أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه بعد تصاعد التوترات بقوة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، برزت ترسانة حزب الله للأسلحة والتي يبدو أنها قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة، تفوق قدرتها حركة حماس في غزة ما يُشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل.
قدرات حزب الله العسكرية تغير قواعد اللعبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
تابعت المجلة، في تقرير، أن حزب الله يمتلك طائرات بدون طيار انتحارية وطائرات بدون طيار أخرى مزودة بصواريخ روسية الصنع تتيح شن هجمات جوية من داخل الأراضي الإسرائيلية، إلى جانب نوع من الصواريخ الإيرانية يسمى "ألماس" مزود بكاميرا، وهو مستوحى من صاروخ سبايك الإسرائيلي، ويغير هذا العتاد قواعد اللعبة لأنه يجعل المقاتلين أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق، ويجعل ضربات حزب الله أكثر دقة.
يبلغ حجم ترسانة صواريخ حزب الله قرابة 100 ألف صاروخ، وكان لديها قرابة 100 ألف مقاتل بحلول عام 2021، وقد يكون هذا الرقم أكبر بقليل من الحقيقة، حيث قدر معهد الدراسات الاستراتيجية في عام 2022 أن عدد أفراد الجماعة قد يصل إلى 20 ألف فرد نشط بخلاف الخلايا النائمة ويتمتع مقاتلوها بخبرة قتالية كبيرة.
أضافت المجلة أن إسرائيل تمتلك ترسانة أكبر بكثير من صواريخ جو-أرض تُطلق من طائرات حربية مختلفة وطائرات بدون طيار مسلحة.
أشارت المجلة إلى أن تبادل إطلاق النار أدى إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص على جانبي الحدود، ما حول البلدات الحدودية اللبنانية إلى مناطق تشبه غزة المصغرة، وامتد الدمار تدريجيا إلى بلدات شمال إسرائيل، التي يطالب سكانها بشكل متزايد الدولة الإسرائيلية باتخاذ خطوات عملية لإعادتهم إلى منازلهم.
أسلحة حزب الله الدقيقة تصل الجولان السوري المحتل
أضافت أن كلا الجانبين يحصران حربهما إلى حد كبير على الأهداف العسكرية، كما يتضح من الإفادات اليومية الدقيقة عن الأنشطة العسكرية، وتركزت الهجمات الإسرائيلية بشكل رئيسي في المناطق الحدودية وعلى عمق 15 كيلومترا.
ومع ذلك، هناك استثناءات، كما هو الحال عندما استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية مناطق أعمق في البقاع اللبناني، وفي إحدى المرات، في الضواحي الجنوبية لبيروت، وفي المقابل، قام حزب الله بتوسيع ضرباته أفقيًا، وليس عموديًا، لتشمل مرتفعات الجولان، وهي الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل وضمتها فعليًا في وقت لاحق.
أضافت المجلة الأمريكية أنه على مدى ثمانية أشهر منذ اندلاع الحرب في غزة، كانت المنطقة الحدودية نقطة ساخنة للعنف الاستنزافي المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، وهو العنف الذي تصاعد مؤخرًا وأثار دعوات في إسرائيل لحرب موسعة، ولكن، خلافًا للمظاهر، لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن المواجهة بين إسرائيل ولبنان سوف تتصاعد إلى حرب شاملة.