يسعى ليونيل ميسى، أسطورة كرة القدم فى العهد الحديث، لقطع خطوة أخرى نحو لقب المونديال، الذى يحلم بجلبه لبلاده الأرجنتين، وإهدائه لروح دييجو أرماندو مارادونا، حينما يواجه منتخب هولندا، فى التاسعة مساء اليوم، ضمن مباريات ربع نهائى كأس العالم ٢٠٢٢ المقامة حاليًا فى قطر.
وصل منتخب الأرجنتين للدور ربع النهائى عقب تفوقه بهدفين مقابل هدف وحيد على منتخب أستراليا، فى مباراة شهدت ندية كبيرة حتى لحظاتها الأخيرة، وكادت تُعقد صعود «راقصى التانجو» لولا تألق حارسهم إيمليانو مارتينيز وتصديه لهدف مؤكد فى اللحظات الأخيرة.
فى المقابل، نجح منتخب هولندا فى الوصول إلى هذه المباراة بعدما أطاح بالمنتخب الأمريكى، فى مباراة كانت قوية للغاية أيضًا، وشهدت تنافسية كبيرة خلال ٩٠ دقيقة ممتعة، سجل فيها «الطواحين» ثلاثة أهداف واستقبلوا هدفًا وحيدًا.
الأرجنتين غير المحظوظ يدخل مباراة الليلة بأوجاع كبيرة، فبعدما افتقد أفضل لاعبى الوسط «لو سيلسو» الذى أصيب قبل البطولة، وفى المباراة الماضية انضم إليه دى ماريا الذى ما زال مصيره غامضًا، أصبحت مشاركة أهم لاعبى الوسط حاليًا، دى بول، محل شك، بعدما خضع إلى فحوصات وتدريبات تأهيلية أملًا فى اللحاق بالمباراة، وسط تكهنات كثيرة بغيابه الليلة.
ووجد ليونيل سكالونى، المدير الفنى للأرجنتين، الذى يواجه ضعفًا كبيرًا فى الأطراف، نفسه فى حيرة أكبر مع هذه الإصابات التى قد تزيده ضعفًا، لكن مع كل ذلك يبحث عن اللعب بشكل دفاعى قوى، أملًا فى أن يكافئه «ميسى» بلقطة جديدة.
ويمنى «سكالونى» نفسه بأن يبدأ اليوم بثلاثى فى وسط الملعب، حال أصبح أى من باراديس أو دى بول جاهزًا، ليلعب مع ماك ليستر وأنزو فيرنانديز.
وقبل إصابة دى بول، كان المدير الفنى يخطط للعب بهذا الرباعى مجتمعًا فى وسط الملعب، لتحقيق كثافة كبيرة، ومواجهة الانتشار الرائع للهولنديين فى الوسط، لكنه الآن وفى ظل هذه الاختيارات، سيكون بحاجة إلى فكرة بين اثنتين.
الأولى هى الاستعانة بمهاجم ثالث مع ميسى وألفاريز، بالاعتماد على دى ماريا إذا كان جاهزًا، أو لوتارو مارتينيز، أو استخدام أحد لاعبى الجناح الذين لم يشاركوا حتى الآن.
الفكرة الثانية تتمثل فى تحويل الطريقة إلى ٣ مدافعين، عبر الدفع بليساندرو مارتينيز مع روميرو وأتاميندى، على أن يتقدم أكثر ظهيرا الجانب مولينا فى اليمين، وأكونيا يسارًا أو بديله تاجليافيكو.
رهان «سكالونى» على ذكاء جوليان ألفارير فى التحركات بين المدافعين وخلفهم، لكنه سيكون فى مواجهة أصعب من أى وقت مع فان دايك، الذى سيلعب كمدافع عمق خلف ناثان أكى وديمير.
كذلك الرهان الأكبر لـ«التانجو» على البرغوث ليونيل ميسى، الذى يترقب منه الجميع عملًا فرديًا كبيرًا، وأن يكون فى ليلة من لياليه، لكن «ميسى» ورفاقه سيكونون أمام نظام خططى معقد للمنتخب الهولندى.
هولندا مع «فان خال» يعتمد على الكثافة الدفاعية، بوجود ثلاثى فى عمق الملعب، وظهيرى جانب يقومون بأدوار مزدوجة: بليند ودومفريس، مع ثلاثى فى الوسط: دى يونج ودى رون وكلاسين.
اختراق منتخب هولندا من لعب منظم من الأمور الصعبة، لكن مع تقدم الظهيرين فى الهجوم، تظهر مساحات، وإذا أجاد «سكالونى» فى التحولات، ستكون لديه الفرصة فى خطف المباراة، خاصة أن ألفاريز مع ميسى وماك ليستر وإنزو بارعون فى التحولات، ويمتلكون سرعات كبيرة تمنحهم فرصة عظيمة للانتصار.
فى حين لدى «فان خال» تفوق هجومى أكبر على الجانبين، خاصة أن التكتيك الهولندى يعتمد على بيلند ودومفريس، ويعرف كيف يخلق المساحة لهما للتسديد أو إرسال الكرات العرضية فى مناطق خطرة.
كما أنه يستفيد من وجود مهاجمين فى قلب الملعب، هما جاكبو وديباى، اللذان سيشكلان خطرًا كبيرًا على قلبى دفاع «التانجو» أوتاميندى وروميرو، لذلك قد يكون منطقيًا للغاية أن يدفع «سكالونى» بمدافع ثالث لصناعة تكتيك يصد أفكار فان دايك، ويخلق كثافة دفاعية أمام مهاجمى هولندا، إلى جانب تأمين الطرفين.
المدافع الثالث فى قلب دفاع الأرجنتين سيمنح الظهيرين أكونيا ومولينا فرصة أكبر لمراقبة ظهيرى هولندا المتقدمين و«تكتيف» أدوارهما، وهنا يستطيع «سكالونى» خنق أقوى أدوات فان خال.
المدافع الهولندى فيرجيل فان دايك قال إن النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى يمثل خطورة على منتخب بلاده حتى لو لعب باسترخاء، لكنه أشار إلى امتلاكه ما وصفه بأنه «خطة جيدة لمواجهة ميسى».
ورأى «فان دايك» أن «الشىء الأصعب فيما يخصه (ميسى)، هو عندما نهاجم، يكون متحفزًا فى زاوية أو مكان آخر، ينبغى أن نكون فى منتهى الحدة فيما يتعلق بالتنظيم الدفاعى، إنهم يبحثون دائمًا عنه فى محاولة لتصعيب الأمور علينا عبر الهجمات المرتدة».
وأضاف: «إنه لشرف كبير أن ألعب ضده، المواجهة ليست بينى وبينه، أو هولندا ضده، لكن هولندا أمام الأرجنتين، لا يمكن لشخص أن يفعل ذلك بمفرده، علينا أن نخوض المباراة بخطة جيدة».