احتفلت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية بيوم« المحبة الأخوية»، هو لقاء سنوى بدأ عام 2013 استجابة لدعوة أطلقها قداسة البابا تواضروس الثانى فى العاشر من مايو أثناء زيارته لقداسة البابا فرنسيس بالفاتيكان: أن يكون يوم 10 مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين.. نظرًا لأن هذا التاريخ شهد عام 1973 زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان ولقائه مع البابا بولس السادس والتى كانت أول لقاء بين بابا الإسكندرية والحبر الرومانى.
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، صباح اليوم، قداسة البابا فرنسيس بابا الڤاتيكان في المقابلة العامة الأسبوعية التي يعقدها في ساحة القديس بطرس الرسول بالڤاتيكان.
وتعانق الباباوان لحظة التقاءهما وجلسا على كرسيين متطابقين، يحيط بهما الوفد الكنسي المرافق لقداسة البابا تواضروس وعدد من قيادات الڤاتيكان.
بينما تواجد في الساحة عشرات الألوف من المتابعين، رغم سقوط أمطار والحالة غير المستقرة الطقس وهو المعتاد في مثل هذا الوقت من السنة في الڤاتيكان، وسادت حالة من الفرح لدى الحضور، ورتلت بعض الألحان القبطية قبل بدء كلمة قداسة البابا تواضروس، الذي افتتح كلمته بأن قال بسم الآب والابن والروح القدس باللغة القبطية، ثم هنأ قداسة البابا فرنسيس بمناسبة ذكرى اختياره للكرسي البابوي، معربًا عن تقديره للجهود التي يبذلها بابا الڤاتيكان في مجالاتٍ عدة.
زيارة البابا شنودة للفاتيكان
في عام 1973، زار البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 الفاتيكان والبابا الراحل بولس السادس، بابا الفاتيكان آنذاك، وكانت الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية الأرثوذكسية لأول مرة، منذ مجمع خلقيدونية عام 451 الميلادى والذي تسبب فى انشقاق الكنائس المسيحية، وهو ابتعاد الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة.
خلال تلك الزيارة استعاد البابا شنودة الثالث رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرنًا على وفاته، واستمرت الزيارة لمدة 6 أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في "التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية"، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعى لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.
وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين فى العام التالى، أخذت تتوالى الاجتماعات بعد ذلك، وعقب مزاولة البابا شنودة مهام منصبه البابوى عام 1985 عاد الحوار من جديد بين الكنيستين، والمستمر حتى اليوم، والتقى البابا يوحنا بولس مع البابا شنودة داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى لقاء استمر 45 دقيقة، وخلال وجوده فى القاهرة أقيم قداس صلاة كبير للبابا يوحنا فى اليوم التالى داخل استاد القاهرة الدولى، حضره نحو 23 ألف مسيحى