في الساعات الماضية، تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لرجل ضرب الشيب رأسه بصحبة ابنته الصغيرة في محافظة بني سويف، يبيعان المناديل بالشارع، ولا يجدان مأوى لهما، حيث يجلس "أحمد" صاحب الـ55 عاما، إلى جوار ابنته التي لم تتجاوز 7 أعوام، أمام مديرية الكهرباء ببني سويف، وبمجرد أن ينتهي يومهم بجمع بعض الجنيهات التي تساعدهم على شراء بعض المأكل، يذهبان إلى نفق إحدى المحطات وينامان داخله.
بمجرد انتشار قصة الرجل الخمسيني، بدأ محاولات مكثفة للبحث عنه، من أجل مساعدته، في مقدمتهم مؤسسة الدكتورة نورا عبد الله للتنمية المستدامة في بني سويف، التي استطاعت بالفعل التوصل إليهما داحل إحدى قرى المحافظة، بعد عملية بحث استغرقت ساعات.
وروت الدكتورة نورا عبدالله، رئيس مجلس الأمناء للجمعية لـ"الوطن"، تفاصيل رحلتهم في البحث عن "أحمد"، مشيرة إلى أنه بعد محاولات عديدة من البحث في أكثر من منطقة، وصلت إليها رسالة بمكانه، وعلى الفور اتجهوا إليه، ووجدوه داخل أحد المنازل بقرية طنسا ببني سويف، حيث يستضيفه أحد الأهالي من أجل رعاية ابنته الوحيدة. قرابة شهرين قضاهم "أحمد" في الشوارع، بعدما طردته زوجته من المنزل هو وابنته، ليصبح الشارع هو المأوى الوحيد له، بحسب "نورا"، التي أكدت أن الرجل لا يملك هاتفا، وأنهم سيتجهون غدا لتسكينه بشقة تبرع بها أحد أبناء مصر في الخارج في قرية الدوية ببني سويف، فضلا عن توفير وظيفة مؤقتة له، لحين استخراج التصاريح الخاصة بإنشاء "كشك" له، مؤكدة أن "عم أحمد" يرفض ترك ابنته.
وكانت إحسان أبو زيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي ببني سويف، قالت إن إدارة الدفاع الاجتماعي، جابت شوارع المحافظة لأكثر من 12 ساعة، بحثا عن رجل وابنته، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لهما، وهما يبيعان المناديل في الشارع، مؤكدين أنهما بدون مأوى، لافتة إلى أن الفريق ركز في بحثه على المنطقة الخاصة بالصور، ووسعوا نطاق، لكن لم يتمكن من العثور عليهما.