دونالد ترامب يستعد للدخول إلى البيت الأبيض مستنفراً قادة العالم
18.01.2017 19:19
اهم اخبار العالم World News
دونالد ترامب يستعد للدخول إلى البيت الأبيض مستنفراً قادة العالم
Font Size

تستعد مدينة واشنطن استقبال مئات الآلاف من المتظاهرين الأمريكيين في شوارعها التي وضعت تحت حراسة أمنية مشددة تحسبًا لأي مواجهات عنيفة في صفوفهم.

بعضهم جاء للمشاركة في حفل مراسيم تنصيب الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب وبعضهم للاحتجاج على مواقفه المثيرة للجدل اتجاه عدة مواضيع اجتماعية واقتصادية ربح من خلالها معركته الرئاسية ضد الديموقراطية هيلاري كلينتون ووعد الأمريكيين بتطبيق معظمها وأبرزها التراجع عن الإصلاح الأكثر رمزية في عهد الرئيس اوباما حول اشكالية الضمان الصحي للجميع والمعروف بالأوباما كير. وتتوقع وسائل الاعلام الامريكية ان تمر عملية تسليم السلط بين اوباما والرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترامب في ظروف أمنية وسياسية متوثرة كون هذا الأخير يتبنى سياسية تميل الى التطرف في قناعاته على شاكلة الانتقاد اللاذع الذي وجهه الى أيقونة الدفاع عّن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة النائب جون لويس عندما شكك في شرعية انتصار دونالد ترامب ورفض حضور مراسيم دخول هذا الأخير الى البيت الابيض.

لكن التوتر في علاقات دونالد ترامب لم يقتصر على الداخل الامريكي المهدد بالالتهاب بسبب التناقضات التي تحملها بحسب بعض كاتبي افتتاحيات الصحف الامريكية مقاربات وقناعات ترامب الاجتماعية والاقتصادية لكنها ايضا طالت قادت العالم حيث صعق بعضهم بسبب التصريحات النارية التي أطلقها دونالد ترامب والتي قد تؤشر الى ملامح السياسية الخارجية التي قد تتبعها ادارته. من بين هؤلاء قادة الاتحاد الأوروبي، فرنسيين وألمان، خصوصا عندما قرأوا كلاما لترامب يكيل المديح لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في إطار ما عرف بالبريكسيت ويتنبأ بمستقبل متشائم لدول الاتحاد التي ستشهد في رأيه تفككا تدريجيا. وقد ركز ترامب انتقاده لألمانيا التي اتهمها انها تستغل الاتحاد الأوروبي لخدمة مصالحها وهيمنتها فيما وصف سياسية انجيلا مركل لاستقبال اللاجئين السوريين بالكارثية. وقد ارتفع ضغط قادة أوربا عندما وصلتهم تصريحات ترامب حول منظومة الدفاع المشترك بين أوروبا والولايات المتحدة المعروف باسم الحلف الأطلسي الذي رأى النور عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين بعد نهاية الحوب العالمية الثانية. ترامب قال للأوربيين ان هذه المنظمة تجاوزها الزمن ولم تعد تنفع لأي شيئ خصوصا وأنها فشلت في الحرب على الاٍرهاب.

ولَم تقتصر لغة التوتر والتحدي على الأوربيين فقط بل طالت العرب ايضا. ففي الوقت الذي تجندت المجموعة الدولية تحت مظلة الدبلوماسية الفرنسية في باريس للدفاع عن "حل الدوليتين" بين الإسرائيليين والفلسطينيين لازال دونالد ترامب يلوح باتحاد خطوة تاريخية بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. ما اعتبر في مختلف عواصم القرار السياسي الأوروبي والعربي بمثابة استفزاز لا أحد يعرف عواقبه. وقد أكد دونالد ترامب مواقفه هذه عبر اختيار سفير أمريكي لإسرائيل ديفيد فريدمان المعروف بمساندته القوية لساسة الاستيطان التي تتبعها إدارة بنيامين نتانياهو.

التوتر في العلاقات الدولية الامريكية يطال ايضا الجارة المكسيك. حيث عاد دونالد ترامب الى وعده الانتخابي ببناء جدار يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك ويحميها من الهجرة السرية. وفي تصريح مثير قال ترامب انه على الحكومة المكسيكية ان تساهم ماليا في بناء هذا الجدار مما اثار جوابا لاذعا من طرف القيادة المكسيكية التي رفضت مشروع ترامب جملة وتفصيلا مما يؤشر على علاقات جوار باردة بين البلدين. لكن أبرز المواضيع التي تثير مخاوف المحللين السياسيين الأمريكيين هي نوعية العلاقة الي يستعد ترامب أقامتها مع الصين. فالرئيس الامريكي الجديد ينظر الي الصين كقوة منافسة تهدد مصالح الولايات المتحدة عبر سياستها الاقتصادية العدوانية خارجيا والحمائية داخليا. وقد استطاع ترامب اخراج القيادة الصينية من صمتها بتصريحاته حول هيمنة هدا البلد وعبر التلويح بفتح حوار مع تايوان هذا الموضوع الحساس سياسيا والملتهب أمنيا بالنسبة للصين. وقد كتبت صحف صينية محسوبة على النظام ان القيادة الصينية قد تنزع القفاز بحسب تعبيرها وأنها سترد على ترامب بالطريقة الملائمة في حال طبق تهديداته حيالها.

 

لكن ما يثير غرابة المتتبع للشؤون الامريكية ان دونالد ترامب عين في مناصب حيوية مثل الخارجية والدفاع شخصياته لا تشاطره القناعات نفسها بل تتناقض معه فمثلا في الخارجية نجد ريكس تليرسون رئيس سابق لشركة ايكسون النفطية ينظر الى ان روسيا فلاديمير بوتين انها لا تزال تشكل خطرا على الولايات المتحدة بينما تتجه ميول دونالد ترامب الى رفع العقوبات الدولية على هذا البلد. بينما في وزارة الدفاع نجد الجنرال جيمس ماتيس لا يعتقد ان دور الحلف الأطلسي قيد انتهى بل هو من مؤيدي تقوية هذه المنظومة الأمنية والسياسية التي تكرس التفوق العسكري الامريكي.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.