداسته.

ويأتي الباب الثاني تحت عنوان “البابا شنوده الثالث موضوعًا لبحوث وكتب”، وهو يتكون من فصلين: “البابا شنوده الثالث “موضوعًا” لبحوث ودراسات”، ويعرض فيه بعض الدراسات والبحوث التي تناولت البابا شنودةومسيرته، وهي بحوث ودراسات تنوعت بين رسائل دكتوراة ورسائل ماجستير وبحوث أخرى في دوريات علمية مُحكّمة ومؤتمرات علمية.

والفصل الثاني عنوانه “البابا شنوده الثالث “موضوعًا” لكتب ومؤلفات”، حيث يناقش هذا الفصل الكتب والمؤلفات التي صدرت عن قداسة البابا شنوده، سواء في حياته أو بعد رحيله، بلغات متعددة

ثم تأتي خاتمة الكتاب التي تعرض أبرز ما توص إليه الباحثان من نتائج، وبعد الخاتمة تأتي الملاحق التي تضم مجموعتين.. المجموعة الأولى من الملاحق وفيها: ببليوغرافيا مقالات نظير جيد بمجلة (الحق)، ببليوغرافيا مقالات نظير جيد بمجلة (مدارس الأحد) 1948-1954م، برنامج الاجتماعات الدورية لمدارس الأحد 1953م، مقالات الراهب أنطونيوس السرياني في مجلة (مدارس الأحد)، بيان بكتب الآباء التي تم ترجمتها في أسقفية الأنبا شنوده، مقدمة منهج المرحلة الابتدائية بقلم الأنبا شنوده أسقف التعليم، تصنيف كتابات قداسة البابا شنوده الثالث تبعًا لتاريخ صدورها، تصنيف كتابات قداسة البابا شنوده الثالث تبعًا للموضوع، بيان بأشعار قداسة البابا شنوده الثالث.

وتأتي المجموعة الثانية من الملاحق تحت عنوان: “الإنتاج الفكري والبحثي عن قداسة البابا شنوده الثالث” وفيها: ثبت ببعض البحوث والدراسات التي تناولت فكر وأعمال قداسة البابا شنوده الثالث، ببليوغرافيا ببعض الكتب التي صدرت عن حياة ومسيرة وأعمال قداسة البابا شنوده الثالث، ببليوغرافيا ببعض الكتب التي تتضمن أعمال قداسة البابا شنوده الثالث ونُشرت بعد نياحته، سلسلة كتب لم تُنشر في حياة قداسة البابا شنوده الثالث- إصدار “مركز مُعلّم الأجيال لحفظ ونشر تراث البابا شنوده الثالث” بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، سلسلة نبذات لم تُنشر في حياة قداسة البابا شنوده الثالث- إصدار “مركز مُعلّم الأجيال لحفظ ونشر تراث البابا شنوده الثالث” بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، سلسلة عظات ذهبية لمثلث الرحمات قداسة البابا شنوده- إصدار: مطرانية المحلة الكبرى وتوابعها وكلية البابا كيرلس عمود الدين والبابا شنوده الثالث.

وسنقف هنا على بعض المحاور :

إنتاج ثقافي وفكري ومعرفي

———————————

يبرز الكتاب المكانة الخاصة والمتميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي التي تمتع بها قداسة البابا شنوده الثالث، البطريرك الـ “117” من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ، الأمر الذي يرجع لأسباب كثيرة وظروف متنوعة، ربما في مقدمتها ما تقلده قداسة البابا من مواقع كنسية منذ شبابه، وكذا حضوره البارز في مختلف المحافل، الدينية والاجتماعية والثقافية والعلمية، سواء داخل الوطن أو خارجه، بالإضافة إلى ما قدمه قداسته من إنتاج ثقافي وفكري ومعرفي طوال حياته التي استمرت نحو تسعة وثمانين عامًا (1923-2012م)، تمثل في هذا الكم الكبير من العظات والمقالات والمؤلفات، وهو إنتاج غزيز وعميق في الوقت ذاته، قدمه قداسته في كثير من المجالات الكنسية: الروحية والتفسيرية والتاريخية واللاهوتية والعقدية، وغيرها.

في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي يتناول ما قدمه قداسة البابا من محاضرات وأبحاث علمية، في كبرى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية داخل مصر، وخارجها أيضًا، واحتفاء تلك الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بقداسته، والذي تمثل في تكريم وتقدير قداسته ومنحه العديد من الأوسمة والنياشين وشهادات الدكتوراه الفخرية (9 شهادات دكتوراه)، ومن جانب آخر ما قدمه عدد غير قليل من الكُتّاب والباحثين عن قداسة البابا، من بحوث ومؤلفات، تناولت مسيرته وأفكاره وأبرز رؤاه وأعماله.

