كاهن كنيسة السريان بألمانيا يرحب بقداسة البابا تواضروس
13.05.2019 09:45
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطني
كاهن كنيسة السريان بألمانيا يرحب بقداسة البابا تواضروس
Font Size
وطني

قام الأب القمص صموئيل كوموش كاهن كنيسة ماربطرس وماربولس للسريان الأرثوذكس بألمانيا؛ بالقاء كلمات التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ بمناسبة تكريس كنيسة العذراء مريم والدة الإله في مدينة دوسيلدورف الألمانية اليوم؛ وبدأ كلمته قائلاً: 

قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الكُليَ الطوبي؛

نورتم الكنيسة وألمانيا.

سيدنا ببركتكم وبزيارتكم الرسولية وألف مبروك على تكريس كنيسة العذراء الجديدة بمدينة دوسيلدورف الألمانية .

نحن نقول بالسريانية (كومرو رابو ومعليوا) يعني إمام أحبارنا المعظم.

جئتم أهلاً ووطنتم سهلاً ياصاحب القداسة.

ما أحوجنا كشعب القديم والحديث العهد مع الشتات إلي زيارات رسولية تنعش الشعب وتغذية روحياً وتعيد إرتباطه بالجذور والأوطان وهو يواجه الموجات المتلاطمة في حياته اليومية كلاهما العملية والروحية .فإن كان البالغ فينا بالرغم من الأمن والأمان والسلام النسبي في الغرب .يشعر وكونه قد فقد أو إستلب منه شيئاً مهماً في حياته لا يعلم ما هو.

أبناء الكنيسة الروحيون يقولون لنا : نشعر كنبتة او شجرة إقتلعت من جذورها وبعد فترة إنتقالية من الجفاف والجفاء نحاول إعادة التجذر في بيئة مختلفة، هذا الهم يشترك به معظم أبناء الكنيسة فمنهم من يعترف ومنهم من ينكر هذا وتتفاوت عملية النكران بين شخص وآخر.

فمنهم من يلجىء إلي الكنيسة من اليوم الأول ومنهم من يعتكف ويبتعد عن الكنيسة إلي أن يشعر بأنه قد إجتاز مرحلة الصدمة الروحية والثقافية للتأقلم، ومنهم من يبتعد وينجرف في تيارات وطواحين العمل والأمل، فزيارتكم يا كبير أحبارنا هي مهمة جداً لإعادة الثقة واللحمة بين الشعب في الشتات وكنيسة الشتات وعن طريقها مع الكنيسة الام.

فشكراً ياسيدنا صاحب القداسة على إهتمامكم بنا إكليروس وشعباً كباراً وصغاراً.

الكنيسة القبطية كشقيقتها الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هما كنائس مجاهدة وكنائس شهداء، والرب يسوع قد أنعم عليها بحكمة رئاساتها الكنسية.

فإذا ألقينا نظرة سريعة خلال القرن العشرين ومنذ هدنة الحرب العالمية الأولي التي فقدت بها كنيستنا المجاهدة مئات الآلاف من أبناء شعبنا البرئ (والتي نسميها بالسريانية سيفو أي إبادة )وظهور الدول الوطنية في مصر ولبنان وسورية والعراق الدول التي فيها ثقل مسيحي وحضور عريق نعزي إزدهار هذه الكنائس لحكمة رؤسائها، فالكنيسة القبطية إعتلى كرسيها المرقسي الرسولي الإسكندري خمسة باباوات (يؤانس التاسع عشر، مكاريوس الثالث، يوساب الثاني، كيرلس السادس، وآخرهم البابا شنوده الثالث) فيما قاد الكنيسة السريانية ثلاث بطاركة قامات (إفرام الأول، يعقوب الثالث وآخرهم مارإغناطيوس زكا الأول عيواص).

لم يكن القرن العشرين برمته قرن طمأنينة وسكينة سياسية وراحة بال بل كان قرن ثورات وتغيرات جذرية ، ولكن حكمة هؤلاء الرؤساء القامات الذين قادوا الكنيسة بأبوية وروحانية فذة وحافظوا على توازن العلاقة بين الكنيسة ومتغيرات الدولة وهذا ما دعم قيادتهم وأدى إلي الإزدهار الروحي والثقافي والإجتماعي .

فإن كانت قوانين الدولة الوضعية المستورثة في مصر أرض الكنانة تصعب وتعرقل بناء الكنائس ، ولكن لا يمكن لدولة عصرية.أن تبنى والكنيسة مغيبة وشعبها مضطهد.

وبعد جهد وجهاد السلف الصالح إستلمتم بالنعمة والاستحقاق يا صاحب القداسة كنيسة قوية متجذرة ليس فقط في مصر أرض الكنانة بل في جميع قارات قريتنا الكونية ، شعب مؤمن متمسك بعقيدته وكنيسة مشرقية أخرى.

يا كبير أحبارنا المعظم لم تكن حقبة إعتلائكم الكرسي الإسكندري الرسولي بالهنيئة أبداً أن لم تكن من أصعب المراحل وأخطرها على المسيحية المشرقية و هي تتعرض في معظم دول الشرق الادني إلي هزات غير مسبقة من تطهير ديني وعرقي وإضطهاد غير مسبق. والحق يقال بحكمتكم وسعة صدركم وبعد رؤيتكم أبقيتم البعد السليم والتوازن بين الكنيسة والدولة وهم الاثنان معاً كانوا في مهب ريح عاتية. ونشكر الله تجاوزتم الأزمة وإحتفظتم بالمسار السليم والأمن.

أن حكمتكم وريادتكم في القيادة الكنسية في أزمات العولمة الغير مسبقة هي نبراس وبوصلة لجميع إخواتكم قادة الكنائس ليقودا كنائسهم إلي بر الأمن والأمان، الآن وفي مقتبل الأيام لانه الرب يسوع ذكرنا وتذكيره قائم دائماً: ستضطهدون لاجل إسمي.

دعوني يا إخواتي وأخواتي أن أشارككم بأبعاد إسم تواضروس

فالتاء=تواضع وتقوى

الواو=وقار ووئام

والالف= أب الآباء وحامي الأيمان

الضاء ضمير حي وضابط العصا المرقسية

الراء= راعي الرعاة ورسول المحبة

الواو= وعاء منير ووسام على الصدور

السين= مسك ختام

اسم تواضروس= هو سلامكم الداخلي ياسيدنا الذي يصب في سلام الكنيسة، وسلام العالم.

وختاماً علينا ألا ننسى وألا ندع أحداً ينسى أيقونة الاضطهاد الارثوذكسي وجوهرة تاج الكنيسة السريانية المطران المغيب الأنبا مارغريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب ورفيق دربه وشهادته المطران بولص يازجي الذين ضحوا ودافعوا عنا ولازالوا يحملون جميع الوزنات الثقيلة

وهم اليوم مختطفين ومحتجزين ضد إرادتهم لأكثر من ستة سنوات عجاف وهذه التضحيات هنالك من لا يقدرها.

فنطلب منكم ونتوسل اليكم يا قداسة سيدنا البابا المعظم أن تتبنوا برحمتكم وإنسانيتكم وبثقلكم ومكانتكم كرئيس روحي وديني في الشرق والغرب قضيتهم والمطالبة الدائمة بتحريرهم وكأنهم أحبار أقباط.

أذكرنا وأذكر جميع إخواتكم رؤساء وإكليروس وشعب بصلواتكم المقبولة.

أدامكم الله لنا بالعز والشرف راعياً حكيماً وبشيراً ذخراً ونبراساً.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.