الأنبا بولس والأنبا رافائيل في أوتاوا: الله رحيم وعادل.. والبشر سيختارون بين الفرودس والجحيم
12.05.2022 11:13
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطنى
الأنبا بولس والأنبا رافائيل في أوتاوا: الله رحيم وعادل.. والبشر سيختارون بين الفرودس والجحيم
Font Size
وطنى

صلى نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف العمران- أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال، ونيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس شرق القاهرة، القداس الإلهي في كنيسة السيدة العذراء مريم في أوتاوا، ويأتي هذا في ختام الزيارة المباركة التي يقوم بها أحد قامات الكنيسة الكبيرة، حيث قام خلالها نيافته بالصلاة وإلقاء عدد من المحاضرات الروحية في مجموعة من الموضوعات والقضايا المحورية التي تهم الرأي العام القبطي خلال الفترة من 7 – 11 مايو الجاري، حيث امتدت زيارة نيافته لكنائس الإيبارشية.

وشكر نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أخيه في الخدمة الرسولية أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “اسقف العمران” أسقف الإيبارشية لحسن الضيافة والاستقبال وزيارة والصلاة في مختلف كنائس الإيبارشية وسط فرحة وترحاب وتهليل كبير من شعب كنائس الإيبارشية.

֍ قيامة السيد المسيح هي الأساس التي أقيم عليها كل الإيمان المسيحي

قال أبونا الأسقف، جزيل الاحترام الأنبا رافائيل في محاضرته الروحية: قيامة السيد المسيح هي الأساس التي أقيم عليها كل الإيمان المسيحي، وعندما جاء إلى وطنه الناصرة في منطقة الجليل، عندما دخل لوطنه كان يعلمهم في مجمعهم، حتى بهتوا من تعليمه، وتسألوا من أين له هذه الحكمة والمعجزات، التي يقوم بها وكان يعثرون به، والسيد المسيح، قال ليس نبي بلا كرامة في وطنه، ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم.

والعجيب أن اليهود رشوا حراس القبر، ليقولوا إن تلاميذه جاءوا ليلًا وسرقوه ونحن نيام. لماذا نخبي الحقيقة؟ وهل الرشوة ستغطي على نور القيامة؟ وهل الشائعة التي سيرددونها سيكون فيها توافق من حراسة الحراس؟ كيف سينام الحراس ويسرقه التلاميذ؟ “الكذب مالوش رجلين، رؤساء الكهنة”، منذ آدم، أعطي الله وعود عن مجيء السيد المسيح ليخلص البشرية، لماذا لم تقبلوه؟ أنت بلا عذر أيها الإنسان. المسيح لم يصنع قوة مع غير المؤمنين، أنه يحيينا من الموت، بالمعمودية، والمعمودية لا تصلح بدون إيمان، من آمن واعتمد، والأطفال يعتمدون على إيمان آباءهم وأمهاتهم، ولهذا لا نقبل معمودية على إيمان خاطئ. والسيد المسيح لا يصنع قوات مع من لا يؤمنون به. ولهذا قال السيد المسيح لبطرس على هذه الصخرة ابن كنيستي، يقصد صخرة الحياة، وقوة السيد المسيح، هي قوة الحياة، لأنه السيد المسيح هو ينبوع الحياة، وهو القادر على أن يعطينا الحياة. ولكي نحصل على معجزات وأعجوبات المعمودية والافخاريستيا، يجب أن نؤمن بالسيد المسيح.

֍ نعمة من الله والروح القدس .. لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين

أضاف نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل: السيد المسيح شخصية عجيبة ومحيرة، هو الله وهو إنسان، ويجب أن نأخذ نعمة من الله والروح القدس لنفهم هذا الشخص .. كيف يجتمع الإلهي مع الإنساني، كيف يجتمع الأبدي مع الزمني، اللامحدود مع المحدود، كيف يجتمع الخالق مع المخلوق؟ حيث حصل تصالح مع المتعارضات، ومن ذهنه ضيق، لن يرى هذا، سيرى جانب واحد من حياة المسيح، سيرى أنه إنسان، يتألم ويهان، ويرى البعرض أن تكريمه يكون بحيث أن نعتبره أعلى من الإنسان العادي، ولكنه ليس الله. وستدور أسئلة في عقول هذه النوعية تنم عن عدم إدراك وعثرة في شخص المسيح، مثل آريوس وناسطور وغيرهم.