البابا شنودة وكبرى الجامعات

———————————

وتحت عنوان” البابا شنوده وكبرى الجامعات” يوضح الكتاب أن قداسة البابا شنوده شخصية رائدة ومميزة وعلامة مضيئة في تاريخ كنيستنا القبطية بصورة خاصة، وفي تاريخ مصر الحديث والمعاصر عامة، وهو محل اعتبار وتقدير كقائد فكر مؤثر ليس محليا فقط، إنما أمتد ذلك لكل أرجاء المسكونة، فقداسته شخصية لها ثقلها عربيًا وعالميا، كل هذا مما دعى بأن تتسابق كبرى جامعات العالم أن تحظى بتكريم قداسته، فنجد أن أعرق وأكبر جامعات العالم تتسابق لدعوة قداسته ليحاضر فيها تكريما وعرفانًا بمكانة قداسته ودوره المؤثر. تلك الجامعات التي يحلم الكثيرون بالدراسة فيها أو زيارتها، فقد تخرج منها عظماء العالم وغالبية علمائها الكبار، وهى جامعات لها تاريخها العريق وثقلها على المستوى العلمى، ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: (جامعات أكسفورد، ليدن ، سيدني ، هارفارد، أوهايو، نورث بارك.)

كما كان لقداسة البابا شنوده الثالث مكانة خاصة في عقل ووجدان المصريين ككل، وقد أرتبط قداسته بالعديد من القضايا المصرية، وكان له دور مؤثر في بناء العقل المصرى في العصر الحديث، لذا فقد تمتع قداسته بمكانة بارزة على جميع المستويات وخاصة في المؤسسات العلمية والأوساط الفكرية والثقافية. وقد دعى قداسته مرارا من قبل كبرى جامعات مصر ليشترك مشاركة فعالة في مؤتمرات، أو فعاليات هامة أو ليحاضر كخبير في مجاله، وأيضا تكريما لدوره التنويرى، ونذكر من تلك الجامعات: (جامعة القاهرة ،الإسكندرية، عين شمس ).

جدير بالذكر أن جامعة القاهرة أقدم واعرق الجامعات المصرية، قامت بدعوة قداسته أكثر من مرة. في سنة 1998م وبمناسبة مرور 25 عام على وفاة عميد كلية الآداب وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، أقامت كلية الآداب بجامعة القاهرة حفلا لتكريمه. ورأت أن تكرم أيضا جماعة وصفتهم بأنهم من(شوامخ الخريجين) وكان في مقدمتهم قداسة البابا شنوده الثالث، ونجيب محفوظ، والدكتور محمد صبحى عبد الحكيم أول رئيس لمجلس الشورى، والدكتور سليمان حزين أول رئيس لجامعة أسيوط،والدكتور أحمد ضيف رئيس المجمع اللغوى، والدكتور محمد الجوهرى الرئيس السابق لجامعة حلوان، وأخرون.

ملامح العمل الأكاديمي

———————————————

وتحت عنوان “ملامح العمل الأكاديمي للبابا شنوده في مراحل حياته” يتتبع الكتاب مسيرة قداسة البابا شنوده الثالث، لنطلع على الجانب الأكاديمى على مدار حياة قداسته. فمنذ بدايات نظير جيد العلمية قد ظهر عليه الجانب العلمى الأكاديمى، وسجل ذلك أكاديميون كبار مثل الدكتور موريس تاوضروس حيث يقول : “من ترتيب الله العجيب أن قداسة البابا كان يدرس بالقسم المسائى، وفى نفس الفترة كنت أدرس أنا بالقسم النهاري. وبينما كان عدد الطلبة بالقسم المسائى ليس قليلا لكن اسما واحدا من بينهم كان له صدى كبير، تشوقت أن أتعرف عليه عن قرب. وكان هو الاستاذ نظير جيد، تعلقت به منذ هذه اللحظة، أحببته في مشيته الهادئة وفى كلماته المدققة…. عندما كان قداسته يدرس في الكلية الإكليريكية بالقسم المسائى، كان الأمر يختلط بى حقا كان يجلس بين طلبة الكلية يدرس، ولكن أسمع أن الأستاذ نظير جيد يلقى الكثير من المحاضرات ويستمع له الطلبة فتسائلت: هل الأستاذ نظير جيد طالب أم استاذ، فهو يُعلم أكثر بكثير مما يدرس، وصفة المعلم هي الغالبة عليه. فى كلمات دكتور موريس تواضروس يتضح لنا البعد العلمى والاكاديمى لنظير جيد، فهو طالب علم متفوق، ونظرا لتفوقه ونبوغه، كان يقوم بالتدريس وهو طالب. فمنذ بدايته وهو معلم يمتلك الحاسة العلمية، ويحيا باحثا دارسا، ليروى نهمه للمعرفة.

