
كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم، تفاصيل اتفاق مرتقب بين إسرائيل وتركيا، لاستئناف العلاقات بين البلدين، مشيرة الى أنه سيتوقف الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية، وسيستورد الغاز والسلاح من تل أبيب، وتمتنع أنقرة عن التحدث حول القدس.
وأعلن مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أنقرة وتل أبيب شرعا في محادثات ثنائية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة، بحلول مارس المقبل.
وقال مسعود كاسين، مستشار العلاقات الخارجية في الرئاسة التركية: «إذا خطت إسرائيل خطوة واحدة، فربما يمكن أن تتخذ تركيا خطوتين»، مضيفا في تصريحات نقلتها إذاعة «صوت أمريكا»: «إذا رأينا ضوءا أخضر، ستفتح تركيا السفارة مرة أخرى ونعيد سفيرنا، ربما في مارس، يمكننا استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مرة أخرى. ولم لا!».
وتابع «كاسين»: «إن إحلال السلام والأمن مهم جدا لإسرائيل وتركيا بعد حادثة سفينة مافي مرمرة ، لا نريد حادثا آخر مع إسرائيل».
كانت مافي مرمرة، الأكبر من بين 6 سفن في أسطول متجه إلى غزة، يحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين عام 2010، كان على متنها نشطاء مؤيدون للفلسطينيين، يسعون إلى كسر الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على قطاع غزة، عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية السفينة، ما أسفر عن مقتل 9 مواطنين أتراك.
وأقر مستشار العلاقات الخارجية في الرئاسة التركية، أن انتخاب جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة يعد دفعة لتركيا، من أجل بذل جهود لإصلاح العلاقات بين البلدين، قائلا: «هناك آفاق جديدة مع بايدن، فالكثير من الأشياء ستتغير».
ويشير محللون إلى أنه نظرا للرأي المعادي لتركيا السائد في الكونجرس الأمريكي، ربما تأمل تركيا أن تتمكن إسرائيل من مساعدة تركيا لكسب ود واشنطن مرة أخرى.
مسعود كاسين: مكاسب إسرائيل من التطبيع مع تركيا كثيرة
وشدد «كاسين» على أن إسرائيل لديها الكثير لتكسبه من التطبيع مع تركيا، موضحا: «اشترت تركيا الكثير من الأسلحة من إسرائيل، ويمكننا ترتيب ذلك مرة أخرى، يمكن للصناعات الدفاعية التركية والإسرائيلية المضي قدما معا».
وأضاف «كاسين»: «الإسرائيلون يكتشفون الكثير من النفط والغاز، أين يمكنهم بيع هذا النفط والغاز؟، أكبر سوق هو تركيا، وستكون تركيا عبر خط أنابيب الممر إلى سوق الاتحاد الأوروبي».
وقال المحلل التركي أتيلا يسيلادا، من مركز «جلوبال سورس بارتنرز» لإذاعة صوت أمريكا: «من وجهة نظر إسرائيل، يجب على تركيا أن تتوقف عن التحريض حول وضع القدس تحت السيادة الإسرائيلية، وتتخلى عن دعمها لمن تعتبرهم إرهابيين، عليها قطع علاقاتها مع حماس والإخوان المسلمين».
وأشار أستاذ العلاقات الدولية حسين باجي، من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، إلى أن تركيا مستعدة لتقديم تنازلات، مؤكدا أن «أنقرة ستقلل من دعمها لهؤلاء، ولقد وعدت تركيا بعدم دعم جماعة الإخوان المسلمين بشكل علني».
وقال المحلل التركي، إن إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، زار بروكسل، ومن المحتمل أنه قدم وعودا بذلك، مضيفا: «ولهذا السبب هناك توقعات بأن تركيا تجري إصلاحات، ولن تدعم الإخوان المسلمين».
وتابع «باجي»: «تحسين العلاقات سيحتاج إلى التغلب على العداء بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهناك دم سيء بين الزعيمين».