تعرف على تفاصيل جريمة قتل الأنبا ابيفانيوس واعترافات القاتل
10.08.2018 11:34
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
تعرف على تفاصيل جريمة قتل الأنبا ابيفانيوس واعترافات القاتل
حجم الخط
وطني

تستكمل غدًا نيابة استئناف الاسكندرية التحقيق في تهمة القتل الموجهة لوائل سعد تواضروس، البالغ من السن ٣٤ عامًا والذي ترهب بدير القديس مكاريوس بوادي النطرون سنة ٢٠١٠ بإسم الراهب اشعياء المقاري، وتم تجريده من الرهبانية من قبل الكنيسة يوم الأحد ٥ أغسطس وذلك بسبب سلوكياته التي شكلت تجاوزات خطيرة لقوانين الرهبنة والدير. وقد اتهم من قبل النيابة بقتل الانبا ابيفانيوس اسقف ورئيس دير ابومقار بوادى النطرون.

وكان الراهب اشعياء قد اعترف بجريمته وارشد عن اداة الجريمة وهو قضيب حديدي مستطيل ثقيل الوزن تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، وتم استخدامه في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس.

وواصلت النيابة استكمال التحقيقات وسماع الشهود بعد تفريغ الكاميرات، وأيضًا استدعاء السائق الذي يعمل معه للاستماع لشهادته.

كان رهبان دير ابو مقار قد صدموا من هول الجريمة المفاجئة لمقتل الانبا ابيفانيوس رئيس الدير فجر يوم الاحد ٢٩ يوليو ٢٠١٨، وحاولوا انقاذه بنقله لمستشفى العيادة، ولكنه كان قد فارق الحياة، فتم ابلاغ قداسة البابا الذي كان بدير الانبا بيشوى بوادي النطرون فى زيارته المعتاده عقب عظة الاربعاء. طلب البابا فورا إبلاغ الاجهزة الامنية وارسل سكرتيره القمص انجيلوس اسحق لديرأبو مقار لمتابعة الأمر.

عند وصول أجهزة الأمن للدير الأحد ٢٩ يوليو بعد الابلاغ عن الجريمة شارك أكثر من 60 محقق من جهات مختلفة من مباحث وادي النطرون ودمنهور والامن العام والأمن الوطني والأمن القومي والنيابة العامة، وتم رفع الادلة الجنائية وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن اي اثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالي الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج اي شخص.

بدأت الاجهزة الامنية تحرياتها داخل الدير بعد استبعاد ان يكون الحادث إرهابي، نظرا لان منطقة القلالي من المناطق المحظور دخولها لغير الرهبان، وأيضًا لأنه كان من الواضح أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الاسقف وتوقيت خروجه والطريق الذى يسلكه الى الكنيسة لحضور التسبحة، فبدأ الاستماع لشهادات الرهبان وعمال الدير ، ومن ثم بدأت الخيوط تشير الى عدد من الرهبان الذين كانوا على خلاف مع الاسقف او سبق ان عبروا عن رفضهم له ولتوجيهاته، فتم وضع ستة رهبان تحت التحقيق المطول الذي استمر لاكثر من 20 ساعة، وهنا برز اسم الراهب اشعياء والذي سبق وحاول الاسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمرد على حياته الرهبنية، وسبق أن صدر قرار له بالفعل فى فبراير الماضي لابعاده عن الدير، ولكن تدخل الرهبان وقدموا التماس لرئيس الدير والبابا، مع التماس الراهب وبكائه للأسقف، كل ذلك ساهم فى اعطائه فرصة اخرى للتوبة، ولكن دون جدوى، حيث اعتاد الراهب الخروج من الدير دون إذن الأسقف.

بدت اقوال الراهب اشعياء متناقضة، ولاسيما عن توقيت وجوده بالدير اثناء القتل. وقد رصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع راهب اخر وعلماني فى توقيت مخالف لما قاله في اقواله. بالتحفظ على تليفونه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات اخرى ولكن اخلى سبيله ليعود الى الدير، وحاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الامن به لمستشفى دمنهور وتم انقاذه ، وتم التحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير في وقت متأخر.