وعن البعد العلمي والأكاديمي للراهب أنطونيوس السرياني ( اسم الرهبنة لقداسة البابا شنودة ) يوضح الكتاب أن من أقوى الاشارات الدالة على البعد العلمى والأكاديمى لهذا الراهب، ما أورده العالم الكبير(أوتوميناردوس) استاذ الفلسفة بالجامعة الأمريكية، وأحد أكبر العلماء المهتمين بالقبطيات، في كتابه “رهبان وأديرة الصحاري المصرية” 1961، كتب يقول:” اليوم في منتصف القرن العشرين نرى دير السريان في مقدمة أديرة وادي النطرون وذلك بفضل أسقفه الأنبا ثاؤفيلس الذي يقضي وقتًا كثيرًا بين أبنائه الرهبان. ومن رهبان الدير يبرز واحدً من أفضل المتعلمين وأفضل المتعمقين في علوم اللاهوت في الكنيسة القبطية وهو الراهب أنطونيوس السرياني خريج جامعة القاهرة. فى 30 سبتمبر 1962 م تمت سيامته أسقفا للتعليم والكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية باسم الأنبا شنودة، ليصبح اول أسقف عام في العصر الحديث، وأول أسقف للتعليم. وبعد سيامته أسقفا للتعليم، أسس اجتماعات روحية للوعظ والتعليم بمنطقة دير الأنبا رويس بالعباسية (يومان أسبوعيا) تزدحم بالآلاف من كل فئات الشعب، وأخذ هذا الاجتماع ينمو حتى أصبح من أشهر الاجتماعات الدينية بمنطقة الشرق الأوسط ) .

الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية

——————————————

يشير الكتاب ايضا إلى ان بعد إقامة الأنبا شنوده أسقفا للتعليم والكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية شمل اهتمامه معهد الدراسات القبطية ومعهد ديديموس للمرتلين، حيث قام معهد الدراسات القبطية هذه الفترة بإقامة العديد من الأنشطة والمعارض، كما قام بمنح زمالة المعهد لبعض العلماء الأجانب الذين ساهموا مساهمة فعالة في الدراسات القبطية، وقد نظم المعهد العديد من المحاضرات العامة والندوات في الأمور التي تهم الأقباط.،كما شمل إهتمام أسقفية التعليم معهد ديديموس وهو معهد مهمته إعداد مرتلين الكنيسة ( من المكفوفين او المبصرين )، والدراسة بالمعهد تمتد لمدة ست سنوات، يدرس فيها الطالب الكتاب المقدس بعهديه واللاهوت العقيدى والطقسي، واللألحان والتسبحة والمزامير وتاريخ الكنيسة والحساب الأبقطى والكتابة والقراءة بطريقة برايل. كان هذا المعهد في مهمشة، وكان يعرف باسم ( مدرسة المرتلين ) وكانت حالته سيئة جداَ، فنقله الأنبا شنودة إلي منطقة الأنبا رويس إلي جوار الكلية الإكليريكية، وأطلق عليه أسم معهد ديديموس ( نسبة إلي ديديموس الضرير 313 – 398 م أحد مديري مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وكان يحفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب وله مؤلفات عديدة ) ، كما أهتم نيافته بالدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة) فقد قامت أسقفية التعليم ببعثات خارجية لطلبة الإكليريكية ومعهد الدراسات ومعهد ديديموس، وهذا يوضح مدى ايمان نيافة الأنبا شنودة بأهمية الدراسة والبحث. فعمل على رفع مستوى الأساتذة، كما عمل على رفع مستوى الطلاب والمناهج، والأبنية أيضا. وعمل على تحسين الداخلية بالإكليريكية. وبعد أن صار الأنبا شنودة بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحدث نهضة كبيرة في التعليم الإكليريكى وزادت الأفرع، فبجانب الإكليريكية في الأنبا رويس بالقاهرة أمتدت الفروع حتى وصلت إلي 17 فرعا آخر، منها 6 أفرع في بلاد المهجر و11 فرعا داخل مصر.

فكر موسوعى وثقافة كبيرة

—————————————-

وعن تصنيف كتابات قداسة البابا تبعا لمادة الكتاب يكشف الكتاب عن أن قداسته كتب في عدة أفرع من مجالات وعلوم الكنيسة، حيث تمتع قداسته بفكر موسوعى، وثقافة كبيرة جدًا، لذا نجد أن فكره شمولى، حيث برع قداسته في كل مجال كتب فيه، وقد كتب قداسته في حوالى 20 مجال من مجالات العلوم الكنسية،نلاحظ التنوع حيث كثرت المجالات التي كتب فيها قداسة البابا شنوده الثالث. فهناك ما يقرب من 20 فرع من العلوم الكنسية المختلفة كتب فيها قداسته مثل ( اللاهوت الأدبي – اللاهوت السوتيريولجى – الأسخاطولجى –الأنثروبولجى – التاريخ الكنسي – اللاهوت التشريعى – الكتاب المقدس… ألخ. وهذه ظاهرة فريدة من نوعها فقداسة البابا يحمل عقلية متقدة ومواهب ومعارف متنوعة يصعب جمعها في شخص واحد.ومن اكثر المجالات التي كتب فيها قداسته هي ( المجال الروحى 21 كتاب، والتأملات 15 كتاب )هذا بجانب أن كل أنواع الكتابات الأخرى بها صبغة روحية. فقد قام بروحنة العقيدة واللاهوت بشكل مبسط ومحبب يسهل على الجميع تقبله واستيعابه. وثانى أكبر المجالات كتب فيها هي الرعاية والخدمة (16 كتاب) غير الكتب التي تخدم هذا المجال بطريقة غير مباشرة مثل: – (طقوس ومناسبات 6 كتب) (لاهوت مقارن 13 كتاب) (اجتماعيا4 كتب).

كما إهتمام قداسته بالطفولة وبالأسرة، (انظر كتب الأسرة المسيحية السعيدة – كيف نعامل الأطفال،مجموعة كتب الوصايا العشر الأربعة) ، ونجده يراعي البعد الإنساني في كتاباته وذلك يتضح بشدة في كتب (من هو الإنسان – الإنسان الروحى) هذا بجانب الكتب الروحية التي تخاطب الإنسان كل الإنسان. وبالرغم من التنوع في العلوم التي تناولتها هذه الكتب إلا أنه يمكن تصنيف الكتاب في أكثر من علم. فمثلا ( كتاب من هو الإنسان ؟ ) كتاب في علم الأنثروبولوجي ولكن أيضا به تعليم لاهوتى ( ثيؤولوجى ) وأيضا يصنف من الكتب الروحية ويصنف من ضمن كتب التربية وعلم النفس…ألخ وقس علي ذلك الكثير من الكتب. ومن التصنيف السابق نجد أن قداسته كتب في كل أفرع علم اللاهوت (أدبى – عقائدي – روحى – تشريعى – رعوى – مقارن……. ) أذا فهو كاتب لاهوتي بارع له سمات خاصة لتعاليمه اللاهوتية.

البابا شنودة واللاهوت الدفاعي

————————————-

كما اهتم قداسته باللاهوت الدفاعى من واقع مسئوليته عن التعليم: مفندا البدع والتعاليم المخالفة السابقة، وأيضا التي ظهرت في أيامه وقام بالرد عليها ودحضها وذلك من خلال منهج علمى يرتكز على أسانيد علمية ثلاثة وهى الكتاب المقدس، وتعاليم الآباء، والمنطق. شأنه في ذلك شأن الآباء الأولين أمثال (أثناسيوس الرسولى – كيرلس الكبير – البابا ديسقورس….). وتعد هذه الكتب هي ثمار تعاليمه في أزمنة مختلفة وأماكن مختلفة، فهناك كتب لم تكن تعليما بصورة مباشرة في الكنيسة ولكن كانت في أماكن خارج الكنيسة للمسيحيين ولغير المسيحيين مثل (المسيحية واسرائيل وقضية القدس) وهذا يظهر مدى النبوغ والثقافة الواسعة والعقلية ذات التفكير النقدى التي لها رؤية. كما حوت كتاباته على نبذات صغيرة الحجم يسهل تداولها في أي مكان لقراءتها وفهمها وهى تناسب هذا العصر. وخاصة لمن لا يملكون وقتا كما أنها تحمل فكرا معاشا للمناسبات الكنسية والروحية المختلفة لدى قداسته فهو كان يصدرها في مناسبات تحمل مضمون هذه النبذة مثال (أسئلة في الميلاد – عيد الغطاس والمعمدان – عيد البشارة – عيد الصعود….. ألخ )

قداسة البابا شنودة .. تاريخ حافل

————————————————

– وُلِدَ في 3 أغسطس 1923م، باسم نظير جيد روفائيل. في قرية سَلاَّم بأسيوط.

