تحتفل الكنائس المصرية في شهر نوفمبر عموما بعدة قديسين منحتهم لقب «العجائبي» نظرا لقدرتهم على صنع العجائب.
مارمينا العجائبي
لعل أبرزهم وأشهرهم القديس مينا أو مارمينا بحسب ما هو معروف، وتعيد الكنيسة القبطية الارثوذكسية له يوم 24 من شهر نوفمبر بشكل سنوي، وعنه يقول القمص تادرس يعقوب ملطي، في كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية، إنه من أشهر الشهداء في الشرق والغرب، وذلك بسبب المعجزات التي تمت بصلواته عنا. هذا ما يشهد به الأعداد الكبيرة من الأواني الفخارية الصغيرة التي تحمل صورته واسمه، وجدها علماء الآثار في كثير من المدن في العالم، مثل هيدليرج بألمانيا، ميلان، دالماتا بيوغوسلافيا، مارسيل، دنقلة بالسودان، أورشليم.
ولد القديس مينا عام 258م في نقيوس. كانت اوفيمية والدته التقية عاقرًا، تطلب من الله طفلًا، وذلك في عيد القديسة مريم وأمام أيقونتها، فسمعت صوتا يقول: "آمين". لذلك دُعِيَ "مينا". توفى والده أودكسيوس والى أحد الولايات، وعندما بلغ مينا الخامسة عشر من عمره التحق بالجيش، ونال مرتبة عالية. بعد ثلاث سنوات ترك الجيش ليعيش في البرية. إذ نظر رؤيا أسرع إلى الوالي وشهد ليسوع المسيح، وقد جذب احتماله للعذابات غير المحصية الكثير من الوثنيين حتى الاستشهاد. دفن جسده في مريوط، بجوار الإسكندرية، وقد اكتشفته ابنة الملك زينون، إذ رقدت هناك وشفيت من مرضها، بنى الملك كنيسة هناك، وأنشأ مدينة حيث كان الناس يأتون للاستشفاء من أنحاء العالم. هناك أنشأ المتنيح البابا كيرلس السادس ديرًا.
القديس لعازر من كنيسة الروم الملكيين
تعيد له الكنيسة غدا وأمّا البارّ لعازر فقد ولد سنة 968، وانتحل الحياة الرهبانية وهو حديث السن، وقضى ردحاً من الزمن في دير القدّيس سابا، ورسمه بطريرك أورشليم كاهناً، وعندما ثار العرب على الخليفة المصري وعمّ الخراب فلسطين وهدمت الأديرة، لجأ لعازر إلى أفسس ونسك بالقرب منها على جبل غليسيوس. أسس ثلاثة أديرة ضم فيها جماهير الراغبين في الكمال تحت إدارته، ومات سنة 1054، بعد حياة طويلة عاشها مثالاً للزهد وقهر الجسد.
مار آسيا من كنيسة الموارنة
عيدت له الكنيسة أمس، وتَذكُر الروزنامة المارونية قِدِّيسَين بإسِم أسْيا. وأَسْيا كَلِمَة سُريانية تَعني الطَبيب.آسيا الشهيد عيدُه في 27 تموز وأسيا العَجائِبي هو المَذكور اليوم.
كان أسيا العجائبي أو آسيا الحَلَبي مِن جِهات حَلَب مِن عائِلَة شَريفَة. تَرَهَّب في جَبَل سينا في أواخر الجيل الرابع وجاءَ الى جِوار انطاكية حَيثُ بَنى ديراً إجتَمَع فيه عَدد كَبير مِن الرُهبان. إهتَمَّ أسيا بتَدبيرهم. وقد مَنَحَه الله صُنع العَجائِب فَسُمِّيَ بالعجائبي.
القديس غريغوريوس الصانع العجائب
وقد ولد لعائلة وثنية متميزة في قيصرية الجديدة في ولاية بنطس حوإلى عام ۲۱۳م، واسمه الأول كان ثيؤدورس، وبعد ذلك نال أسم غريغوريوس عند المعمودية، وبعد دراسته البيان والبلاغة والقانون في مدينته الخاصة انطلق هو وأخيه أثينودورس إلى مدينة Berytos في فينيقية في فلسطين ، ومعه أخته، و كان زوجها حاكماً إمبراطورياً في فلسطين.