أعياد السيدة العذراء
ونظرا للمكانة الكبيرة االتي تحتلها السيدة العذراء في قلوب الأقباط ؛فهي القديسة الوحيدة في الكنيسة التي يعيد لها بسبعة أعياد في السنة دفعة واحدة ؛فجميع قديسي الكنيسة لهم عيد أو عيدان علي أكثر تقدير مثل عيد النياحة “الوفاة ” أو “الاستشهاد” أو عيد تكريس كنيسته أو ذكري معجزة مرتبطة به . أما السيدة العذراء فلا تكتفي الكنيسة بالتعييد لها عيد أو عيدان ؛أنما أمتدت الأعياد إلي سبعة أعياد ؛ولم تكتفي الكنيسة بذلك بل جعلت تذكارا شهريا ثابتا لها هو يوم 21 من كل شهر قبطي ؛ أما الأعياد السبعة فهي :_
1- عيد البشارة بميلادها ويقع في يوم 7 مسري
2- عيد ميلادها ويقع في 1 بشنس
3- عيد دخولها طفلة إلي الهيكل وهي في السنة الثالثة من عمرها ويقع في 3 كيهك
4- عيد دخولها إلي أرض مصر ويقع في 24 بشنس
5- عيد نياحتها “وفاتها ” ويقع في 21 طوبة
6- عيد تكريس أول كنيسة بأسمها في العالم ويقع في 21 بؤونة ؛ويعرف أيضا بعيد العذراء حالة الحديد .
7- عيد صعود جسدها إلي السماء ويقع في 16 مسري ولعله أشهر الأعياد وأهمها .
ولقد أضيف عيد أخير في عصر البابا كيرلس السادس البطريرك ال 116 (1959- 1971 ) هو عيد ظهورها فوق قباب كنيسة الزيتون ويقع في 24 برمهات (2 أبريل ) وذلك أبتداءا من عام 1968 .
وتمتليء الكنائس والأديرة خلال فترة الصوم سواء في الزيتون أو مسطرد إلي المعادي إلي جبل الطير إلي دير المحرق إلي الدرنكة بالألوف من المصلين أقباطا ومسلمين ؛ونسمع خلالها العديد من الهتافات الجميلة مثل ( ياعدرا يأم النور أظهري لينا ظهور )و (نورك بان علي الصلبان ) و (ياللا أظهري ياللا ؛ طلي بنورك طلة ) و (أظهري تاني وحققي لنا الأماني ) و ( يا أم النور نوري لينا الأمور ) و( ياعدرا ياأمي الدنيا مش همي ) أو (يا أم سيدنا عيدك هو عيدنا ) …. الخ ؛ هذا فضلا عن الألحان الكنسية الجميلة المدونة باللغة القبطية والمدائح العربية الكنسية ؛ ونري العشرات من البشر يقبلون علي دق الصلبان وشراء الصور والأيقونات الخاصة بالسيدة العذراء .
أما عن أشهر الأديرة والمزارات التي علي أسم السيدة العذراء اكد ماجد كامل؛ فمن الثابت تاريخيا أن أول كنيسة بنيت علي أسم العذراء في مصر هي كنيسة ودير السيدة العذراء المحرق في الوجه القبلي ؛وكنيسة السيدة العذراء بأتريب (نواحي بنها ) في الوجه البحري .
أما عن دير المحرق ؛فهو المحطة الأخيرة التي مرت بها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلي أرض مصر ؛ ولقد مكثت العائلة المقدسة ستة أشهر كاملة في المغارة ألتي أقيم عليها فيما بعد مذبح الدير المحرق ؛وهذه هي أطول مدة مكثتها العائلة المقدسة في مكان واحد ؛ومنها جاء الأمر الإلهي ليوسف النجار بالعودة إلي فلسطين لأنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبي . وعن هذا الدير وهذه الكنيسة قال أبو المكارم ( كنيسة السيدة العدري الطاهرة وهي أول كنيسة بنيت في أرض مصر ومنها ورد المسيح إلي مصر ومنها عاد إلي الشام وهذه البيعة تعرف بقوس قام وهذه البيعة لطيفة جدا ….. الخ ) “تاريخ أبو المكارم ص 103 ” أما العلامة المقريزي فقال عنه ( تزعم النصاري أن المسيح عليه السلام أقام في موضعه ستة أشهروأياما ) ( تاريخ الأقباط للعلامة المقريزي ؛تحقيق عبد المنعم دياب ص 165 ؛166 “كما ذكره الرحالة فانسليب ( 1635- 1679 ) في كتابه “تقرير الحالة الحاضرة ” فقال عنه ( في برية قسقام دير المحرق الشهير ؛حيث أقام فترة سيدنا ؛مع أمه الكلية القداسة ؛والقديس يوسف وسالومي ) “تقرير الحالة الحاضرة 1671 :- ترجمة الأدب وديع عوض ؛ المشروع القومي للترجمة ؛كتاب رقم 1005 ؛ ص 157 “كما ذكره علي باشا مبارك في الجزء الحادي عشر من “الخطط التوفيقية ” كما ذكره القمص عبد المسيح المسعودي في كتابه
” تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين ” فقال عنه ( هذا الدير في الصعيد في جبل قسقام ؛في مديرية أسيوط ؛وقيل أن السيدة العذراء لما هربت بأبنها إلي مصر هي ويوسف وسالومة زاروا محل هذا الدير بجبل قسقام كما في سنكسار 24 بشنس و6 هاتور ) ” ص90 من الكتاب المذكور ” .
أما عن كنيسة أتريب ؛فلقد ذكرها الشابستي “المتوفي عام 388 هـ ” في كتابه الشهير “الديارات ” فقال عنه ( وعيدها الحادي والعشرين من شهر بونة .ويذكرون أن حمامة بيضاء تجيئهم في ذلك العيد .فتدخل المذبح ؛ لا يدرون من أين جاءت ثم لا يرونها إلي يوم مثله ) “21 بؤونة هو عيد العذراء حالة الحديد كما ذكرنا سابقا ” . أما العلامة المقريزي فيقول عنه ( ويعرف “بماري مريم ” وعيده في حادي عشري بئونة وذكر الشابستي أن حمامة بيضاء تأتي في ذلك العيد ؛فتدخل المذبح ؛لا يدرون من أين جاءت ! ولا يرونها إلي يوم مثله . وقد تلاشي أمر هذا الدير حتي لم يبق إلا ثلاثة من الرهبان ؛لكنهم يجتمعون في عيده ؛وهو علي شاطيء النيل قريب من بنها العسل ) كما ذكرها علي مبارك في الجزء الثامن من الخطط التوفيقية . وفي التقليد القبطي أن كنيسة العذراء بأتريب ما زالت موجودة ولكنها مطمورة حاليا تحت الرمال ؛ويوجد عنها مخطوط قبطي قديم يذكر عنها أنها سوف يعاد اكتشافها في يوم ما ؛ ولقد شكل البابا كيرلس السادس لجنة للتنقيب عن آثار هذه الكنيسة برئاسة الدكتور باهور لبيب عالم القبطيات الشهير ( 1905- 1994 ) وكان ذلك خلال عام 1969 ؛ وشاركت في الحفائر البعثة البولندية برئاسة العالمة “بربارة روسزيك ” وبالفعل تم الكشف عن بعض التيجان والأعمدة الرخامية ؛غير أنهم لم يستطيعوا التوصل إلي أكثر من ذلك .