– حصل على ليسانس الآداب – قسم التاريخ – من كلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا).

– التحق بالقوات المسلحة – مدرسة المشاة – وكان أول الخريجين من الضباط الاحتياط سنة 1947م.

– تخرَّج من الكلية الإكليريكية “القسم المسائي” سنة 1949م، وكان الأول على الخريجين – فعُيِّنِ مُدرّسًا فيها.

– عمِلَ مُدَرِسًا للغة الإنجليزية والعربية، في إحدى المدارس الأجنبية.

– أتقَنَ الشعر منذ عام 1939م، وكتب كثيرًا من القصائد الشعرية.

– في سنة 1949م: تَكَرَّسَ للخدمة في الكلية الإكليريكية وبيت مدارس الأحد في روض الفرج بشبرا، وتولى رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد.

– صار راهبًا في دير العذراء الشهير بالسريان في 18 يوليو 1954م.

– تمت سيامته بيد البابا كيرلس السادس، أول أسقف للتعليم والكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، باسم الأنبا شنوده في 30 سبتمبر 1962م.

– بدأ الاجتماعات الروحية التعليمية منذ سنة 1962م، واستمر فيها حتى نياحته سنة 2012م.

– أصدر مجلة الكرازة في يناير 1965م، واستمر في تحريرها حتى نياحته سنة 2012م (واستمرّ قداسة البابا المُعَظَّمْ تواضروس الثاني في إصدارها).

– اختارته السماء بالقرعة الهيكلية وتمَّ تجليسه البابا الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 14 نوڤمبر 1971م.

– نَمَتْ الكنيسة القبطية في عهده، داخل مصر وخارجها؛ في كل قارات العالم: أفريقيا وآسيا وأوروبا وأستراليا والأمريكتين: الشمالية والجنوبية

– حصل على تسع شهادات دكتوراه فخرية من كبرى جامعات أمريكا وأوروبا.

– امتدت الكلية الإكليريكية في عهده، وأصبح لها 16 فرعًا في مصر وخارجها.

– حصل على العديد من الجوائز مثل؛ جائزة أفضل واعظ ومعلم للدين المسيحي في العالم 1978م من مؤسسة Browning الأمريكية، وجائزة أوجوسبورج الألمانية للسلام. كما حصل على وسام الصليب الأكبر للقديس أغناطيوس من الكنيسة السريانية.

– كتب أكثر من 150 كتابًا ونبذة في كثير من المجالات الكتابية والروحية، واللاهوتية والعقائدية وفي الخدمة والرعاية والتربية.

– قامَ بسيامة بطريركين لكنيسة إريتريا و5 مطارنة و112 أسقفًا وأكثر من 2000 كاهن و1000 راهب.

– قامَ برحلات رعوية ورسمية لكثير من بلدان العالم، وصلت إلى 104 رحلة.. فمثلًا زار الولايات المتحدة (57 زيارة)، والمملكة المتحدة (31 زيارة) وغيرها.

– أحضر إلى مصر رفات القديس أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20، في 10 مايو 1973م.

– اهتم بخدمة المرأة؛ وقام بتشكيل لجنة المرأة، وسمح للمرأة بالدراسة بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، وقام بتعيينها مدرسًا بالكلية الإكليريكية، وسمح لها بعضوية المجلس الملي، وعضوية مجالس الكنائس.

– جلس قداسة البابا شنوده الثالث على الكرسي المرقسي لمدة 40 سنة، و4 أشهر، و3 أيام، وبهذا يعتبر سابع الباباوات من حيث طول مدة الجلوس على الكرسي المرقسي. عاش 88 سنة و 7 أشهر، و14 يوم.

– رقد في الرب في 17 مارس سنة 2012م، وكانت جنازة قداسته مهيبة وعظيمة، حضرها أكثر من اثنين ونصف مليون شخص.

نيحَ الله نفسه في فردوس النعيم، ونَفَعْنا بصلواته.