في اليوم التالي، الأحد ٥ اغسطس، صدر قرار لجنة شؤون الاديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة .

فى نفس اليوم 5 اغسطس وبعد تجريد الراهب تم اقتياده من قبل الامن الى مقر أمنى بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالادلة ، وأقوال الشهود ، فلم يستطيع الصمود فى كذبه طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته وارشد على آداة الجريمة، وبالفعل تم العثور على الأداة بناءً على اعترافه وهي قضيب حديد مستطيل في مخزن الخردة بالدير.

فى اليوم التالى الموافق 6 اغسطس حاول الراهب فلتاؤس، وهو ممن تم التحقيق معه، الانتحار بقطع شرايين يده والقاء نفسه من الطابق الرابع بالدير ، وتم نقله لمستشفى الأنجلو أمريكان حيث اصيب بكسور في الحوض والساق وبعض الفقرات، وانتقل فريق من نيابة وادي النطرون وتم الاستماع لأقوال الراهب بعد أن سمحت حالته الصحية بذلك ولم تكشف النيابة عن طبيعة اقواله، الراهب فلتاؤوس يبلغ من العمر ٣٣ عامًا وأصبح راهبا بالدير سنة ٢٠١٠.

وعقب التوصل لقاتل الاسقف والعثور على اداة الجريمة  غادر فريق البحث والتحقيق دير ابو مقار ، وطالبت النيابة تقديم تحريات الشرطة حول الواقعة والتحرى حول اخرين ربما يكونوا على صلة بالجريمة وحتى الانلم يتم توجيه اى اتهام لشخص اخر سوى المتهم وائل سعد ، ومن المنتظر ان تعلن النيابة التفاصيل كاملة ،بعد استكمال كافة الاجراءات القانونية ، وضم تحريات الشرطة والتأكد من عدم تورط اخرين فى الجريمة.

الجدير بالذكر ان  البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية  تكلم عن الجريمة مع الشعب القبطى فى عظتهالأسبوعية يوم الأربعاء ٨ اغسطس وقال: كل أديرتنا بخير فلا نهتز. الحادث المؤلم الذى وقع للأنبا ابيفانيوس هوجريمة ويجب أن انظروا له كجريمة. وأي جريمة بها مجنى عليه وجانى، سواء أكان ١٠ جناة أو واحد لانعرف، والتحقيقات فى الجريمة أمر عادى جدا، والغرابة إنها وقعت فى دير وفى حق رئيس دير، وبها مجنىعليه وهو الأنبا ابيفانيوس وجانى لا نعرفه حتى اليوم.

 وتابع البابا تواضروس: أى تحقيق تعمل عليه النيابة، يصبح هناك قضية وحكم ، ومفيش حاجة للخواطر،”الجرائم مفهاش خواطر وليس لصالح أحد أن يتستر على أي خطـأ، وأصدرنا قرارات لضبط الأداء الرهبانىوسنصدر قرارات أخرى وعلى شعب الكنيسة أن يساعدنا فى ذلك.”

واستكمل البابا تواضروس: عبر التاريخ، هناك رهبان سقطوا فى الخطيئة ولكن عادوا بقوة واستشهد الباباقائلا: القصص فى التاريخ الرهبانى كثيرة ،والحروب أيضا كثيرة.  تابع البابا تواضروس: فى كل مجتمع يظهريهوذا، وفي كل ١٢ شخص يظهر يهوذا، يهوذا يمثل الخيانة بكاملها، وهناك خونة مثل يهوذا، فلا تهتزوا ياأخوتي، لا تهتزوا أبدا، هناك الله ضابط الكل. لا تهتزوا سواء واحد انتحر أو مانتحرش، وهو نفس ما فعلهيهوذا حين خان معلمه. وأعرفوا أيها الأحباء إننا فى الكنيسة لدينا ضمير ومسئولية أمام الله ولا نتحرك بفكرالعالم أو سياسات العالم، وانتبهوا إلى الصفحات الصفراء. محذرا من الشائعات ومؤكدا: ليس لدينا أى شيء نخفيه.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.