تضمن اليوم عرض فيلم تسجيلي جديد عن قداسة البابا شنودة الثالث و الدور الوطني للراحل قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك ال ١١٧ بعنوان “في حب مصر” والذي يحكي عن وطنية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة، ويعرض أجزاء من مواقف ولقاءات له مع رؤساء وشخصيات عامة توضح مدى وطنيته الكبيرة وحرصه على المشاركة في مناسبات عديدة، كما قدم الفيلم كلمات لن ينساها الشعب القبطي وشعب مصر بشكل عام من فم قداسة البابا شنودة والتي ترسخت في قلوبهم عن محبة الوطن والوحدة الوطنية.
وفي كلمته خلال الاحتفالية، تحدث نيافة الحبر الجليل الأنبا بولا مطران طنطا، عن لقاءات ومواقف شهدها بنفسه خلال حياة قداسة البابا شنودة والتي كانت تدل على حكمته وروحانياته وأيضا تدل على يقظة ضمير هذا الرجل الذي أحب الله من كل قلبه فأحب الكنيسة وأبناءها ووطنه وشعب مصر كله دون تفرقة، وأن قداسة البابا شنودة كان يتمتع بذكاء شديد ولديه رؤية ثاقبة في أمور كثيرة، كذلك حكمته البالغة في التعامل مع الأزمات التي مرت بها الكنيسة وكيف كان الله معه، فكانت حياته درسًا.
وقال نيافة الأنبا بولا، إننا نتمتع ببركة البابا شنودة وما تركه من إرث كامل من كتبه وعظاته فهو حقًا معلم الأجيال، ولن ننسى كلماته عن المحبة للجميع وروح الشجاعة و المشاركة في المجتمع.
أضاف، أنه بمجرد الحديث عن قداسة البابا شنودة يتهلل القلب والعقل بهذه السيرة العطرة التي يندر أن يكون مثلها تماما فهو لم ولن يتكرر، فالبابا شنودة واحد من أعظم بطاركة الكنيسة ومتميز في أغلب المجالات صانع التاريخ القبطي فصنع تاريخا عالميا للكنيسة القبطية فكم من زيارته للدول ولقاءاته بالملوك والرؤساء، وكم الدكتوراه الفخرية التي حصل عليه، وليس فقط بل حصل أكثر من مرة على “مفتاح المدينة” ففي التقاليد الغربية حينما تزور شخصية لها قيمتها أي مدينة تأخذ لقب حصولها على مفتاح المدينة في اليوم الذي زارت فيه هذه المدينة ويسجل ذلك في سجلات خاصة بهذا الحدث، وهو تعبير رمزي عن قيمة هذه الشخصية ومحبتها، وأتذكر أن البابا شنودة زار مدينة سان فرانسيسكو خمسة أيام فأطلق إسمه على الخمسة أيام للتعبير عن مدى قيمته الغالية ومحبة الجميع له، فكل مسيحي ومصري وعربي لابد أن يفتخر بالبابا شنودة.
وقال مطران طنطا، إن البابا شنودة كان أب وإنسان ومشجع لكل من حوله، فلولا وجوده في حياتي ما كتبت كلمة في أي كتاب، كذلك طوال مسؤوليتي عن المجلس الإكليركي لم يتدخل في أي قرار من القرارات ولكنه كان يتابع جيدا، وكان يهتم بكل الأمور دون كلل أو ملل حتى لو كلفه ذلك أن ينام ساعتين فقط في اليوم، غير مهتم بنفسه لكن بكل ما يخص أبناءه و كنيسته ووطنه فكان يعطي من وقته وكتاباته وعظاته وخدمته دون توقف، فمهما تحدثنا عنه لن يسع الوقت أمام سنين عطاء من شخصية قداسة البابا شنودة فهو حقًا معلم الأجيال.