«بيشوى» الشماس فقد عينه فى الانفجار.. ووالده: «مخبى عليه أسماء زمايله اللى ماتوا»
12.04.2017 01:08
تقاريركم الصحفيه Your Reports
«بيشوى» الشماس فقد عينه فى الانفجار.. ووالده: «مخبى عليه أسماء زمايله اللى ماتوا»
Font Size

فى الطابق الخامس بمستشفى الرمد بجامعة المنصورة، تقع غرفة بيشوى جراند، 30 سنة، أحد المصابين فى حادث كنيسة مارجرجس.

 

يرقد الشماس بيشوى وبجواره صورة المسيح، والشاش يغطى عينه اليسرى، بينما تظهر ندبة حرق تجاور عينه اليمنى، خدم الشاب الثلاثينى فى الكنيسة منذ طفولته، وتحمس دائماً للتحضير لصلوات الأعياد، يقول بصوت متهدج ومنخفض: واحنا بنردد الألحان، فجأة سمعت انفجار، تخيلته ماس كهربائى، لأنى حسيت إنى بتكهرب هكذا يصف بيشوى آخر اللحظات التى تمكن من رؤيتها.

 

يجهش بيشوى بالبكاء عند تذكر أصدقائه الشمامسة الذين توفوا فى الانفجار، وينهره أبوه ويمنعه من البكاء قائلاً: إنهم شهداء فى الجنة، ويضيف بيشوى بصوت حزين: كان واقف جنبى مايكل نبيل ورؤوف صليب، وميشيل وسليمان ومينا، كلهم ماتوا، وينخرط فى البكاء من جديد.

بيشوى: لحظة الانفجار حسيت إنى اتكهربت وعينى غرقت بالدم ومش عارف مين نقلنى للمستشفى

يشير بيشوى إلى أن الانفجار وقع فى التاسعة والربع صباحاً، بعدما بدأوا فى إنشاد لحن أفليجوموس، بدأ الانفجار الذى ظن أنه ماس كهربائى فى بدايته، مضيفاً: لقيت عينى كلها بتجيب دم رهيب، وريحة تراب وحشة، معرفش مين شالنى وطلعنى.

 

يؤكد بيشوى أنه لم ير أى شخص غريب دخل الكنيسة، وأنه حضر للتجهيز للصلاة منذ الساعة الخامسة فجراً، وفور الانفجار بدقائق تم نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى الرمد فى طنطا.

 

بينما يقول والده جراند، الموظف فى النيابة الإدارية والمقيم بجوار الكنيسة: سمعت صوت الانفجار نزلت أجرى بلبس البيت، كنت عارف إن ابنى هناك من الساعة 5 الفجر، لقيت واحد بيقابلنى فى الشارع وبيقول لى ابنك فى الإسعاف، شفته ويضيف جراند بنبرة مرتفعة ممزوجة بالغضب: شفت منظر الضحايا اللى طالعين من الكنيسة وجثث الشمامسة زمايل ابنى، مابقتش قادر اتحرك، والدته راقدة فى البيت من ساعتها من الرعب اللى عشناه.

 

يضيف جراند قائلاً: ما ألمّ بالضحايا ناتج عن تقصير أمنى واضح. يمتنع جراند عن البكاء أمام ابنه، ويقول إن بيشوى ابنه الوحيد ولديه شقيقتان أخريان، بينما يخفض صوته ويهمس قائلاً: يرضى مين يا رب، الولد عينه اتصفّت هيعيش ازاى شاب عنده 30 سنة لسه ما اتجوزش، وبيشتغل فى شركة أجهزة كهربائية خاصة هيعيش ازاى، وكل ده علشان بيصلى؟!.

 

يتابع جراند أنه يخفى عدد الضحايا الحقيقيين وأسماءهم عن ابنه، لأنهم جميعاً أصدقاء مقربون له باختلاف أعمارهم، بينما يقومون بتهدئته، ويخبرونه بأنه سيخرج غداً من المستشفى، حتى لا يشعر بالضيق والملل.

 

يلتقط بيشوى منه أطراف الحديث ويقول إنه كان يجلس فى الصف الثانى من جهة اليمين، وإن الانفجار بدأ من مقعد البابا، بينما يقاطعه والده جراند قائلاً: ليس من الطبيعى أن يحمينا الأمن والضباط فى دولة يستهدف الإرهاب فيها ضباط الشرطة والمجندين، كلنا أصبحنا فريسة سهلة للإرهاب، وفى كل مرة يحدث تفجير لإحدى الكنائس تتزايد الموجة الإعلامية صخباً لفترات معينة، ثم يتناسون ضحايا تلك العمليات الإرهابية، وأصبح المسيحيون هم ورقة الضغط والضعف عند الدولة، كل من أراد أن يؤلم الدولة المصرية يذهب لتفجير كنيسة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.