ألقى أمیر البلاد الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة بلاده، في اجتماع الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي المنعقدة في الرياض.
واستهل أمير الكويت، كلمته بتوجيه الشكر، للعاهل السعودي، وقادة الخليج، على تنظيم القمة وحسن الاستقبال.
وقال في بداية كلمته: في هذا اللقاء المهم الذي يجمعنا في إطار بيتنا الخليجي نؤكد حرصنا على دعمه وسعينا المتواصل على الحفاظ عليه، كما يسرني انعقاد دورتنا هذه، بالتزامن مع ذكرى تولي الملك سلمان بن عبد العزیز آل سعود مقالید الحکم.
الاستمرار
مضيفا: أصحاب الجلالة والسمو، إن انعقاد هذه الدورة لمجلسنا الموقر في موعدها المحدد رغم الظروف التي نمر بها يؤكد حرصنا جمیعا على مجلس التعاون واستمرار آلیة انعقاد دوراته كما يجسد إدراكنا لحجم الإنجازات التي تحققت لنا في إطاره وسعینا للحفاظ على المنجزات باعتبارها تحقیقا واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس.
وفي هذا الصدد، فقد توصلنا بفضل توجيهاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية على مدى العام الماضي، التي تؤكد على حیویة وفعالیة مسیرة التعاون بين دول المجلس في كل المجالات والمرفوعة الیوم لمجلسكم الموقر لإقرارها.
الإرهاب
مستطردا، إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحدیات الخطیرة التي تواجهها وتصاعد وتیرتها المقلق الأمر الذي یدعونا أن نجسد وحدة كیاننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسیرتنا ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات، الخلاف الذي دب في كیاننا لخلیجي واستمراره لنواجه تهدیدا خطیرا لوحدة موقفنا وتعریضا لمصالح أبناء دولنا للضیاع ولیبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كیان بدأ يعاني الاهتزاز، وأن مصالحها لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كیاننا وفي سیاق حدیثنا عن التحديات التي نواجهها فلا بد لنا من التأكید على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها، مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخلیص العالم من شرورها.
الوحدة
وأضاف قائلا، من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي، وسعیا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده في وحدة هذا الموقف وتجنبا لمصیر مجهول لمستقبل عملنا الخلیجي، فإننا ندعوا إلى وقف الحملات الإعلامیة التي بلغت حدودا، مست قیمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شیدناه، إننا على ثقة أیها الأخوة أنكم تشاركونني الرأي بأهمیة الاستجابة لهذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامیة التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جمیعا لتهیئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد ما نعانيه الیوم من خلاف.
اليمن
وفي سياق إقليمي، أكد أن استمرار الصراع في الیمن یشكل تھدیدا مباشرا لنا جمیعا ونأمل كل التوفيق للمشاورات السیاسیة الدائرة الآن في السوید التي استجابت بلادي بتقدیم الدعم اللوجستي لها وصولا إلى الحل السیاسي المنشود القائم على المبادرة الخلیجیة وآلیاتها التنفیذیة ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 مشیدین في هذا الصدد بالأصدقاء في السوید على رعایتهم لهذه المشاورات وسعیهم لتوفیر الظروف المناسبة، لإنجاحها ولا یفوتني هنا الإشادة بالجهود الكبیرة التي يبذلها التحالف الدولي لدعم تلك المشاورات وإنجاحها إضافة إلى المساعدات، الإنسانیة الضخمة التي یقدمها التحالف للتخفيف من آثار الظروف الإنسانية القاسیة التي یكابدها أشقاؤنا في الیمن.
سوريا
وتطرق إلى الشأن السوري، محذرا من أن الكارثة الإنسانية في سوریا، مستمرة ولم تفلح الجهود الدولیة في إیجاد حل لها لتستمر المعاناة ویتضاعف التهدید لأمن واستقرار المنطقة والعالم متمنين لمبعوث الأمین العام للأمم المتحدة الجدید لسوریا السید بیدرسن التوفیق في مهمته الجدیدة وصولا إلى الحل السیاسي المنشود القائم على قرارات الشرعیة الدولیة وجنیف ومقدرین الجهود التي بذلها سلفه السید ستیفان دیمستورا.
العراق
وهنأ الجانب العراقى، على التطورات الإیجابیة التي تحققت لھم باستكمال العملیة السیاسیة باختیار القیادات الثلاث ونعرب عن تطلعنا بأن یتمكن الأشقاء في العراق من إعادة البناء لإزالة آثار ما شهده العراق الشقیق من دمار ولیتحقق لأبنائه، تطلعاتهم بالأمن والاستقرار والازدهار.
فلسطين
وتطرق إلى القضية الفلسطينية، بقوله: وحول مسیرة السلام التي وبكل أسف تعاني جمودا وتجاهلا من قبل المجتمع الدولي فإننا نؤكد حرصنا على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولیة ومبادرة السلام العربیة دعما وتعزیزا لاستقرار المنطقة والعالم.
وعلى الصعيد الإيراني، شدد على أن علاقاتنا مع طهران تستند على مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها عدم التدخل في الشئون الداخلیة واحترام سیادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار تحقیقا لكل ما نتطلع إلیه جمیعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا.