شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، في زيارة رسمية لوفد قطاع الصحة المصري إلى فرنسا، وذلك بمشاركة ممثلين عن وزارة الصحة والسكان، وهيئتي الرعاية الصحية، والتأمين الصحي الشامل، والتي جاءت تلبية لدعوة من الوكالة الفرنسية للتنمية لزيارة مؤسسات صحية فرنسية لبحث سبل التعاون المشترك في قطاع الصحة خلال الفترة المقبلة.
استهدفت الزيارة التعرف على التجربة الفرنسية في التغطية الصحية الشاملة وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي، وكذلك التحول نحو المنشآت الصحية الخضراء، والتعامل مع الأوبئة، ومقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية.
وصرّح د. أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بأن هناك العديد من أوجه التلاقي بين نظام التغطية الصحية الشاملة المصري ونظيره الفرنسي، والكثير من مجالات التعاون وتبادل الخبرات، مؤكدا ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية وتبادل الخبرات الخاصة بحوكمة التغطية الصحية الشاملة وآليات ضمان الملاءة المالية لها.
تطبيق جودة الرعاية الصحية
وأوضح أن الزيارات الميدانية للوفد الرسمي المصري، والتي استغرقت ٥ أيام، شملت الهيئة الفرنسية العليا للصحة HAS، وهي الهيئة المناظرة لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية المصرية، حيث إنها الجهة المسئولة عن تطبيق الجودة وتقييم سلامة وفاعلية الأدوية والأجهزة الطبية والإجراءات المهنية وتكاليف الخدمات الطبية، والتوصية بالممارسات المهنية الجيدة، فضلا عن تطوير سياسات التطعيم والصحة العامة، مشيدا بتبادل الخبرات مع الجانب الفرنسي فيما يخص تطبيق جودة الرعاية الصحية وانعكاسات ذلك على الصحة العامة والتحسن الإيجابي بكافة مؤشرات الصحة، من خلال قياس وتحسين الجودة في المستشفيات والعيادات وطب المجتمع وفي الهياكل الاجتماعية والطبية والاجتماعية.
وأشار رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية إلى أن الوفد المصري قام أيضا بالاطلاع على تجربة التحول الرقمي في إدارة الكيانات الصحية الكبرى، من خلال زيارة المستشفى الجامعي بباريس AP-HP، الذي يعد المجمع الأكبر للمستشفيات الجامعية بأوروبا، وواحدًا من أكبر المستشفيات بالعالم، حيث يضم ٣٩ مستشفى على مستوى باريس، بطاقة استيعابية تصل إلى ٢٠ ألف سرير، ويعمل به أكثر من ١٠٠ ألف من الأطباء المتخصصين والباحثين، ويقدم خدماته لما يقرب من 9 ملايين مواطن سنويًا، موضحا أن الوفد بحث مع الجانب الفرنسي أوجه التعاون المستقبلي في مجالات التحول الرقمي وآليات الجمع بين الخدمات التعليمية والتدريبية والبحثية مع المشاركة في التغطية الصحية الشاملة للمواطنين، كما قام الوفد بجولة داخل أقسام المستشفى والوحدات الطبية والخدمات اللوجستية مثل: المطبخ والمغسلة ووحدة التخلص من النفايات للتعرف على معايير الجودة والسلامة المطبقة.
وفي ذات السياق، أكد رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية أن سياسات الإصلاح الصحي ومنظومة التأمين الصحي الشامل في مصر تستهدف خفض نسبة (الصرف من الجيب) على الصحة، مشيرا إلى أن النظام الفرنسي نجح في الوصول بهذه النسبة إلى ٧٪ فقط، باستخدام عدد من الوسائل، منها: التوسع في مصادر التمويل، والشراكة مع القطاع الخاص خاصة في خدمات الرعاية الأساسية والعاجلة.
وأشار د. أحمد طه إلى أن الوفد المصري اطلع كذلك، خلال زيارة إلى الصندوق القومي الفرنسي للتأمين الصحي، على التجربة الفرنسية فيما يتعلق بمصادر تمويل الصندوق، والتحديات التي تواجه تحقيق الاستدامة المالية له، وآليات التمويل المتاحة لوحدات الرعاية الأساسية وطرق الدفع للمطالبات مقابل الخدمات التي تقدم في المستشفيات بعد التأكد من تحقيق هذه الخدمات معايير ومؤشرات الجودة اللازمة، فضلا عن استعراض جوانب العلاقة بين مختلف أطراف المنظومة الصحية بالتركيز على الشراكة مع القطاع الخاص وشركات التأمين الطبي الخاصة، ووسائل ضمان الملاءة المالية لنظام التأمين الصحي، من خلال وضع قواعد صارمة لمحاربة الفساد وكشف المطالبات التي يشوبها التزييف.
وبحث مسئولو الوفد المصري مع نظرائهم من وزارة الصحة الفرنسية تطوير السياسات الصحية والتعرف على أبرز التحديات التي واجهت نظام الرعاية الصحية الشامل بفرنسا، وسبل مواجهتها، خاصة من خلال التدريب وتحسين بيئة العمل، إلى جانب الاطلاع على أحدث التوجهات الأوروبية في مجال البحث والابتكار بالمعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية INSERM
يذكر أن الزيارة شملت كذلك عددا من مكاتب وكالات الصحة الإقليمية ARS لفهم تخطيط الرعاية الصحية الإقليمي، وتخصيص الموارد، وتنسيق خدمات الرعاية الصحية: الوكالة الوطنية للبحوث ANR؛ للتعرف على دورها في تمويل المشاريع البحثية في العلوم الصحية وتعزيز الابتكار في قطاع الرعاية الصحية، والمدرسة الوطنية الفرنسية للصحة العامة EHESP لمناقشة التعاون في مجال بناء القدرات وبرامج التدريب وتبادل المعرفة في مجال الصحة العامة وإدارة الصحة، والاتحاد الفرنسي للمستشفيات FHF، والرابطة الفرنسية لاقتصاديات الصحة AFSES لمناقشة اقتصاديات الصحة وآليات التمويل والتقييم الاقتصادي لتدخلات الرعاية الصحية في فرنسا.
ضم الوفد المصري د. حسام أبوساطي، المدير التنفيذي لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، د. هاني راشد، نائب رئيس هيئة الرعاية الصحية، د. سعاد عبدالمجيد، رئيس قطاع الرعاية الأساسية والتمريض بوزارة الصحة والسكان.