شخص السيد المسيح مدرك ومفهوم، وهناك آباء شرحوا الإيمان ببساطة قلب واستقامة وتفسير دقيق، لأن لاهوته مختلط مع ناسوته، هذا الاتحاد قد تم بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ونكرر هذا في القداس الإلهي، فهو الله وإنسان في ذات الوقت، ولتبسيط الأمر أعطى نيافته مثال الضباط الطبيب أو الضابط المهندس.

֍ الله عادل.. لن يرمي أحد في جهنم.. لكن البشر هم من سيختارون الحياة مع الله أو الجحيم

أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا رافائيل: وعندما آمن الرسل والتلاميذ بالقيامة، دبت فيهم القوة، وكرزوا بالمسيحية في كل المسكونة. وحتي اليوم هناك ناس تعثر في السيد المسيح، وناس تؤمن بالسيد المسيح. ولهذا نقول في المزمور نسبحك على رحمتك وعدلك يا الله. والله عادل، لن يرمي أحد في جهنم، لكن البشر هم من سيختارون الحياة مع الله أو الجحيم. عندما أخطئ اقول يا رب ارحمني، ونقول كرحمتك يا رب وليس كخطايانا، وكما نحتاج الرحمة، فإننا كذلك نحتاج العدل.

وصليب السيد المسيح كان عدل ورحمة، وهو لأن خطايانا قد تم دفع ثمنها، وهو الموت. لهذا بدون سفك دم، لأن أجرة الخطية .. الموت، وقاضي المسكونة هو الله، عندما أصدر حكم، لابد من تنفيذ الحكم، لأن الشيطان قال لآدم وحواء لن تموتا، لكن الله قال لهما لو أكلتا من الشجرة موتا تموتا، منتهي الرعب، الله “أبو الصدق” والشيطان “أبو الكذاب”، لذا كان لابد من تنفيذ حكم الموت، ومن مات فوق الجميع، ولذا نقول نسبح الرب عدلا، لأنك مت على الصليب نيابة عنا، وأنت يا سيدي حولت لنا العقوبة خلاصًا.

الله لم يلغ العقوبة، لقد نفذ الحكم، ولذا أرسل السيد المسيح فداء للبشرية. ليس هنا أي مجهود مطلوب مننا غير الالتفات إليه، مثل قصة الحية النحاسية التي عملها موسي النبي مع الشعب، والحية النحاسية ترمز للسيد المسيح نفسه، الذي شبهنا في كل شئ ماعدا الخطية. وكل من ينظر للسيد المسيح ينجيه، التفتوا إلى، بمعني تعلقوا بي. والكون والأرض التي نعيش فيها فسيحة جدًا، ولكنها نقطة أحيانًا غير مرئية في الفضاء المريع الذي خلقه الله، وهناك كواكب وشموس أخرى أكبر من الأرض وشمسنا، وإله الكون، كل ما يطلبه منا أن نلتف إليه. مثلما سأل السيد المسيح “أتريد أن تبرأ؟”. عندما نلتفت ننال الرحمة والعدل من هلاك الموت، نسبحك يارب علي رحمتك وعدلك، ومن لا يلتفت “فانت بلا عذر أيها الإنسان”.

من ينال نعمة ونور المعمودية، فقد اشترك معه في موته وقيامته، وعلينا أن نحافظ على الحياة والنور والروح القدس التي نحصل عليها في المعمودية. وكرامة لدمك وآلامك وجسدك المقدس أسبحك وأصلي لك في كل وقت يا رب، حتى أسير في طريق الحياة الأبدية والإيمان بالسيد المسيح، فمن لا يؤمن، لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله، وفي رسالة رومية يقول غضب الله معلن من السماء على جمع فجور الناس وإثمهم، الذي يحجزون الحق بالإثم.

كما صلى نيافة أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس في أوتاوا وقام بخدمة القداس مع نيافته أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس مراد. وفي كنيسة السيدة العذارء مريم في أوتاوا قام بخدمة عشية مع الحبرين الجليلين الأنبا بولس والأنبا رافائيل أبونا الحبيب والغالي القمص شنودة بطرس وأبونا الحبيب والغالي أبونا مرقس عبد المسيح.

يذكر أن أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا رافائيل قام بالصلاة والقاء محاضرة روحية في دير الأنبا أنطونيوس في بيرث في أونتاريو، على مدار منتصف ليل يوم 10 مايو وصباح يوم 11 مايو قبل أن يعود إلى أوتاوا ويلقي المحاضرة الروحية في ختام زيارته المباركة لإيبارشيتنا بدعوة من أخيه نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.