في أسبوع شهد ضربات دبلوماسية كبيرة لإسرائيل، أمرت محكمة العدل الدولية بوقف فوري للهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في غزة، مما زاد من العزلة الدولية المتزايدة للبلاد.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، تلقت إسرائيل، ضربة موجعة على يد المحكمة الدولية، إذ أمرت محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على مدينة رفح في غزة "فورا".
دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوة عن العملية في رفح باعتبارها ضرورية لمحاربة حماس، التي بدأت الأعمال العدائية بهجوم على إسرائيل في أكتوبر. وعلى الرغم من تأكيد إسرائيل على الضرورة الاستراتيجية، أدانت محكمة العدل الدولية الأوضاع الإنسانية في رفح ووصفتها بأنها "كارثية" وانتقدت جهود إسرائيل لحماية المدنيين باعتبارها غير كافية.
ويأتي قرار محكمة العدل الدولية في أعقاب سلسلة من الانتكاسات لإسرائيل على الساحة الدولية. وفي وقت سابق من الأسبوع، طلبت المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بشأن الصراع في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت ثلاث دول أوروبية بالاعتراف بفلسطين، مما سلط الضوء بشكل أكبر على التحديات الدبلوماسية التي تواجهها إسرائيل.
وكان الرد داخل إسرائيل على أمر محكمة العدل الدولية، مثله مثل النكسات الدبلوماسية السابقة، يتسم بالغضب والتحدي. وأكد الجنرال السابق والسياسي المعارض بيني غانتس التزام إسرائيل بمواصلة القتال لضمان سلامة مواطنيها، في حين دعا وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير إلى تصعيد الضغط العسكري ضد حماس في تحد لأمر محكمة العدل الدولية "غير ذي الصلة".
وفي المقابل، رحب الساسة الفلسطينيون بحكم محكمة العدل الدولية، حيث أعربت وزارة خارجية جنوب أفريقيا عن اعتزامها التواصل مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنفيذ أمر المحكمة. وقد تم الترحيب بالقرار باعتباره رائدا، ويشير إلى دعوة فعلية لوقف إطلاق النار في رفح.
وفي حين أن إسرائيل عضو في محكمة العدل الدولية وملزمة بتنفيذ أحكامها، إلا أن المحكمة تفتقر إلى آليات التنفيذ. ولا تزال إمكانية فرض عقوبات من مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل غير مؤكدة، حيث من المرجح أن يواجه مثل هذا الإجراء معارضة من الولايات المتحدة، الحليف القوي لإسرائيل.
وعلى الرغم من عدم وجود تداعيات فورية، يشير المحللون إلى أن حكم محكمة العدل الدولية قد يؤثر على كيفية تفاعل الدول الأخرى مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بصادرات الأسلحة والعلاقات الدبلوماسية. إن تدخل الحكم في عملية عسكرية مستمرة يؤكد أهميته وانعكاساته على مكانة إسرائيل الدولية.