قالت صحيفة بوليتيكو، إن استطلاع رأي جديد نشرته وكالة رويترز و "إبسوس"، اليوم الجمعة كشف أن غالبية البالغين في الولايات المتحدة يعارضون لجوء الجيش الأمريكي إلى قتل تجار المخدرات المشتبه بهم دون محاكمة، في ظل عمليات عسكرية نفذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب خلال الأشهر الأخيرة في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.
وأضافت الصحيفة، أن نتائج الاستطلاع التي شملت 1200 بالغ أمريكي بين 7 و12 نوفمبر، تسلط الضوء على "تزايد القلق الشعبي من استخدام القوة العسكرية خارج إطار القانون"، في وقت تواجه فيه واشنطن انتقادات محلية ودولية بشأن هذه العمليات.
رفض شعبي للقتل دون محاكمة
وأوضحت "بوليتيكو" أن الاستطلاع أظهر أن 51% من البالغين الأمريكيين يعارضون قيام الجيش الأمريكي بقتل تجار المخدرات المشتبه بهم دون تدخل قضائي أو إذن من المحكمة، بينما قال 29% فقط إنهم يؤيدون هذه السياسة، أما بقية المشاركين في الاستطلاع فلم يحددوا موقفهم.
وأضافت الصحيفة أن الانقسام السياسي كان حادًا، إذ عبر 58% من الجمهوريين عن تأييدهم للنهج العسكري المباشر، مقابل 8% فقط من الديمقراطيين.
ولفتت إلى أن البيت الأبيض لم يعلق فورًا على طلب أكسيوس بشأن الاستطلاع.
عمليات قتل خارج نطاق القضاء
وقالت بوليتيكو إن إدارة ترامب نفذت على مدار أشهر عمليات قتل خارج نطاق القضاء استهدفت عشرات المشتبه بهم في “إرهاب المخدرات” في منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.
وأضافت الصحيفة: أن هذه الضربات التي نفذت بدون تفويض من الكونجرس "أثارت إدانة من مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء، إضافة إلى اعتراضات من قادة أمريكا اللاتينية".
ووصل عدد القتلى إلى ما لا يقل عن 80 شخصًا في 20 غارة بطائرات بدون طيار منذ بداية سبتمبر، وفق الصحيفة.
كما ذكرت بوليتيكو أن صحيفة "واشنطن بوست" أفادت بأن ترامب يدرس توسيع نطاق الضربات لتشمل أهدافًا برية، في خطوة قد ترفع مستوى التوتر الإقليمي.
ضغط على فنزويلا وتلويح بالقوة
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الأمريكية تزامنت مع حشد عسكري كبير في منطقة الكاريبي، بهدف ممارسة مزيد من الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأضافت أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون كتب مقالًا في "واشنطن بوست" قال فيه: "إن تفجير قوارب محملة بالمخدرات وقتل طواقمها قد يسعد بعض قادتنا، لكنه لن يزعزع استقرار مادورو".
وأكدت بوليتيكو أن الاستطلاع كشف أيضًا عن مواقف أمريكية متباينة تجاه فنزويلا، حيث أيد 46% من المشاركين تصنيف عصابات المخدرات كـ"منظمات إرهابية أجنبية" بما يسمح بتدخل عسكري، بينما أيد 21% فقط عزل مادورو بالقوة العسكرية.
مادورو يدعو للسلام
وقالت الصحيفة إن الاستطلاع جاء متزامنًا مع تجمع حاشد في كاراكاس يوم الخميس، حيث صرح مادورو لشبكة CNN قائلًا:
"نعم، السلام. نعم، السلام.. نتحد من أجل سلام القارة لا حروب لا نهاية لها، لا حروب ظالمة. لا ليبيا بعد الآن، لا أفغانستان بعد الآن".
وأضافت بوليتيكو: أن تصريحات "مادورو" جاءت ردًا على تساؤلات حول احتمال "توسيع العمليات الأمريكية" في المنطقة.