
في وسط فصل فارغ يتسلله شعاع ضوء خافت من النافذة، جلس الطالب وحيدًا مستسلما للفحص الذي يخضع له من الطبيب المختص، تتلاحق دقات قلبه خوفًا من مواجهة ورقة الامتحان خلال ساعة أو أقل، وقلقًا من أن يتأكد من إصابته بالفيروس المستجد، يحاول الطبيب طمأنته بلغة العين قدر استطاعته في زمن واجه فيه طلاب الثانوية العامة خوفي اللجنة والعدوى.
المشهد السابق يرجع إلى صورة التقطها المصور عمرو عبدالله دلش، رئيس قسم التصوير بوكالة رويترز- مصر، ترجع إلى معهد أزهري بمنطقة مدينة نصر، خلال جولته لمتابعة لجان امتحانات الثانوية في أول أيام الماراثون التعليمي، وسط ظروف الوباء الجديد، كانت عقارب الساعة تقترب من التاسعة صباحا قبل بدء لجنة امتحانات الثانوية، وخلال جولته بين الفصول لفت نظره طالب يجلس على مقعد خشبي وحيدا في أحد الفصول يخضع لفحص قياس الحرارة قبل اللجنة، وبحسب رواية دلش مصور الصورة الأكثر تداولا اليوم على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لـ"الوطن" كانت حرارته غير مستقرة وخضع للفحص قبل دخول الامتحان وبدت ملامح القلق الشديد عليه، حسب وصفه.الصورة ترجع إلى التاسعة صباحا قبل موعد الامتحان بمعهد أزهري بمدينة نصر
لثوان قليلة ظل دلش يتابع فحص الطالب المعزول وحيدا بمفرده في أحد فصول الطابق الثاني بالمعهد الأزهري، "قعدة الطالب حالته النفسية خايف أكتر من مجرد خوف من الامتحان بس"، وبعد دقائق انتهى الطبيب من فحص الطالب، ودار حديثه جانبي بين الطبيب وبين أحد معلمي المعهد،"سمعته بيقول إنه هيكون تحت الملاحظة"، حسب تعبير مصور الصورة.
مضى المصور يستكمل مهمته التي جاء من أجلها لرصد ملامح استعدادات لجان الثانوية قبل انطلاق ماراثون الامتحانات في زمن وباء كورونا، تابع عمليات التعقيم داخل الفصول، وفي نهاية جولته سمع من أحدهم أن الطالب زاد عليه التعب وتم نقله إلى المستشفى بعدها ولم يتمكن من أداء الامتحان.