بقلم حمدي رزق
منذ ملايين السنين تصل مياه النيل لمصر لتهبها الحياة والخصوبة. منذ أربعين ألف سنة عاش أجدادنا فى وادى النيل، يزرعون ويبنون الحضارة التى أحبها العالم أجمع.
والآن هناك أكثر من 25 فى المائة من العاملين فى الأنشطة الزراعية، أو ما يزيد على 40 مليون مصرى يواجهون خطر الجفاف والعطش بسبب التهديد بنقص مياه النيل، لأن دولة إثيوبيا تبنى سدا أكبر بخمس مرات من احتياجاتها، وتنوى تخزين 74 مليار متر مكعب مياه، ما يقلل 20 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية. ولكن من حق مصر أن تعيش.. ادعم الحياة.. ادعم النيل فى مصر.
هذه العبارات البسيطة التى تخلو من الزخرف، على صور معبرة عن الحياة على ضفاف النهر الخالد، وموسيقى تصويرية بليغة ومعبرة عن الأمل فى الحياة، والخشية من موت الأرض الطيبة.
فيديو مدته دقيقتان، عكف على إعداده بهذا الإخراج المبهر شابان مصريان نابهان (تامر نصر، وياسين حسن)، وصدرته وزارة الهجرة إلى العالم بسبع لغات (العربية، والإنجليزية والفرنسية، والصينية، والروسية، والألمانية، والإيطالية).
فيديو كسب قلوبا، وفتح عقولا، وأبصر العالم حجم الكارثة التى تخطط لها إثيوبيا فى المنبع، لقتل الحياة فى المصب، وتعطيش نحو أربعين مليون مصرى يعيشون منذ أربعين ألف سنة على الضفاف يزرعون ويبنون حضارة أحبها العالم، وتتصدر الصورة هرم خوفو أول عجائب الدنيا السبع.
الفيديو الذى يلف العالم وتوفرت على إنتاجه النبيلة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، بانفتاح نابه على قضية سد النهضة، يذهب إلى الحق فى الحياة، وكم هى مؤثرة وبليغة عبارة مصر تستحق الحياة، مصر تستحق أن تعيش، ادعم الحياة، ادعم النيل يجرى إلى مصر خشية العطش والجفاف.
جهد مشكور، ولا شكر على واجب، وواجبنا تشيير هذا الفيديو للعالم أجمع، حبا فى الحياة، قضيتنا العادلة أن نعيش، لا نطلب سوى الحق فى الحياة، شعار كاف لإيقاظ ضمير العالم الحر.
الحق فى الحياة شعار ليس للاستهلاك العالمى، ولكنه حق مستحق، ولو استيقظت جمعيات حقوق الإنسان الوطنية من ثباتها، وأنصفت جماعات حقوق الإنسان العالمية، لنفرت للدفاع عن حق 40 مليون مصرى يستحقون الحياة، معلوم ما حكّ جلدك مثل ظفرك، وبعض هؤلاء تطول أظافرهم تخمش وجه مصر بالباطل.
هاهى قضية عادلة تهدد حياة الملايين، ولكن ضمائر هؤلاء ماتت من عقود، وتمويلاتهم القذرة موجهة لطعن مصر، ولا يهمهم حياة الملايين يموتون عطشا، لن يخوض معركتنا سوانا، والمحبون من حول العالم، فقط أيقظوا العالم بهذه الصرخة، مصر تستحق الحياة، وفى الأخير عناية الله جندى.